رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

حديث: رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

عن جابر بن عبد الله، كان إذا افتتح الصّلاة رفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الرّكوع فعل مثل ذلك، ويقول: «رأيتُ رسول الله ﷺ فعل مثل ذلك».
ورفع إبراهيم بن طهمان يديه إلى أُذنيه.

حسن: رواه ابن ماجه (٨٦٨) عن محمد بن يحيى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزّبير، أنّ جابر بن عبد الله كان إذا افتتح الصّلاة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر هو جزء من صحيح البخاري، وهو حديث عظيم يُبيّن هدي النبي ﷺ في الصلاة، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (باب رفع اليدين إذا كبّر وإذا ركع وإذا رفع) عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفيه أيضاً رواية إبراهيم بن طهمان.

### ثانياً. شرح المفردات
● "إذا افتتح الصلاة": أي عند ابتداء تكبيرة الإحرام وقول "الله أكبر" لدخول في الصلاة.
● "رفع يديه": أي مدّ ذراعيه ورفع كفيه إلى جهة القبلة.
● "وإذا ركع": أي عند الانحناء للركوع.
● "وإذا رفع رأسه من الركوع": أي عند الرفع من الركوع والقيول "سمع الله لمن حمده".
● "فعل مثل ذلك": أي رفع يديه في هذه المواضع الثلاثة.
● "إلى أذنيه": أي أن رفعهما كان بارتفاعٍ يبلغ شحمة الأذنين أو حذوهما.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان يقتدي برسول الله ﷺ في صلاته، فيرفع يديه في ثلاثة مواضع:
1. عند تكبيرة الإحرام لبدء الصلاة.
2. عند الهوي إلى الركوع.
3. عند الرفع من الركوع والقيام منه.
ويؤكد بأن هذا الفعل هو سنة نبوية، لأنه رأى النبي ﷺ يفعله بنفسه، وهو دليل على وجوب أو استحباب الاقتداء بهدي النبي في كل صغيرة وكبيرة من أمور الصلاة.
وأما رفع إبراهيم بن طهمان يديه إلى أذنيه، فهو بيان لكيفية الرفع، حيث يكون رفع اليدين بمحاذاة الأذنين أو إلى حذو المنكبين، كما في روايات أخرى.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- مشروعية رفع اليدين في الصلاة: الحديث دليل على سنية رفع اليدين في المواضع الثلاثة المذكورة، وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وخالف في ذلك أبو حنيفة فلم يرى الرفع إلا في تكبيرة الإحرام.
2- الاقتداء بالنبي ﷺ: الحديث يؤكد على أهمية متابعة النبي ﷺ في كل أفعاله وأقواله، خاصة في الصلاة التي هي عماد الدين.
3- بيان هيئة الرفع: رفع اليدين إلى حذو المنكبين أو الأذنين، والروايات متكاملة في هذا الباب، فبعضها يذكر الأذنين وبعضها المنكبين، ويمكن الجمع بأن يرفعها إلى حذو أذنيه مع محاذاة منكبيه.
4- حرص الصحابة على تعليم السنة: انظر كيف يحرص جابر رضي الله عنه على بيان سنة النبي ﷺ وتعليمها للناس، وهذا من ревيتهم على الدين.
5- أهمية الرواية باللفظ والفعل: الصحابة لم يكتفوا بنقل الأقوال، بل نقلوا الأفعال ووصفوها واقتدوا بها.

خامساً:

فوائد إضافية
- هذا الحديث يدخل في باب "الاقتداء بالنبي ﷺ" و"اتباع السنة".
- يستحب للامام والمأموم والمنفرد جميعاً فعل هذه السنة.
- ينبغي للمصلي أن يحافظ على هذه السنة ولا يتركها، لأنها من كمال الصلاة وهدي النبي ﷺ.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بها، الداعين إليها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٨٦٨) عن محمد بن يحيى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزّبير، أنّ جابر بن عبد الله كان إذا افتتح الصّلاة ... فذكره. وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.
ورواه الإمام أحمد (١٤٣٣٠) عن نصر بن باب، عن حجّاج، عن الذّيال بن حرملة، قال: سألت جابر بن عبد الله الأنصاريّ: «كم كنتم يوم الشّجرة؟ قال: كنا ألفًا وأربعمائة». وقال: «وكان رسول الله يرفع يديه في كلّ تكبيرة من الصّلاة».
ونصر بن باب الخراسانيّ أبو سهل المروزيّ نزيل بغداد تكلّم فيه البخاريّ، وابن معين، وأبو حاتم وغيرهم، إلّا أنّ الإمام أحمد كان لا يرى به بأسًا، وإنّما أنكروا عليه حيث حدَّث عن إبراهيم الصّائغ.
قال الحافظ في «التعجيل» (١١٠٢): «وفي مسند جابر من مسند أحمد بعد أن أخرج حديثًا لنصر بن باب. قال عبد الله: قلت لأبي: سمعتُ أبا خيثمة - يعني زهير بن حرب - يقول: نصر بن باب كذّاب. فقال: إنِّي أستغفرُ الله، كذّاب!؟ إنّما عابوا عليه أنّه حدّث عن إبراهيم الصّائغ. وإبراهيم من
أهل بلده لا يُنكر أن يكون سمع منه. انتهى. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه».
وحجّاج هو ابن أرطاة القاضي أحد الفقهاء «صدوق كثير الخطأ والتدليس».
والخلاصة: أن إسناد أحمد ضعيف إلّا أنه يقوّي إسناد ابن ماجه في رفع اليدين عند كلّ تكبيرة، لأنه ليس من رواية نصر بن باب عن إبراهيم الصّائغ.
وأمّا قصة عدد أصحاب النّبيّ ﷺ في الحديبية فقد ثبتت بأسانيد صحاح، ستأتي في موضعها إن شاء الله تعالى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 209 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

📜 حديث: رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية