حديث: تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن البصاق في القبيلة في الصّلاة

عن عبد الله بن عمرو قال: أمر رسول الله ﷺ رجلًا يصلِّي بالناس صلاة الظهر، فتفل في القبلة وهو يُصلِّي للناس. فلمَّا كانت صلاة العصر، أرسل إلى آخر، فأشفق الرّجلُ الأوّل، فجاء إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! أَنَزَل فيَّ؟ قال: «لا، ولكنَّك تفلت بين يديك، وأنت تؤمُّ الناس فآذيت الله وملائكته».

حسن: رواه الطبرانيّ في «الكبير» (١٣/ ٨٠، ٨١) وبقي بن مخلد كما في «بيان الوهم والإيهام» (٥/ ٢٨٢) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، حَدَّثَنِي حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن (واسمه: عبد الله بن يزيد المعافري)، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو قال: أمر رسول الله ﷺ رجلًا يصلِّي بالناس صلاة الظهر، فتفل في القبلة وهو يُصلِّي للناس. فلمَّا كانت صلاة العصر، أرسل إلى آخر، فأشفق الرّجلُ الأوّل، فجاء إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! أَنَزَل فيَّ؟ قال: «لا، ولكنَّك تفلت بين يديك، وأنت تؤمُّ الناس فآذيت الله وملائكته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكرتَ رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه عظة وعبرة عظيمة. وإليك شرحه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● يُصلِّي بالناس: أي يؤمهم في الصلاة، يكون إمامًا لهم.
● تَفَلَ: بصق، وأخرج البصاق من فمه.
● في القبلة: أي تجاه جهة الكعبة، وهي القبلة التي يستقبلها المصلي.
● أشفق: خاف واشتد خوفه وقلقه.
● أَنَزَلَ فيَّ؟: هل نزل في شأني قرآن (أي آية تذمُّني أو تعاتبني)؟
● آذيتَ: أسأتَ وأوذيت.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ أمر رجلاً أن يؤم الناس في صلاة الظهر. فأثناء صلاته بهم، بصق (تفل) تجاه القبلة. فلما حان وقت صلاة العصر، أرسل النبي ﷺ إلى رجل آخر ليقوم بالإمامة مكانه. فخاف الرجل الأول وقلق، وظن أن هذا التغيير بسبب تقصير أو ذنب اقترفه، فذهب إلى النبي ﷺ يسأله: هل نزل فيَّ قرآن (يعني آية توبيخ)؟ فأخبره النبي ﷺ أن السبب ليس ذنبًا عظيمًا نزل فيه قرآن، وإنما是因为ه بصق تجاه القبلة وهو إمام للناس، وهذا الفعل فيه أذى لله وملائكته.

3. الدروس المستفادة منه:


● تعظيم حرمات الصلاة وآدابها: الصلاة لها حرمة عظيمة وآداب يجب مراعاتها، ومنها النظافة وعدم إلقاء الأذى في المصلى، وخصوصًا تجاه القبلة.
● منزلة القبلة وتعظيمها: القبلة هي أشرف جهة على وجه الأرض، وهي وجهة المسلمين في صلاتهم، فلا يجوز أن يُتخذ مكانًا للبصاق أو القذر.
● حساسية الإمامة وخطورتها: منصب الإمامة في الصلاة مسؤولية عظيمة، فالإنسان يؤتم به ويقتدى بفعله، فكل تصرف منه يكون محل ملاحظة ويحاسب عليه.
● خوف الصحابة من التقصير: يظهر من قول الرجل "أَنزَل فيَّ؟" شدة خوف الصحابة رضي الله عنهم من أن يكونوا قد ارتكبوا ذنبًا يستوجب نزول القرآن بتوبيخهم، وهذا من كمال إيمانهم وتقواهم.
● الأذى المعنوي: البصاق تجاه القبلة ليس مجرد قذارة مادية، بل هو إيذاء لله وملائكته، لأنه استخفاف بحرمة المكان والمناسبة.
● التصحيح بلطف وحكمة: لم يوبخ النبي ﷺ الرجل توبيخًا شديدًا أمام الناس، بل غيَّبه عن الإمامة ثم بين له الخطأ في الخاصرة بلطف ووضوح، وهذا من كمال تربيته ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- يستفاد من الحديث كراهة البصاق في المسجد عمومًا، وفي اتجاه القبلة خصوصًا، وهو مذهب جمهور العلماء.
- كان من هدي النبي ﷺ إذا بصق في الصلاة أن يبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى، كما في الصحيحين.
- الحديث يدل على عظمة الملائكة وحرمتهم، وأنهم يتأذون مما يتأذى منه بنو آدم من القاذورات والمنكرات.
- الفعل الذي قد يراه الإنسان صغيرًا (كالبصاق) قد يكون عظيمًا في ميزان الشرع إذا اقترن بترك أدب من آداب الدين، كاستقبال القبلة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في «الكبير» (١٣/ ٨٠، ٨١) وبقي بن مخلد كما في «بيان الوهم والإيهام» (٥/ ٢٨٢) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، حَدَّثَنِي حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن (واسمه: عبد الله بن يزيد المعافري)، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسن من أجل حيي بن عبد الله المعافريّ، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث؛ فقد قال ابن عدي: «أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة» وهذا الحديث من رواية عبد الله بن وهب المصري عنه، وهو ثقة إمام. وذكره الهيثميّ في «المجمع» (٢/ ٢٠) وقال: «ورواه الطبرانيّ في الكبير ورجاله ثقات».
وفي الباب مارُوي عن أبي سهلة السائب بن خلَّاد أن رجلًا أم قومًا فبصق في القبلة ورسول الله ﷺ ينظر فقال رسول الله ﷺ حين فرغ: «لا يصلي لكم» فأراد بعد ذلك أن يصلِّي لهم، فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله ﷺ فذكر ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: «نعم»، وحسبت أنه قال: «إنك آذيت الله ورسوله».
رواه أبو داود (٤٨١) والإمام أحمد (١٦٥٦١) كلاهما من طريق بكر بن سوادة الجذاميّ، عن صالح بن خيوان، عن أبي سهلة السائب بن خلَّاد، فذكره واللّفظ لأبي داود.
وصالح بن خيوان لم يوثقة غير العجلي وابن حبان ولم يرو عنه سوى بكر بن سوادة الجذاميّ، فهو مقبول إذا وجد له متابع ولم أقف عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 843 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته

  • 📜 حديث: تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب