كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

حديث: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

عن أبي هريرة أنه قال: كان رسولُ الله ﷺ إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك.

صحيح: رواه أبو داود (٧٣٨) حدثنا عبد الملك بن شُعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً في ديننا، واتباعاً لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، والتي هي عمود الدين وأعظم العبادات البدنية.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● "إذا كبَّر للصلاة": أي عند قوله "الله أكبر" لتكبيرة الإحرام، التي يدخل بها في الصلاة.
● "جعل يديه حذو منكبيه": "حذو" بمعنى مقابلة ومماثلة في الارتفاع. و"المنكبين" هما مفاصل العضدين الموجودين أعلى الكتفين. أي يرفع يديه حتى تكون كفاه بمستوى منكبيه.
● "وإذا ركع فعل مثل ذلك": أي عند الهوي للركوع، يرفع يديه كما فعل عند التكبير.
● "وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك": أي عند الرفع من الركوع للوقوف، وقبل الهوي للسجود، يرفع يديه أيضاً.
● "وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك": أي عند القيام من التشهد الأول (في الصلاة الثلاثية أو الرباعية) للركعة الثالثة، يرفع يديه كذلك.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف لنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع رفع اليدين خلال الصلاة. فلم يكن يرفع يديه فقط عند تكبيرة الإحرام، بل كان يرفعهما في أربعة مواضع:
1. عند تكبيرة الإحرام لدخول في الصلاة.
2. عند الركوع.
3. عند الرفع من الركوع (قائلاً: سمع الله لمن حمده).
4. عند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة.
وفي كل مرة من هذه المرات، كان يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، أي تكون أطراف أصابعه بمستوى أذنيه، وكفاه بمستوى منكبيه.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث دليل على وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة في الصلاة، لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
● اكتمال صفة الصلاة: رفع اليدين في هذه المواضع الأربعة من كمال هيئة الصلاة وتمامها، وهي سنة مؤكدة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها.
● التعظيم والخشوع: هذا الرفع لليدين يشعر المصلي بعظمة الله تعالى وهو يقف بين يديه، ويكون خاشعاً متذللاً، كما أنه حركة تدل على الانقياد والاستسلام لله وحده.
● مخالفة غير المسلمين: في هذه الهيئة مخالفة لأهل الكتاب وغيرهم في كيفية وقوفهم في عباداتهم.
● التنبيه على انتقالات الصلاة: هذه المواضع هي مواضع انتقال بين أركان الصلاة، فرفع اليدين فيها يكون إيذاناً بالانتقال من ركن إلى آخر.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم رفع اليدين: ذهب جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة والمالكية في رواية) إلى أن رفع اليدين في هذه المواضع الأربعة سنة مؤكدة.
● كيفية الرفع: يكون رفع اليدين ببسطهما وجعل الباطن مقابل القبلة، ورفعهما حتى يحاذيا المنكبين، أو أن يحاذي أطراف الأصابع شحمة الأذنين (وهذا أيضاً وارد في بعض الأحاديث)، والجمع بينهما أن يرفع يديه حتى يحاذي بالإبهامين شحمة أذنيه، وببقية الكفين منكبيه.
● ما يقال عند الرفع: يرفع يديه مع التكبير في كل موضع من هذه المواضع، فيكبر عند الرفع للركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا وأعمالنا، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمحافظين على هديه في كل شيء.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٧٣٨) حدثنا عبد الملك بن شُعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة ... فذكر الحديث.
إسناده صحيح، وقد صححه أيضًا ابن خزيمة، فأخرجه في صحيحه (٦٩٤) من طريق أبي زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري، نا شعيب به وزاد فيه: «ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود» وقال: ورواه عثمان بن الحكم الجُذامي، قال: أنا ابن جريج، أن ابن شهاب أخبره بهذا الإسناد مثله، وقال: كبَّر ورفع يديه حذو منكبيه. حدثنيه أبو اليمن ياسين بن أبي زرارة المصري القتباني، عن عثمان بن الحكم الجُذامي، وقال: سمعتُ يونس يقول: أوَّلُ من قدم مصر بعلم ابن جريج أو بعلم مالك، عثمانُ بن الحكم الجُذاميّ. وقال: سمعتُ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي يقول: حدثنا ابن أبي مريم، حدثني عثمان بن الحكم الجُذامي وكان من خيار الناس. انتهى.
ورواه أيضًا ابن ماجه (٨٦٠) من طريق إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: «رأيت رسولَ الله ﷺ يرفع يديه في الصلاة حَذْو منكبيه حين يفتتحُ الصلاة، وحِينَ يركعُ، وحين يسجد».
وإسماعيل بن عياش الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده، ومخلط في غيرهم كما في التقريب.
قال الأعظمي: صالح بن كيسان وان كان حجازيًا من غير أهل بلده إلا أن إسماعيل بن عياش لم يختلط
في هذه الرواية لمتابعة الآخرين له.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 207 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

📜 حديث: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية