حديث: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس
صحيح: رواه أبو داود (٨٥٥) والتِّرمذيّ (٢٦٥)، والنسائي (١٠٢٧)، وابن ماجة (٨٧٠) كلّهم من طريق الأعمش، عن عُمارة بن عُمير، عن أبي معمر، عن أبي مسعود الأنصاري البدري فذكر مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوضح ركنًا أساسيًا من أركان الصلاة، وهو الطمأنينة والاعتدال في الركوع والسجود.
الحديث: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لا تُجْزِئُ صلاةُ الرّجل حتَّى يُقيمَ ظَهره في الركوع والسجود».
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
1. شرح المفردات:
● لا تُجْزِئُ: لا تصح ولا تكفي، أي لا تكون مقبولة ولا تسقط بها الفريضة.
● صلاةُ الرّجل: صلاة الشخص، سواء كان رجلاً أو امرأة، والذكر هنا للغالب.
● حَتَّى يُقِيمَ ظَهْرَهُ: حتى يستوي ظهره ويعتدل، فلا يكون منحنيًا ولا متكاسلاً.
● في الركوع: أي بعد الانحناء للركوع، بأن يعتدل قائمًا بعد الرفع منه. وهذا هو المقصود هنا كما فسره أهل العلم، أي الاعتدال بعد الركوع.
● وفي السجود: أي يعتدل في جلوسه بين السجدتين.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة لا تصح ولا تكون تامةً مقبولةً إلا إذا أدّاها المصلي على الوجه المشروع، ومن ذلك أن يعتدل بعد الركوع (بحيث يستوي قائمًا) وأن يعتدل في الجلوس بين السجدتين (بحيث يستوي جالسًا)، فلا يعجل في الانتقال إلى الركن التالي قبل أن يطمئن ويستقر كل فقرة في موضعها.
فالحديث يؤكد على ركن الطمأنينة، وهو الركن الذي يغفل عنه الكثيرون، فينقرون صلاتهم نقر الغراب دون اطمئنان.
3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب الطمأنينة في الصلاة: الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بها. والطمأنينة هي السكينة في الأركان وعدم العجلة، بحيث يستقر كل عضو في مكانه.
2- بيان مواضع الطمأنينة: الحديث يحدد موضعين مهمين يقع فيهما التفريط غالبًا:
● الاعتدال بعد الركوع: وهو أن يقف المصلي قائما بعد قوله "سمع الله لمن حمده"، ولا ينحني إلى السجود مباشرة.
● الجلوس بين السجدتين: وهو أن يجلس المصلي مطمئنًا، مفرشًا رجله اليسرى، جالسًا عليها، وناصبًا رجله اليمنى، قبل أن ينتقل إلى السجدة الثانية.
3- تحذير من صلاة "النقر": النقر هو العجلة في الصلاة وعدم الطمأنينة فيها، وشبهها النبي ﷺ بنقر الغراف للطعام. وهذه الصلاة غير مجزئة، بل هي من أسباب الخسران، كما قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5].
4- العناية بهيئة الصلاة: الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد، فإقامة الظهر والاعتدال في أركانها دليل على كمال الخشوع وإتقان العبادة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- جاء في رواية أخرى للحديث توضيح المعنى، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال لرجل يصلي ولا يطمئن: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». وفي رواية: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا». (متفق عليه).
- الاعتدال بعد الركوع هو الركن الذي يسمى "الاعتدال" أو "الرفع من الركوع"، وهو ركن عند جمهور الفقهاء.
- الجلوس بين السجدتين ركن أيضًا، ولا بد فيه من الطمأنينة.
فليحرص كل مسلم على إطالة هذه المواضع قليلاً والطمئنينة فيها، فهي من كمال الصلاة وقبولها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي رواية النسائيّ: «حتَّى يُقيم الرّجل صُلْبَه في الركوع والسجود»، وأمّا الترمذيّ فجعل كلمة «صلبه» تفسيرًا. قال الترمذيّ: حسن صحيح.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن رجاله ثقات وإسناده صحيح.
وقد صحَّحه ابن خزيمة (٥٩٢)، وابن حبَّان (١٨٩٣) فروياه من هذا الطريق.
وأبو مسعود اسمه: عقبة بن عمرو، واختلف في نسبته إلى بدر فقيل: لم يشهد بدرًا، إنّما نسب إليه لأنه نزل ماء ببدر، والصواب أنه ممن شهد بدرًا، وبه قال البخاريّ ومسلم وأبو عبيد والحاكم أبو أحمد، انظر «فتح الباري» (٧/ ٢٤٦).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 319 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 294 أمد في الأوليين وأحذف في الأخريين
- 295 النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر
- 296 قرأ لأصحابه في صلاته فيختم: بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾
- 297 سورة الإخلاص: يا رسول الله إني أحبها فقال رسول الله...
- 298 قرأ النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين كلتيهما.
- 299 قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر
- 300 المفَصَّل يجمع بين السور في ركعة
- 301 أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود
- 302 اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني
- 303 ذاك شيطان يقال له خنزب فتعوذ بالله منه واتفل على...
- 304 إذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ
- 305 وقوف النبي ﷺ عند آيات الرحمة والعذاب في الصلاة
- 306 من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي...
- 307 كان إذا قرأ سبح اسمك ربك الأعلى قال: سبحان ربي...
- 308 وضع اليدين بين الفخذين في الصلاة منهي عنه
- 309 إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم
- 310 إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن
- 311 ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا
- 312 كان رسول الله ﷺ إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد...
- 313 المسيء في صلاته
- 314 أرى خشوعكم وركوعكم من وراء ظهري
- 315 المسيء في صلاته: ارجع فصل فإنك لم تصل
- 316 اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة
- 317 من يحسن وضوء الصلاة وخشوعها وركوعها كانت كفارة لما قبلها
- 318 كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله...
- 319 لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
- 320 الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه
- 321 جافي بين مرفقيه حتى استقر كل شيء منه
- 322 لا صلاة لمن لا يُقيم صُلبه في الركوع والسجود
- 323 رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
- 324 إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا
- 325 ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم
- 326 النهي عن التفات الثعلب وإقعاء القرد ونقر الديك
- 327 أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته
- 328 النهي عن نقرة الغراب وعن افتراش السبع
- 329 سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد
- 330 اللَّهُمَّ ربَّنا لك الحمدُ مِلأُ السماوات ومِلأُ الأرض وما بينهما
- 331 أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد
- 332 لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما
- 333 قول ربنا ولك الحمد عند الرفع من الركوع
- 334 اللهم ربنا ولك الحمد
- 335 من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من...
- 336 ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
- 337 إنما جعل الإمام ليؤتم به
- 338 وضع اليدين قبل الركبتين في الصلاة
- 339 فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه
- 340 اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
- 341 لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب
- 342 ينهى عن افتراش الذراعين افتراش الكلب أو السبع
- 343 كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه
معلومات عن حديث: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
📜 حديث: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








