حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخذ اللَّه الميثاق من عباده على ربوبيته

عن هشام بن حكيم: أنّ رجلًا أتى النّبيَّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، أنبتدئ الأعمال أم قُضي القضاء؟ فقال رسول ﷺ: «إنّ اللَّه عز وجل أخذ ذرية آدم من ظهره، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه فقال: هؤلاء للجنة، وهؤلاء للنّار، فأهل الجنة ميسّرون لعمل أهل الجنة، وأهل النّار ميسّرون لعمل أهل النّار».

حسن: رواه الفريابي في القدر (٢٢) وعنه الآجري في الشريعة (٣٣٠)، وابن أبي عاصم في السنة (١٦٨) كلهم من حديث عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصيّ، حدثنا بقية بن
الوليد، حدثنا الزبيديّ، حدثني راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النّصيريّ، عن هشام بن حكيم، فذكره.

عن هشام بن حكيم: أنّ رجلًا أتى النّبيَّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، أنبتدئ الأعمال أم قُضي القضاء؟ فقال رسول ﷺ: «إنّ اللَّه ﷿ أخذ ذرية آدم من ظهره، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه فقال: هؤلاء للجنة، وهؤلاء للنّار، فأهل الجنة ميسّرون لعمل أهل الجنة، وأهل النّار ميسّرون لعمل أهل النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن هشام بن حكيم رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْبْتَدِئُ الْأَعْمَالَ أَمْ قُضِيَ الْقَضَاءُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ ﷻ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.
شرح المفردات:
* أَنْبْتَدِئُ الْأَعْمَالَ: هل نبدأ نحن في العمل والاجتهاد من تلقاء أنفسنا، أم أن الأمر محسوم سلفاً؟
* أَمْ قُضِيَ الْقَضَاءُ: أم أن القضاء والقدر قد حُكِمَ وانتهى الأمر؟
* ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ: جميع البشر الذين سيخلقون من نسل آدم عليه السلام.
* أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ: جعلهم يشهدون ويعترفون بربوبيته تعالى.
* أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ: صوّر الحديث أن الله تعالى أخذهم جميعاً في كفيه سبحانه استعارة لعظمته وقدرته، وليس على حقيقة البشر، فالله لا يشبهه شيء.
* مُيَسَّرُونَ: مُهَيَّأُونَ ومُسَدَّدُونَ لِفِعْلِ هذه الأعمال بسبب توفيق الله أو خذلانه، وفق علمه السابق.
المعنى الإجمالي للحديث:
جاء رجل إلى النبي ﷺ يسأل عن إشكالية كبرى تتعلق بالجبر والاختيار، وهي: هل أفعالنا نابعة من اختيارنا واجتهادنا، أم أننا مجبرون عليها بمقتضى قضاء الله وقدره السابق؟
فأجابه النبي ﷺ بهذا الحديث العظيم الذي يوضح العقيدة الصحيحة في هذا الباب، وهي الجمع بين إثبات قدرة الله تعالى وعلمه السابق، وإثبات اختيار العبد وإرادته ومحاسبته على عمله.
فبيّن ﷺ أن الله تعالى أخرج جميع ذرية آدم من صلبه في صورة الذرّ (صغار جداً)، وأقروا بربوبيته وشهدوا على أنفسهم بذلك. ثم بيّن علم الله الأزلي بمصير كل عبد، فمنهم من هو من أهل الجنة، ومنهم من هو من أهل النار.
ثم جاءت القاعدة المحورية في الحديث: «فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ». أي أن الله تعالى، بعلمه السابق، يوفق من علم أنه من أهل السعادة إلى عمل الصالحات وييسره له، ويخذل من علم أنه من أهل الشقاء فيُيسر له عمل السيئات ويخلي بينه وبين اختياره السيء.
الدروس المستفادة والعبر:
1- إثبات علم الله الأزلي: علم الله تعالى بما سيكون عليه خلقه أزلي، لا يتغير ولا يتبدل، وهو علم صفة لله، لا يعني إجبار العباد على أفعالهم.
2- الجمع بين القدر والاختيار: هذا الحديث أصل عظيم في الرد على من غلا في مسألة القدر، فالمؤمن يعتقد أن للعبد إرادة واختياراً، وهو محاسب على هذا الاختيار، ولكن هذا الاختيار لا يخرج عن علم الله وإرادته الكونية.
3- التيسير جزء من الجزاء: التيسير للخير أو للشر هو جزء من جزاء العبد نفسه. فمن اختار بقلبه طريق الإيمان، يسره الله له وعانه عليه. ومن اختار بقلبه طريق الكفر والضلال، خذله الله ويسره لطريق الشقاء. كما قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
4- الاستسلام والانقياد للشرع: يجب على المسلم أن يستسلم لنصوص الشرع في مسألة القدر، ويؤمن بها كما جاءت دون تعارض مع إثبات الحكمة والعدل.
5- الحث على العمل والاجتهاد: الحديث لا يدعو للتقاعس والاتكال، بل يحث على العمل، لأن العبد لا يعلم كتابته النهائية، وإنما عليه أن يجتهد في عمل أهل الجنة ليكون ميسراً لها. فالتيسير يأتي بعد الاختيار الأولي للعبد.
6- عظمة الله وقدرته: الحديث يصور عظمة الله وقدرته المطلقة على كل شيء، حيث أخذ جميع الذرية في كفه استعارة لعظمته.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الفريابي في القدر (٢٢) وعنه الآجري في الشريعة (٣٣٠)، وابن أبي عاصم في السنة (١٦٨) كلهم من حديث عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصيّ، حدثنا بقية بن
الوليد، حدثنا الزبيديّ، حدثني راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النّصيريّ، عن هشام بن حكيم، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عثمان فإنه «صدوق»، وبقية رجاله ثقات.
وبقية مدلّس، ولكنّه صرّح بالتحديث وقد توبع أيضًا، فرواه الفريابي (٢٤) من وجه آخر عن راشد بن سعد بإسناده مثله، وسيأتي مزيد من التحقيق في كتاب القدر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 180 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم

  • 📜 حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب