حديث: اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس

عن أنس بن مالك، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «أقيموا الركوعَ والسجودَ، فوالله! إني لأراكم من بَعدي - وربما قال: من بعد ظهري إذا ركعتم وسجدتم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٧٤٢)، ومسلم في الصّلاة (٤٥٢) كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر غندر، ثنا شعبة، قال: سمعتُ قتادة، عن أنس فذكر الحديث.

عن أنس بن مالك، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «أقيموا الركوعَ والسجودَ، فوالله! إني لأراكم من بَعدي - وربما قال: من بعد ظهري إذا ركعتم وسجدتم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحرص على تعليم أمته وتوجيههم إلى كل خير. وها هو شرحه على النحو التالي:

الحديث بلفظه كاملاً:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ ﷺ قال: «أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللَّهِ! إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ».
(رواه البخاري في صحيحه، وأحمد، وغيرهم)


1. شرح المفردات:


● أَقِيمُوا: من الإقامة، وهي الإتيان بالشيء على وجهه الكامل التام. أي: أدّوا الركوع والسجود على الوجه الصحيح والمطلوب.
● الرُّكُوعَ: هو الانحناء في الصلاة بقول "سبحان ربي العظيم".
● السُّجُودَ: هو وضع الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين على الأرض، مع التسبيح.
● مِنْ بَعْدِي: أي من خلفي عندما أكون إماماً.
● مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي: أي من ورائي، وهو تأكيد للمعنى السابق.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه والمصلين خلفه بإتقان الركوع والسجود وإتمامهما على الوجه المشروع، ويخبرهم أنه يرى كيف يؤدون هذه الأركان خلفه عندما يكون إماماً لهم، حتى لو كانوا وراء ظهره. وهذا يدل على حرصه الشديد على هدايتهم وتعليمهم، وأنه يلتفت أحياناً لينظر إلى من خلفه ويتأكد من إقامتهم للصلاة بشكل صحيح.


3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب إتقان أركان الصلاة: يؤكد الحديث على أهمية إقامة الركوع والسجود بشكل كامل، بما في ذلك الطمأنينة والذكر الوارد فيهما.
● حرص النبي ﷺ على أمته: حتى وهو في الصلاة، كان يهتم بأمر المسلمين ويوجههم لتصحيح صلاتهم.
● التأكيد على أهمية الخشوع والإتقان: فالصلاة ليست مجرد حركات، بل هي روحانية وطمأنينة وتدبر.
● بيان صدق النبي ﷺ ورسالته: حيث أقسم بالله على ما يقول، مما يدل على أهمية الموضوع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب مراعاة الإمام للمأمومين وتوجيههم.
- يستفاد منه أن الإمام مسؤول عن المأمومين إلى حدٍّ ما، ويجب عليه أن يعلّمهم إذا رأى منهم تقصيراً.
- يُستحب للمأموم أن يحرص على متابعة الإمام وإتقان الصلاة، خاصة في الركوع والسجود.
- الحديث يظهر أيضاً تواضع النبي ﷺ وحرصه على أمته، حيث كان يهتم بأمرهم حتى في الصلاة.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على إقامة الصلاة كما يحب ويرضى، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٧٤٢)، ومسلم في الصّلاة (٤٥٢) كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر غندر، ثنا شعبة، قال: سمعتُ قتادة، عن أنس فذكر الحديث.
عن حذيفة أنه رأى رجلًا لا يُتم الركوعَ والسجودَ قال: «ما صلَّيتَ، ولو مُتَّ مُتَّ على غير الفطرةِ التي فطر الله محمدًا ﷺ».
وفي رواية: «مُتَّ على غير سنة محمد ﷺ».
صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (٧٩١، ٨٠٨) من الوجهين، عن حذيفة.
أدخل البخاريّ هذا الحديث في الجامع على رأي الجمهور بأن الصحابي إذا قال: سنة محمد، أو فطرته كان حديثًا مرفوعًا، وقد خالف فيه قوم قال الحافظ: والراجح الأوّل.
وأمّا ما رواه الإمام أحمد (٢٣٢٥٨) من طريق الأعمش، والنسائي (١٣١٢) من طريق طلحة بن مصرف، كلاهما عن زيد بن وهب، قال: دخل حذيفةُ المسجدَ، فإذا رجل يُصَلِّي مما يلي أبواب كِندة، فجعل لا يُتم الركوعَ ولا السجود، فلمّا انصرف قال له حذيفة: منذ كم هذه صلاتُك؟ قال: منذ أربعين سنة. قال: فقال له حذيفة: ما صليتَ منذ أربعين سنةً، ولو مُتَّ، وهذه صلاتُك لمُتَّ على غير الفطرة التي فطر عليها محمَّد ﷺ قال: ثمّ أقبلَ عليه يُعَلِّمه فقال: إن الرّجل ليُخِفُّ في صلاته، وإنه ليُتم الركوعَ والسجودَ.
فإسناده وإن كان صحيحًا فلعله يحمل على المبالغة، لأن حذيفة مات سنة ست وثلاثين، فعلي هذا يكون ابتداء صلاة المذكور قبل الهجرة بأربع سنوات أو أكثر، ولعل الصّلاة لم تكن فُرِضتْ بعد. فلعله أطلق وأراد المبالغة. انظر «فتح الباري» (٢/ ٢٧٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 316 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة

  • 📜 حديث: اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب