حديث: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصّلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله ربّ العالمين، وكان إذ ركع لم يُشْخِصْ رأسه ولم يُصوِّبْه ولكن بين ذلك، وكان
إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتَّى يستوي قائمًا، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجُدْ حتَّى يستوي جالسًا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفْرِشُ رجْلَه اليُسرى، وينصِبُ رجله اليُمنى، وكان ينهى عن عُقْبَة الشّيطان، وينهي أن يفترِشَ الرّجل ذِراعَيه افتراش السبُعِ، وكان يختم الصّلاة بالتسليم.

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٩٨) من طريق حسين المعلم، عن بُديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرتِ الحديث.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصّلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله ربّ العالمين، وكان إذ ركع لم يُشْخِصْ رأسه ولم يُصوِّبْه ولكن بين ذلك، وكان
إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتَّى يستوي قائمًا، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجُدْ حتَّى يستوي جالسًا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفْرِشُ رجْلَه اليُسرى، وينصِبُ رجله اليُمنى، وكان ينهى عن عُقْبَة الشّيطان، وينهي أن يفترِشَ الرّجل ذِراعَيه افتراش السبُعِ، وكان يختم الصّلاة بالتسليم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يصف هدي النبي ﷺ في صلاته، وهو من الأحاديث التي جمعت جملة من سنن الصلاة وهيئتها. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

شرح المفردات:


● يستفتح الصلاة: يبدأ الصلاة.
● لم يُشْخِصْ رأسه: لم يرفعه عاليًا بشكل مبالغ فيه.
● لم يُصوِّبْه: لم يحنيه وينزله كثيرًا.
● يستوي قائمًا: يعتدل واقفًا تمامًا.
● يستوي جالسًا: يعتدل جالسًا تمامًا.
● يفرش رجله اليسرى: يبسطها ويجلس عليها.
● ينصب رجله اليمنى: يقيمها ويجعل أصابعها نحو القبلة.
● عُقْبَة الشيطان: الجلوس على العقبين أو الوركين بين السجدتين.
● افتراش السبع: أن يبسط ذراعيه على الأرض كما يفعل السباع.

شرح الحديث:


1- البداءة بالتكبير وقراءة الفاتحة:
كان النبي ﷺ يبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام (قوله: الله أكبر)، ثم يقرأ سورة الفاتحة ("الحمد لله رب العالمين")، فهي ركن لا تصح الصلاة بدونها.
2- الهيئة في الركوع:
كان ﷺ إذا ركع لم يرفع رأسه بشكل مبالغ فيه (يشخصه) ولم يخفضهبشكل مبالغ فيه (يصوبه)، بل كان متوسطًا في الهيئة، بحيث يكون ظهره مستويًا وعنقه مستقيمًا غير مرتفع ولا منخفض، تحقيقًا للخشوع والتواضع لله تعالى.
3- الطمأنينة بعد الركوع والجلوس بين السجدتين:
كان ﷺ يطمئن بعد الرفع من الركوع، فيعتدل قائمًا ويطمئن واقفًا قبل أن يهوي إلى السجود. وكذلك بعد رفع رأسه من السجدة الأولى، كان يجلس مطمئنًا معتدلاً قبل أن يسجد السجدة الثانية. وهذا من تمام الطمأنينة التي هي ركن في الصلاة.
4- قراءة التشهد في كل ركعتين:
كان ﷺ يقول التشهد (التحية) في كل ركعتين، أي في الجلوس الأول بعد الركعة الثانية في الصلاة الرباعية أو الثلاثية.
5- هيئة الجلوس في الصلاة:
كان ﷺ يجلس في الصلاة -غير جلسة التشهد- بالافتراش، أي يفرش رجله اليسرى (يجلس عليها) وينصب رجله اليمنى (يقيمها ويوجه أصابعها جهة القبلة). وهي الهيئة المستحبة في الجلوس بين السجدتين.
6- النهي عن عُقبة الشيطان وافتراش الذراعين:
- "عقبة الشيطان": هو أن يجلس المصلي على عقبيه (وركيه) بين السجدتين من غير أن يفترش رجله اليسرى، وهذه الجلسة مكروهة لأنها من فعل الشيطان (أي تشبهه في الكسل وعدم الخشوع).
- "افتراش الذراعين": أن يبسط المصلي ذراعيه على الأرض في السجود كما يبسط السبع (الأسد أو الكلب) ذراعيه، وهذا أيضاً مكروه لأنه يذهب بالخشوع ويشبه فعل البهائم.
7- ختم الصلاة بالتسليم:
كان ﷺ يختم صلاته بالتسليم (قول: السلام عليكم ورحمة الله) يمينًا وشمالاً، وهو علامة انتهاء الصلاة.

