حديث: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخذ اللَّه الميثاق من عباده على ربوبيته

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أخذ اللَّه الميثاق من ظهر آدم بنَعمان -يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذريّة ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلَّمهم قبلًا، قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [سورة الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣]».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٥٥)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٠٢)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧١٤)، وفي كتاب القدر (١/ ٢٦٧)، وابن منده في الرّد على الجهمية (٢٩)، والحاكم (٢/ ٥٤٤) كلّهم من طرق عن حسين بن محمد المروزيّ، حدثنا جرير -يعني ابن حازم-، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللَّفظ لأحمد.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أخذ اللَّه الميثاق من ظهر آدم بنَعمان -يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذريّة ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلَّمهم قبلًا، قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [سورة الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي العظيم الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا في ذلك على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنَعمان -يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلَّمهم قبلاً، قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [سورة الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣]».

1. شرح المفردات:


● الميثاق: العهد والوعد المؤكد.
● بنَعمان: هي عرفة كما بين النبي ﷺ، وسُميت بذلك لِنَعْمَةِ الله فيها على عباده.
● من صلبه: من ظهره.
● ذرأها: خلقها وأوجدها.
● نثرهم: بثهم وفرقهم.
● كالذّر: مثل النمل الصغير، دلالة على الكثرة والانتشار.
● قبلاً: مواجهةً مباشرة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ عن حدث عظيم سبق خلق البشرية، حيث أخذ الله تعالى العهد والميثاق من سيدنا آدم عليه السلام وهو في مكان يسمى "نَعمان" (وهو عرفة)، فأخرج الله من صلب آدم كل ذريته التي سوف تخلق إلى يوم القيامة، وجعلهم كالنمل في الكثرة والانتشار، ثم كلمهم الله تعالى مباشرة بدون واسطة قائلاً: "ألست بربكم؟" فأجابوا جميعاً بالإقرار والاعتراف: "بلى شهدنا". وقد حصل هذا الإقرار بطريقة تناسب عظمة الله وقدرته، ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه.
وهذا الميثاق كان لحكمة عظيمة، وهي ألا يحتج أحد يوم القيامة بأنه كان غافلاً عن التوحيد، أو يلقي باللوم على آبائه الذين أشركوا من قبله.

3. الدروس المستفادة منه:


● إثبات صفة الكلام لله تعالى كما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تعطيل.
● عظمة قدرة الله تعالى حيث أخرج الذرية كلها من صلب آدم وأشهدهم على أنفسهم.
● العدالة الإلهية حيث لم يترك الله تعالى الناس سدى، بل أقام الحجة عليهم من قبل أن يخلقهم.
● بطلان حجة المشركين يوم القيامة الذين يحاولون الاعتذار بالتقليد الأعمى أو الجهل.
● التأكيد على أصل الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي الإقرار بالربوبية والتوحيد.
● مكانة يوم عرفة حيث كان هذا الميثاق العظيم في هذا المكان المبارك.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يوضح معنى الآية الكريمة في سورة الأعراف، وقد ذكر عدد من المفسرين هذا المعنى في تفسيرهم للآية.
- اختلف العلماء في كيفية هذا الميثاق، والصحيح أنه حصل حقيقةً على الوجه الذي أراده الله تعالى، وهو من أمور الغيب التي نؤمن بها كما جاءت.
- يستحب للمسلم أن يتذكر هذا الميثاق العظيم، خاصة في يوم عرفة، وأن يجدد العهد مع الله بالتوحيد والإيمان.
- هذا الحديث أصل من أصول التوحيد، وفيه رد على من ينكر الفطرة أو يحتج بالتقليد في الشرك.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للفهم الصحيح والعمل الصالح، وأن يثبتنا على التوحيد حتى نلقاه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤٥٥)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٠٢)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧١٤)، وفي كتاب القدر (١/ ٢٦٧)، وابن منده في الرّد على الجهمية (٢٩)، والحاكم (٢/ ٥٤٤) كلّهم من طرق عن حسين بن محمد المروزيّ، حدثنا جرير -يعني ابن حازم-، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللَّفظ لأحمد.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وتابعه وهب بن جرير، عن أبيه على رفعه، ومن طريقه أخرجه الحاكم (١/ ٢٧)، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (٤٤١) وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجّ مسلم بكلثوم بن جبر».
قال الأعظمي: وهو كما قالا، إِلَّا أن كلثوم بن جبر وإن كان من رجال مسلم، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وغيرهم، وتكلّم فيه النسائيّ غير أنه حسن الحديث.
إِلَّا أن الحديث اختلف في رفعه ووقفه، فرواه مرفوعًا حسين بن محمد المروذيّ، ووهب بن جرير، كلاهما عن جرير بن حازم، كما رأيت.
ورواه عبد الوارث عند الطبري في تفسيره (١٠/ ٥٤٧)، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقَّفه.
وكذا رواه إسماعيل ابن عليّة، ووكيع، عند الطبري في تفسيره (١٠/ ٥٤٨، ٥٥٠) كلاهما عن ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه، به.
وكذا رواه عطاء بن السّائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بذيمة، عند الطبري (١٠/ ٥٤٨ - ٥٥١) وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦١٣) كلهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله.
وكذا رواه عليّ بن أبي طلحة، عند ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦١٤) وأبو جمرة عند الطبري (١٠/ ٥٥٠) والعوفيّ، كلهم عن ابن عباس.
قال ابنُ كثير في تفسير هذه الآية: «فهذا أكثر وأثبت» انتهى قوله.
قال الأعظمي: وهو كما قال رحمه اللَّه تعالى، فإن أحدًا لا يشك في ترجيح وقفه من حيث الإسناد فمن الممكن أنه كان يوقف مرة، ويرفع أخرى ولكن الرّفع زيادة.
والثانية: أن مثل هذا لا يقال بالرّأي.
والثالثة: أنه من تفسير الصحابي، وما كان كذلك فهو في حكم الرفع، ولذا يخرّج الحاكم تفاسير الصحابة في المستدرك ويجعله على شرط الكتاب. انظر: (١/ ٥٥).
والرابعة: إنّ هذا التفسير له شواهد كثيرة من الصّحابة الآخرين كما قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٣) عند شرحه لحديث عمر بن الخطّاب سئل عن قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [سورة الأعراف: ١٧٢] فقال عمر: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ سئل عنها فقال: (فذكر الحديث) قال: ليس إسناده بالقائم. . . ولكن معنى هذا الحديث قد صحَّ عن النبيّ ﷺ في وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرها».
قال الأعظمي: حديث عمر بن الخطّاب هذا وغيره سيأتي تخريجه المفصّل في كتاب القدر , باب أحاديث القبضتين كما ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور، والشوكاني في تفسيره فتح القدير (٢/ ٢٥١ - ٢٥٢) كثيرًا من الآثار الموقوفة والأحاديث المرفوعة في معناه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 181 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة

  • 📜 حديث: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب