حديث: إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة الركوع

عن الأسود وعلقمة قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره فقال: أصَلَّى هؤلاء خلْفكم؟ فقلنا: لا، قال: فقوموا فصلُّوا، فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقومَ خلْفه، فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا، وطبَّق بين كفَّيه، ثم أدخلهما بين فخذيه، قال: فلما صلَّى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنُقونها إلى شَرَقِ الموتى، فإذا رأيتُم قد فعلوا ذلك فصلُّوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً، وإذا كنتُم ثلاثةً فصلوا جميعًا، وإذا كنتُم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليُفرش ذراعَيه على فخذيه، ولْيَجْنأ وليطبِّق بين كفيه، فكأَنِّي أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله ﷺ فأراهم.
وفي رواية: فكأنِّي أنظر إلى اختلاف أصايع رسول الله ﷺ وهو راكع.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٣٤)، من طرق عن إبراهيم النخعي، عن الأسود وعلقمة به مثله.

عن الأسود وعلقمة قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره فقال: أصَلَّى هؤلاء خلْفكم؟ فقلنا: لا، قال: فقوموا فصلُّوا، فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقومَ خلْفه، فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا، وطبَّق بين كفَّيه، ثم أدخلهما بين فخذيه، قال: فلما صلَّى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنُقونها إلى شَرَقِ الموتى، فإذا رأيتُم قد فعلوا ذلك فصلُّوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً، وإذا كنتُم ثلاثةً فصلوا جميعًا، وإذا كنتُم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليُفرش ذراعَيه على فخذيه، ولْيَجْنأ وليطبِّق بين كفيه، فكأَنِّي أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله ﷺ فأراهم.
وفي رواية: فكأنِّي أنظر إلى اختلاف أصايع رسول الله ﷺ وهو راكع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه عدة فوائد عظيمة تتعلق بالصلاة وصفة الركوع، وكذلك مسألة الوقت والإمامة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يُؤخِّرون الصلاة عن ميقاتها: يؤخرونها عن وقتها الشرعي المحدد لها.
● ويَخْنُقُونها إلى شَرَقِ الموتى: أي يؤخرونها حتى يقترب وقت انتهائها، كأنهم يخنقونها ويضيقون عليها حتى تكاد تموت. وشَرَق الموتى: أي وقت غروب الشمس، وهو وقت موت النهار.
● سُبْحَةً: أي نافلة أو تطوعاً. فصلاة الفريضة التي تصليها في وقتها هي الأصل، وصلاة الجماعة معهم تكون نافلة.
● فليُفرش ذراعيه على فخذيه: أي يمدها ويبسطها.
● ولْيَجْنَأ: أي ليميل ويحني ظهره في الركوع.
● ولْيُطَبِّق بين كفيه: أي يضم بعضها إلى بعض.
● اختلاف أصابعه ﷺ: أي تباعدها وتموجها في الركوع، وعدم ضمها tightly.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يحكي الصحابيان الجليلان الأسود وعلقمة أنهما زارا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في داره، فسألهما إن كان القوم (أي الناس في المسجد) قد صلوا خلفهما أم لا، فلما أجابا بالنفي، أمرهما بالصلاة من غير أذان ولا إقامة، مما يدل على استحباب الأذان والإقامة وليس وجوبهما للجماعة الصغيرة.
ثم قاموا ليصلوا جماعة، فلم يجعل ابن مسعود أحدهم إماماً، بل أخذ بيديهما وجعل كلاً منهما عن يمينه وشماله، وصلى بهما كإمام، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الثلاثة.
الأمر الأهم هنا هو تصحيحه لصورة الركوع لهما، حيث وضعا أيديهما على ركبهما (كما قد يفعله بعض الناس)، فضرب أيديهما تصحيحاً للهيئة، وبيَّن لهم صفة الركوع الصحيحة التي رآها من النبي ﷺ، وهي بسط الذراعين على الفخذين، والاجتناء (أي حني الظهر)، وتطبيق الكفين (أي ضمهما بين الفخذين).
ثم ختم ابن مسعود رضي الله عنه بتحذير نبوي عظيم من فتنة تأخير الصلاة عن وقتها، وأمرهم إذا حصل ذلك أن يصلوا الصلاة في وقتها أولاً، ثم يصلوا مع الأمراء (أئمة الجور) تلك الصلاة مرة أخرى بنية النافلة، ليجمعوا بين فضيلة الوقت وفضيلة الجماعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب متابعة الإمام في الصلاة وعدم سبقه: حيث صحح لهما هيئة الركوع.
2- صفة الركوع الصحيحة: وهي من أهم ما في الحديث:
- حني الظهر (الاجتناء) حتى يستوي.
- بسط الذراعين على الفخذين وعدم الاكتفاء باليدين على الركبتين.
- تطبيق الكفين (ضمهما) ووضعهما بين الفخذين.
- أن الأصابع تكون متفرقة غير مضموه tightly، كما كان يفعل النبي ﷺ.
3- حكم صلاة الجماعة الصغيرة (الثلاثة): أن يصطفوا، والإمام في الوسط، وهذا هو الأفضل.
4- حكم الأذان والإقامة: أنهما سنة وليسا شرطاً لصحة الصلاة، خاصة في الجماعة الصغيرة غير الرسمية.
5- تحذير عظيم من تأخير الصلاة عن وقتها: وهذا من أمارات الساعة وفساد الزمان.
6- حكمة شرعية عظيمة: وهي كيفية التعامل مع ولاة الأمر الذين يفسقون ويؤخرون الصلاة، بأن يصلي المرء في الوقت أولاً (فريضة)، ثم يصلي معهم بنية النافلة، ليحصل على الأجرين وينجو من الإثم.
7- حرص الصحابة على تعليم السنة ونقلها بدقة: حتى أن ابن مسعود قال "فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله ﷺ"، مما يدل على دقة حفظهم وحرصهم على نقل الهيئة كما هي.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب صفة الركوع، وهو مذهب الجمهور (الشافعية والحنابلة وغيرهم) في استحباب هذه الهيئة.
- المسألة المتعلقة بتأخير الإمام للصلاة عن وقتها من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء، ولكن الراجح – والله أعلم – هو ما ذهب إليه ابن مسعود رضي الله عنه ومن معه من الصحابة، وهو الجمع بين الصلاة في الوقت أولاً ثم الصلاة مع الإمام نافلة، جمعاً بين الأدلة.
- الحديث يدل على عظم حق الصلاة ووجوب المحافظة على وقتها، وأن تضييعها من أكبر الكبائر.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يقيم الصلاة ويحافظ على وقتها، ويتأسى برسوله ﷺ في هيئتها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٣٤)، من طرق عن إبراهيم النخعي، عن الأسود وعلقمة به مثله.
ورواه النسائي (١٠٣١) من طريق عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة، عن عبد الله قال: علَّمنا رسولُ الله ﷺ الصلاة فقام فكبِّر فلما أراد أن يركع طبَّق يديه بين ركبتيه، وركع، فبلغ ذلك سعدًا فقال: صدق أخي قد كنَّا نفعل هذا، ثم أمرنا بهذا - يعني الإمساك بالركب، ثم روي حديث مصعب بن سعد كما مضى.
وفي الحديث دليل على أن سنة التطبيق منسوخة، وأن النسخ لم يلغ ابن مسعود وأصحابه، وهو حديث سعد بن أبي وقاص وغيره، كما أنه لم يبلغه أن الإمام إذا كان معه رجلان وَقَفَا وراءه صفًا.
وقوله: «يخنقونها»: بضم النون - معناه يفقون وقتها، ويؤخرون أداءها.
وقوله: «شرق الموتى»: قال ابن الأعرابي: فيه معنيان: أحدهما: أن الشمس في ذلك الوقت - وهو آخر النهار - إنما تبقى ساعة، ثم تغيب.
والثاني: أنه من قولهم: شرق المبيت بِرِيقه إذا لم يبق بعده إلا يسيرًا، ثم يموت، أفاده النووي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 309 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم

  • 📜 حديث: إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب