حديث: إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين عند الركوع وعند رفع الرأس منه

عن أبي حميد الساعدي قال: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله ﷺ، رأيته إذا كبَّر جعل يديه حِذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهرَه، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعودَ كلُّ فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلةَ، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمُنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدَّم رجله اليُسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته.

صحيح: رواه البخاري في الأذان (٨٢٨) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليثُ، عن خالد (هو ابن يزيد الجمحمي المصري) عن سعيد (ابن أبي هلال) عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو بن عطاء.

عن أبي حميد الساعدي قال: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله ﷺ، رأيته إذا كبَّر جعل يديه حِذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهرَه، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعودَ كلُّ فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلةَ، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمُنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدَّم رجله اليُسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي يصف هيئة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث عظيم الشأن، فقد رواه الإمام البخاري في "صحيحه" وغيره من أئمة الحديث.

شرح المفردات:


● حِذاء منكبيه: أي مقابل كتفيه ومستوياً بهما.
● أمكن يديه من ركبتيه: أي وضع يديه على ركبتيه بتثبيت وتمكين.
● هصر ظهره: أي جعله مستوياً معتدلاً دون تقويس، بحيث يكون ظهره ممدوداً مستوياً.
● كل فقار مكانه: الفقار هو فقارات الظهر (العظام)، أي يعود كل عظم إلى موضعه الطبيعي عند الاعتدال من الركوع.
● غير مفترش ولا قابضهما: أي لا يبسطهما كلياً (كالإنسان المضطجع) ولا يضمهما إلى جنبيه، بل يكون بين ذلك.
● استقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة: أي وجه أطراف أصابع رجليه نحو القبلة عند السجود.
● نصب اليمنى: أي أقامها وأوجبها واضعةً على أطراف الأصابع.
● مقعدته: أي جلس على الأرض مباشرةً، لا على قدميه.


المعنى الإجمالي للحديث:


يصف أبو حميد الساعدي رضي الله عنه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بدقة، حيث كان يحفظ الناس عليها، وفي رواية أنه شهدها وشاهدها بنفسه. يذكر الحديث هيئات motions الصلاة من التكبير إلى الجلوس بين السجدتين وفي التشهد، مما يبين سنية هذه الهيئات وأنها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.


الدروس المستفادة والعبر:


1- العناية بهيئة الصلاة: ينبغي للمسلم أن يحرص على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل حركة وسكنة في صلاته، فهي من أهم العبادات.
2- الاعتدال في الركوع والرفع منه: حيث يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالطمأنينة واعتدال الظهر حتى يعود كل فقار إلى مكانه.
3- الهيئة في السجود: بأن لا يبسط ذراعيه كالمضطجع ولا يضمهما، بل يكون بين ذلك، وأن يستقبل القبلة بأطراف أصابع رجليه.
4- الهيئة في الجلوس: فيجلس على اليسرى في الجلسة الوسطى (بين السجدتين وفي التشهد الأول)، وينصب اليمنى، أما في التشهد الأخير فيقدّم اليسرى وينصب اليمنى ويجلس على مقعدته.
5- دقة الصحابة في نقل السنة: حيث حفظوا حتى التفاصيل الدقيقة في هيئة الصلاة، مما يدل على حرصهم على تبليغ الدين كما عاشوه.


معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في كتب الفقهاء في باب "صفة الصلاة"، واحتج به العلماء في إثبات سنية هذه الهيئات.
- الهيئات المذكورة في الحديث هي من سنن الصلاة التي يستحب للمصلي أن يحافظ عليها، وإن تركها لا يبطل الصلاة لكنه يفوت الأجر الكامل.
- يستحب للإمام والمأموم والمنفرد جميعاً الاقتداء بهذه الهيئات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٨٢٨) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليثُ، عن خالد (هو ابن يزيد الجمحمي المصري) عن سعيد (ابن أبي هلال) عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو بن عطاء. وحدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي ﷺ، فذكرنا صلاة النبي ﷺ فقال أبو حميد الساعدي: فذكر الحديث هكذا مختصرًا.
ورواه أبو داود (٧٣٠)، والترمذي (٣٠٤)، وابن ماجه (١٠٦١) كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعتُ أبا حُميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله ﷺ منهم أبو قتادة، قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله ﷺ، قالوا: فلمَ؟ فوالله! ما كنت بأكثرنا له تبْعة، ولا أقدمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فأعرض، قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يُكبِّر حتى يقرَّ كلُّ عظم في موضعه معتدلًا ثم يقرأُ، ثم يُكبِّر، فيرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا يصُبُّ رأسه ولا يُقْنِع، ثم يرفع رأسه فيقول: «سمع الله لمن حمده»، ثم يرفع يديه حتى يحاذي [بهما] منكبيه معتدلًا، ثم يقول: «الله أكبر»، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه ويُثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: «الله أكبر»، ويرفع [رأسه] ويثنِّي رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبَّر ورفع يديه حتى يحاذي بها منكبيه كما كبَّر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رجله اليسرى وقعد مُتوركًا على شِقّه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي ﷺ.
ورواه أيضًا النسائي (١٠٤٠) من طريق عبد الحمد مختصرًا. قال الترمذي: «حسن صحيح».
وقال ابن حبان (١٨٦٦): «سمع هذا الخبر محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد الساعدي، وسمعه عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، فالطريقان محفوظان». انتهى.
قال الأعظمي: وذلك بعد أن رواه عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا الوليد بن
شجاع السكوني، حدثنا أبي، قال حدثنا أبو خيثَمة، قال: حدثنا الحسن بن الحُرِّ، قال: حدثني عيسى بنُ عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أحد بني مالك. عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أَنَّهُ كَانَ في مَجْلِسٍ كَانَ فِيه أَبُوهُ - وَكانَ مِنْ أَصْحَاب النبيّ ﷺ وفي المجلس أبو هريرة، وأبو أُسَيدٍ، وأبو حُميد الساعديّ منَ الأنْصَارِ، وَأَنَّهُم تَذَاكَرُوا الصَّلَاةَ.
فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بصلاة رسول الله ﷺ، قالوا: فَأَرِنَا، قال: فقام يُصلِّي، وهم ينظرون، فبدأ يُكَبِّرُ ورفع يديه حِذاءَ المَنْكِبَيْنِ، ثُمَّ كَبَّرَ للرُّكُوع، فرفع يديه أيضًا، ثم أمكن يديه من ركبتيه غير مُقْنِعٍ ولا مُصَوِّبٍ، ثُمَّ رفع رأسه وقال: سمِعَ الله لِمَنْ حمده، اللهم! ربنا لك الحمد، ثم رفع يديه، ثم قال: الله أكبر، فسجد، فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبَّر، فجلس، وتورَّكَ إحدى رجليه، ونصب قَدَمَهُ الأخرَى، ثم كبَّر فَسَجَدَ الأُخْرَى، فكبَّرَ، فقام ولم يتورَّكْ، ثم عادَ، فركع الركعةَ الأخرى، وكَبَّر كذلك، ثم جَلَسَ بَعد الرَّكْعَتَيْنِ حتى إذا هو أرادَ أن ينهضَ للقِيَامِ، كَبَّرَ، ثم ركع الركعتين الأخِيرَتَينِ، فلمَّا سَلَّمَ، سَلَّمَ عن يمينه، سَلامٌ عَليكم ورحمةُ الله، وسَلَّم عن شماله: سَلامٌ علَيْكُمْ ورحمةُ الله.
قال الحسن بن الحر: وحدثني عسى أن مما حدَّثه أيضًا في المجلس في التشهد: أن يضع يده اليُسرى على فخذه اليُسرى، ويضع يده اليُمنى على فخذه اليُمنى، ثم يشير في الدعاء بإصبع واحدةٍ. انتهى.
وهذا الحديث رواه أيضًا أبو داود (٧٣٣) عن علي بن الحسين بن إبراهيم، حدثنا أبو بدر (شجاع بن الوليد) حدثني زهير أبو خيثمة به مختصرًا وإسناده حسن فإن شجاع بن الوليد تُكلم في حفظه، ولكن أعله الطحاوي في شرحه (١/ ٢٦١) بأن «محمد بن عمرو غير معروف، ولا متصل عندنا عن أبي حميد، لأن في حديثه أنه حضر أبا حميد وأبا قتادة، ووفاة أبي قتادة قبل ذلك بدهر طويل، لأنه قتل مع علي رضي الله عنه، وصلى عليه علي، فأين سِنّ محمد بن عمرو بن عطاء من هذا». انتهى.
قال الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٢٣): «محمد بن عمرو هو: ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني، وهو لم يلق أبا قتادة، ولا قارب ذلك، إنما يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وغيره من كبار التابعين، وأما محمد بن عمرو الذي رواه عبد الحميد بن جعفر عنه فهو: محمد بن عمرو بن عطاء تابعي كبير، جزم البخاري بأنه سمع من أبي حميد وغيره، وأخرج الحديث من طريقه».
ثم قال: «وللحديث طرق عن أبي حميد - سمى في بعضها - من العشرة: محمد بن مسلمة، وأبو أسيد، وسهل بن سعد. وهذه رواية ابن ماجه من حديث عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه. ورواه ابن خزيمة من طرق أيضًا» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال فقد رواه ابن ماجه (٨٦٣) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر،
قال: حدثنا فُليح بن سليمان، قال: حدثنا عباس بن سهل السّاعدي، قال: اجتمع أبو حميد وأبو أُسيد الساعدي، وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاةَ رسولِ الله ﷺ فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله ﷺ فذكره مختصرًا.
ورواه أيضًا أبو داود (٧٣٤)، والترمذي (٢٦٠) كلاهما من طريق فليح بن سليمان به مختصرًا يزيد بضعهم على بعضه.
قال الترمذي: «حسن صحيح». وقول الحافظ: «رواها ابن خزيمة من طرق أيضًا».
أي رواه من طرق، وفيه محمد بن عمرو بن عطاء، انظر ابن خزيمة (٥٨٧).
وأما عبد الحميد فقال فيه ابن حبان في صحيحه (٣/ ١٧٢): «أحد الثقات المتقنين، قد سبرتُ أخبارَه فلم أره انفرد بحديث منكر لم يُشارَك فيه، وقد وافق فُليحُ بن سليمان وعيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حُميد، عبدَ الحميد بن جعفر في هذا الخبر». انتهى.
انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ٤٩١ - ٤٩٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 206 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره

  • 📜 حديث: إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب