من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

حديث: من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

عن موسى بن أبي عائشة، قال: كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ [القيامة: ٤٠] قال: سبحانك، فبلى. فسألوه عن ذلك، فقال: سمعته من رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه أبو داود (٨٨٤) عن محمد بن المثنى، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو من الأحاديث التي تُظهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق سنن النبي ﷺ في كل شيء، حتى في أدق细节 العبادة.

أولاً. شرح المفردات:

* فوق بيته: أي على سطح بيته. وكانت الأسطح مسطحة آنذاك، فيصلّي عليها للخلوة والانفراد للعبادة.
* ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾: هذه آية كريمة من سورة القيامة، ومعناها: أليس الله -وهو القادر على كل شيء- قادراً على إعادة الخلق بعد الموت؟ إنها استفهام تقريري، أي للتأكيد على قدرة الله المطلقة.
* سبحانك، فبلى: "سبحانك" تعني: أُنزّهك يا الله عن كل نقص، وأقدّسك عن العجز. و"فبلى" جواب للاستفهام التقريري في الآية، أي: نعم، بلى، هو تعالى قادر على ذلك.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الحديث عن صحابي كان يصلي على سطح بيته، فكلما مر في تلاوته أثناء الصلاة على قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾، لم يكتفِ بمجرد قراءتها، بل قال بعدها: "سُبْحَانَكَ فَبَلَى". فلما سُئل عن سبب هذا القول، بيّن أنه ليس من عنده، بل سمعه من رسول الله ﷺ يفعل ذلك عندما كان يقرأ هذه الآية.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- اتباع السنة في أدق الأمور: الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق كل ما رأوه أو سمعوه من النبي ﷺ، حتى في كيفية التلاوة والذكر أثناء الصلاة. فلم يكونوا يزيدون في العبادة من تلقاء أنفسهم، بل يقتدون به في كل صغيرة وكبيرة.
2- تفاعل القلب مع القرآن: ليس المقصود من تلاوة القرآن مجرد تحريك الشفاه، بل التفاعل مع معانيه والإيمان بها. فالنبي ﷺ عندما سمع هذا السؤال البلاغي من الله تعالى، أجاب عنه بقلبه ولسانه تعظيماً لله وإقراراً بقدرته.
3- التسبيح عند ذكر صفات الله العظيمة: "سُبْحَانَكَ" هي كلمة التنزيه والتعظيم لله تعالى، وتُقال عند ذكر عظمته وقدرته، تنزيهاً له عن أي عجز أو نقص. فجمع النبي ﷺ بين التسبيح (تنزيه الله) والإجابة (إقرار بقدرته).
4- جواز الذكر في الصلاة بما ورد عن النبي ﷺ: يبين الحديث مشروعية إضافة أذكار معينة أثناء قراءة القرآن في الصلاة، إذا ثبتت عن النبي ﷺ، ولا تُعدّ هذه الزيادة من الكلام المنهي عنه في الصلاة، لأنها من جنس القراءة والذكر المشروع.
5- فضل الخلوة والانفراد للعبادة: صلاة الرجل على سطح بيته حيث يخلو بنفسه، تدل على استحباب البحث عن الأماكن الهادئة التي تساعد على الخشوع والتدبر.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث من أحاديث الفضائل، التي تبين هيئة من هيئات النبي ﷺ في عبادته، والتي ينبغي للمسلم أن يحرص على الاقتداء بها.
* الفعل الذي فعله الصحابي يسمى "الذكر الوارد عند الآية"، وهناك العديد من الأذكار التي وردت عن النبي ﷺ عند آيات محددة، كالاستعاذة عند آية العذاب، والسجود عند آية السجود، etc.
* يستحب للمسلم أن يقتدي بهذا الهدي النبوي إذا مر بهذه الآية في صلاته أو خارجها، فيقول: "سُبْحَانَكَ فَبَلَى" إحياءً لهذه السنة وحصولاً لأجرها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨٨٤) عن محمد بن المثنى، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، فذكره. ومن طريقه رواه البيهقي (٢/ ٣١٠).
وإسناده صحيح، ولا يضر عدم معرفة اسم الصحابي.
قال ابن كثير: «تفرد به أبو داود، ولم يسم هذا الصحابي ولا يضر ذلك».
وقد أعلّه البعض بأن موسى بن أبي عائشة ثقة لم يلق أحدا من الصحابة، ولكن في الإسناد ما يدل على أنه سمع من هذا الرجل الذي يصلي فوق بيته، وهو صحابي.
ويقويه مرسل قتادة أن رسول الله ﷺ كان إذا قرأها قال: «سبحانك فبلى» رواه ابن جرير الطبري وغيره بإسناد صحيح إلى قتادة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 306 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

📜 حديث: من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى: سبحانك فبلى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية