حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أخذ اللَّه الميثاق من عباده على ربوبيته
حسن: رواه الفريابي في القدر (٢٢) وعنه الآجري في الشريعة (٣٣٠)، وابن أبي عاصم في السنة (١٦٨) كلهم من حديث عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصيّ، حدثنا بقية بن
الوليد، حدثنا الزبيديّ، حدثني راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النّصيريّ، عن هشام بن حكيم، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن هشام بن حكيم رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْبْتَدِئُ الْأَعْمَالَ أَمْ قُضِيَ الْقَضَاءُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ ﷻ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.
شرح المفردات:
* أَنْبْتَدِئُ الْأَعْمَالَ: هل نبدأ نحن في العمل والاجتهاد من تلقاء أنفسنا، أم أن الأمر محسوم سلفاً؟
* أَمْ قُضِيَ الْقَضَاءُ: أم أن القضاء والقدر قد حُكِمَ وانتهى الأمر؟
* ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ: جميع البشر الذين سيخلقون من نسل آدم عليه السلام.
* أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ: جعلهم يشهدون ويعترفون بربوبيته تعالى.
* أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ: صوّر الحديث أن الله تعالى أخذهم جميعاً في كفيه سبحانه استعارة لعظمته وقدرته، وليس على حقيقة البشر، فالله لا يشبهه شيء.
* مُيَسَّرُونَ: مُهَيَّأُونَ ومُسَدَّدُونَ لِفِعْلِ هذه الأعمال بسبب توفيق الله أو خذلانه، وفق علمه السابق.
المعنى الإجمالي للحديث:
جاء رجل إلى النبي ﷺ يسأل عن إشكالية كبرى تتعلق بالجبر والاختيار، وهي: هل أفعالنا نابعة من اختيارنا واجتهادنا، أم أننا مجبرون عليها بمقتضى قضاء الله وقدره السابق؟
فأجابه النبي ﷺ بهذا الحديث العظيم الذي يوضح العقيدة الصحيحة في هذا الباب، وهي الجمع بين إثبات قدرة الله تعالى وعلمه السابق، وإثبات اختيار العبد وإرادته ومحاسبته على عمله.
فبيّن ﷺ أن الله تعالى أخرج جميع ذرية آدم من صلبه في صورة الذرّ (صغار جداً)، وأقروا بربوبيته وشهدوا على أنفسهم بذلك. ثم بيّن علم الله الأزلي بمصير كل عبد، فمنهم من هو من أهل الجنة، ومنهم من هو من أهل النار.
ثم جاءت القاعدة المحورية في الحديث: «فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ». أي أن الله تعالى، بعلمه السابق، يوفق من علم أنه من أهل السعادة إلى عمل الصالحات وييسره له، ويخذل من علم أنه من أهل الشقاء فيُيسر له عمل السيئات ويخلي بينه وبين اختياره السيء.
الدروس المستفادة والعبر:
1- إثبات علم الله الأزلي: علم الله تعالى بما سيكون عليه خلقه أزلي، لا يتغير ولا يتبدل، وهو علم صفة لله، لا يعني إجبار العباد على أفعالهم.
2- الجمع بين القدر والاختيار: هذا الحديث أصل عظيم في الرد على من غلا في مسألة القدر، فالمؤمن يعتقد أن للعبد إرادة واختياراً، وهو محاسب على هذا الاختيار، ولكن هذا الاختيار لا يخرج عن علم الله وإرادته الكونية.
3- التيسير جزء من الجزاء: التيسير للخير أو للشر هو جزء من جزاء العبد نفسه. فمن اختار بقلبه طريق الإيمان، يسره الله له وعانه عليه. ومن اختار بقلبه طريق الكفر والضلال، خذله الله ويسره لطريق الشقاء. كما قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
4- الاستسلام والانقياد للشرع: يجب على المسلم أن يستسلم لنصوص الشرع في مسألة القدر، ويؤمن بها كما جاءت دون تعارض مع إثبات الحكمة والعدل.
5- الحث على العمل والاجتهاد: الحديث لا يدعو للتقاعس والاتكال، بل يحث على العمل، لأن العبد لا يعلم كتابته النهائية، وإنما عليه أن يجتهد في عمل أهل الجنة ليكون ميسراً لها. فالتيسير يأتي بعد الاختيار الأولي للعبد.
6- عظمة الله وقدرته: الحديث يصور عظمة الله وقدرته المطلقة على كل شيء، حيث أخذ جميع الذرية في كفه استعارة لعظمته.
تخريج الحديث
الوليد، حدثنا الزبيديّ، حدثني راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النّصيريّ، عن هشام بن حكيم، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عثمان فإنه «صدوق»، وبقية رجاله ثقات.
وبقية مدلّس، ولكنّه صرّح بالتحديث وقد توبع أيضًا، فرواه الفريابي (٢٤) من وجه آخر عن راشد بن سعد بإسناده مثله، وسيأتي مزيد من التحقيق في كتاب القدر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 180 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 155 إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء
- 156 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 157 طلوع الشمس من مغربها
- 158 ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها
- 159 الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش
- 160 إخوانكم خوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم
- 161 إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن
- 162 أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
- 163 هي النخلة مثل المسلم لا يسقط ورقها
- 164 لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 165 أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟
- 166 كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟
- 167 من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
- 168 إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما
- 169 رمي المؤمن بالكفر كقتله
- 170 لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه
- 171 أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا...
- 172 من ادعى قومًا ليس له فيهم فليتبوأ مقعده من النار
- 173 من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام
- 174 من ادعى إلى غير أبيه فالجنّة عليه حرام
- 175 من رغب عن أبيه فهو كفر
- 176 العبد الآبق لا تقبل له صلاة
- 177 عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها...
- 178 ما من مولود إلا يولد على الفطرة
- 179 يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة: لو...
- 180 أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
- 181 أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة
- 182 أخذ الله الميثاق على بني آدم ألست بربكم قالوا بلى
- 183 من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه...
- 184 لن يبرح النّاسُ يتساءلون هذا الله خالق كل شيء فمن...
- 185 إنّ أحدكم يأتيه الشّيطانُ فيقول: من خلق الله فليقل آمنت...
- 186 ما تجاوز الله عنه من حديث النفس
- 187 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 188 إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدُنا أن يتكلَّم به
- 189 سئل النبي ﷺ عن الوسوسة فقال تلك محض الإيمان
- 190 من يجد في نفسه شيئًا لأن يكون حممة أحب إليه...
- 191 لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات
- 192 ولست أبالي حين أقتل مسلمًا على أي شق كان لله...
- 193 بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا...
- 194 من قال لا إله إلا الله حرم ماله ودمه وحسابه...
- 195 مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص...
- 196 أي العمل أفضل: إيمان بالله ورسوله ثم الجهاد ثم حج...
- 197 أفضل العمل إيمان بالله وجهاد في سبيله
- 198 أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك
- 199 لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك...
- 200 أكبر الكبائر: الإشراك باللَّه وعقوق الوالدين وقول الزور
- 201 اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف
- 202 ما الكبائر؟ الإشراك بالله ثم عقوق الوالدين ثم اليمين الغموس
- 203 الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور
- 204 الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس
معلومات عن حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
📜 حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