الدروس المستفادة:


1- وجوب التكبير لاستفتاح الصلاة: التكبير (قول: الله أكبر) هو بداية الصلاة، وهو ركن لا تصح الصلاة بدونه.
2- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة: فهي ركن من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها.
3- الاعتدال في الركوع: بأن لا يرفع المصلي رأسه كثيرًا ولا يخفضه كثيرًا، بل يكون وسطًا بين ذلك.
4- الطمأنينة في الصلاة: الطمأنينة في كل ركن من أركان الصلاة (كالقيام والركوع والسجود والجلوس) واجبة، وتركها يبطل الصلاة.
5- التشهد بعد كل ركعتين: وهو سنة مؤكدة في الصلاة الثنائية والرباعية.
6- هيئة الجلوس في الصلاة: بأن يجلس على الرجل اليسرى وينصب اليمنى، وهي هيئة جلسة الاستراحة والجلوس بين السجدتين.
7- النهي عن الإقعاء (عقبة الشيطان): وهو أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه، لأن هذه الهيئة تشبه هيئة الكلاب والسباع.
8- النهي عن بسط الذراعين في السجود: بل يرفع المصلي ذراعيه عن الأرض ولا يبسطهما كافتراش السبع.
9- ختم الصلاة بالتسليم: وهو قول: "السلام عليكم ورحمة الله" مرتين، وهو ركن من أركان الصلاة.
10- الاهتمام بهيئة الصلاة: ينبغي للمسلم أن يحرص على هيئة الصلاة كما صلى النبي ﷺ، فهي أفضل الصلاة وأكملها.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يجمع عددًا من سنن الصلاة وهيئاتها، مما يدل على أهمية متابعة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة في الصلاة.
- الهيئات المذكورة في الحديث تدل على الأدب مع الله تعالى في الصلاة، والخشوع والطمأنينة فيها.
- النهي عن "عقبة الشيطان" و"افتراش السبع" يدل على أن الصلاة يجب أن تؤدى بهيئة تليق بالمصلي المسلم، بعيدًا عن مشابهة الحيوانات أو هيئات غير لائقة.
- الحديث يظهر حرص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على نقل هدي النبي ﷺ في العبادات، مما يدل على دورها الكبير في نقل السنة النبوية.
أسأل الله تعالى أن يقبل صلاتنا، ويجعلنا من المقيمين لها، المحافظين على هيئتها كما شرع النبي ﷺ.
- فيه رد على من يخفف في هيئة الصلاة ولا يطمئن فيها، أو من يتكلف هيئات غير مشروعة.
- ينبغي للمصلي أن يتعلم سنن الصلاة وهيئتها من مثل هذا الحديث، ليكون على بينة من أمر صلاته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٤٩٨) من طريق حسين المعلم، عن بُديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرتِ الحديث.
وقوله: «لم يشخص رأسه ولم يُصوِّبْه» الأشخاص هو الرفع، والتصويب الخفض، أي كان يعدل فيه بين الأشخاص والتصويب.
وقوله: «عُقبة الشّيطان» وفي رواية أخرى: عَقِب، فسره أبو عبيدة وغيره بالإقعاء المنهي عنه، وهو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب سباقيه، ويضع يديه على الأرض، كما يُفْرِش الكلب وغيره من السباع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب