حديث: ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة الركوع

عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعتُ أبا حميد الساعدي في عشرةٍ من أصحاب رسول الله ﷺ فيهم: أبو قتادة فقال أبو حُميد: أنا أعلمُكم لِصلاة رسول الله ﷺ وفيه: ثم يركعُ ويَضَعُ رُكبتيه على ركبتيه معتمدًا، لا يَصُبُّ رأسه ولا يُقْنِعُ، معتدلًا.

صحيح: رواه أبو داود (٧٣٠)، والترمذي (٣٠٤)، وابن ماجة (١٠٦١) كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر، حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء به مثله في حديث طويل وسبق تخريجه في باب رفع اليدين وفيه كلام.

عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعتُ أبا حميد الساعدي في عشرةٍ من أصحاب رسول الله ﷺ فيهم: أبو قتادة فقال أبو حُميد: أنا أعلمُكم لِصلاة رسول الله ﷺ وفيه: ثم يركعُ ويَضَعُ رُكبتيه على ركبتيه معتمدًا، لا يَصُبُّ رأسه ولا يُقْنِعُ، معتدلًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف جزء من حديث طويل يرويه الصحابي الجليل أبو حميد الساعدي رضي الله عنه، ويصف فيه صفة صلاة النبي ﷺ بتفصيل دقيق. وهو حديث عظيم الشأن، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي، وغيرهم، وصححه عدد من أهل العلم.

شرح المفردات:


● يَضَعُ رُكبتيه على ركبتيه: أي يضع كفيه على ركبتيه عند الركوع.
● معتمدًا: أي معتمدًا بيديه على ركبتيه، يسند ظهره ويعتدل في ركوعه.
● لا يَصُبُّ رأسه: أي لا يُخْفض رأسه ويُطأطئه كثيرًا حتى يكون أسفل من ظهره.
● ولا يُقْنِعُ: أي لا يرفع رأسه عن مستوى ظهره، بل يكون مساوياً له في الاستواء. (والقنع: الرفع).
● معتدلًا: أي يكون ظهره مستوياً ومستقيماً في الركوع، لا منحنيًا أكثر من اللازم ولا مرتفعًا.

المعنى الإجمالي للجزء المذكور:


يصف لنا أبو حميد الساعدي رضي الله عنه، بحضور مجموعة من كبار الصحابة الذين يشهدون له بذلك، كيف كان رسول الله ﷺ يركع في صلاته. فبعد أن يكبر للركوع، يضع كفيه على ركبتيه، معتمدًا عليهما ليستقيم ظهره ويستوي. وكان ﷺ لا يبالغ في خفض رأسه فيجعلها أسفل من ظهره (وهو الصب)، ولا يرفعها فيجعلها أعلى من ظهره (وهو القنع)، بل كان يجعل رأسه وسطه وظهره في خط مستقيم واحد، بحيث لو صُبَّ عليه الماء لاستقر على ظهره، وهذا هو الاعتدال التام في الهيئة.

الدروس المستفادة منه:


1- الإخلاص في العبادة والتأسّي بالنبي ﷺ: حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعلم صفة الصلاة بدقة من فِعْل النبي ﷺ ونقله للأمة، وهذا من تمام الإخلاق والاتباع.
2- الاعتدال في الركوع هو السنة: بيان أن السنة في الركوع هي الاعتدال، بحيث يكون الرأس حيال الظهر لا أعلا منهه ولا دونه. وهذا من كمال الخشوع والوقار في الصلاة.
3- الاهتمام بهيئة الصلاة: التفاصيل الدقيقة في هيئة الصلاة تدل على عظم شأنها، وأنها ينبغي أن تؤدى كما رأى الصحابة النبي ﷺ يؤديها.
4- استحباب وضع اليدين على الركبتين في الركوع: وذلك مع التفريج بين الأصابع، كما ورد في أحاديث أخرى.
5- التواضع العلمي والاستفادة من أهل المعرفة: انظر كيف جمع أبو حميد الصحابة وأخبرهم أنه أعلمهم بصلاة رسول الله ﷺ، فلم ينكروا عليه بل شهدوا له بذلك، وقبلوا منه علمه.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها الفقهاء على صفة الركوع الصحيح، وأنه لا يجوز للمصلي أن يجعل رأسه عاليًا جدًا (مثل ظهر البعير) ولا منخفضًا جدًا، بل يكون معتدلاً.
- جاء في روايات أخرى للحديث تكملة لهذا الوصف، مثل: «وَأَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ»، و«فَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»، مما يدل على كمال التوثيق والدقة في النقل.
- هذا الاعتدال في الركوع من أسباب إتمام الصلاة وإكمالها، وهو من سننها المهجورة التي ينبغي إحياؤها.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المقتدين برسوله ﷺ في أقواله وأفعاله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٧٣٠)، والترمذي (٣٠٤)، وابن ماجة (١٠٦١) كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر، حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء به مثله في حديث طويل وسبق تخريجه في باب رفع اليدين وفيه كلام. ورواه أيضًا النسائي (١٠٤٠) من طريق عبد الحميد مختصرًا بقوله:
«كان النبي ﷺ إذا ركع اعتدل، فلم ينصب رأسه، ولم يُقْنِعه، ووضع يديه على ركبتيه».
وقوله: لا يَصُبُّ رأسه - أي لم يُملْه إلى أسفل، وفي رواية الترمذي: «لم يُصوِّب رأسه» من التصويب، وهو تنكيس الرأس إلى أسفل، ومعناهما واحد.
وقوله: ولم يُقْنِع - أي لم يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره، من قولهم: أقنع رأسه - إذا نصبه، ولكن كان بين ذلك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 311 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا

  • 📜 حديث: ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب