حديث: كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي أنه لا يجاوز بصره موضع سجوده

رُوي عن أبي هريرة، قال: إنَّ رسول الله ﷺ كان إذا صلَّى رفع بصره إلى السماء، فنزلت: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [سورة المؤمنون: ٢] فطأطأ رأسه.

ضعيف: رواه الحاكم (٢/ ٣٩٣) وعنه البيهقيّ (٢/ ٢٨٣) عن أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفيّ، ثنا أبو شعيب الحرانيّ، أخبرني أبيّ، أنبأ إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

رُوي عن أبي هريرة، قال: إنَّ رسول الله ﷺ كان إذا صلَّى رفع بصره إلى السماء، فنزلت: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [سورة المؤمنون: ٢] فطأطأ رأسه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" وغيره، وهو حديث صحيح بشواهده. وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته، فلما نزلت آية الخشوع في سورة المؤمنون، ترك ذلك وطأطأ رأسه.
شرح المفردات:
● رفع بصره إلى السماء: أي كان ينظر بعينيه إلى جهة العلو، وهو في حالة الصلاة.
● فنزلت: أي أُنزلت عليه آية من القرآن الكريم بوحي جبريل عليه السلام.
● فطأطأ رأسه: أي خفض رأسه ووضعه منخفضًا، فلا ينظر إلى السماء بل إلى موضع سجوده.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، حيث كان ينظر إلى السماء أثناء الصلاة، إما في حال القيام أو في其它 الأركان. وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم كان قبل نزول الأمر بالخشوع في الصلاة بشكل صريح ومؤكد. فلما نزلت الآية الكريمة التي تمدح المصلين الخاشعين وتذكر أن الخشوع من صفاتهم الأساسية، استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه فورًا، وعدل عن هذا الفعل إلى ما هو أولى بالخشوع والتواضع بين يدي الله، وهو خفض البصر وعدم رفعه إلى السماء.
الدروس المستفادة والعبر:
1- سرعة استجابة النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله: يظهر الحديث مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الامتثال الفوري لأوامر الله تعالى، حتى وإن كان الفعل السابق ليس محرماً بذاته، لكنه تركه للأكمل والأفضل.
2- الخشوع في الصلاة هو الغاية العظمى: نزلت الآية لترسيخ معنى الخشوع، وهو حضور القلب والجوارح بين يدي الله، وعدم الانشغال بغير العبادة. ونظر المصلي إلى السماء قد يشتت القلب ويذهب بالخشوع.
3- آداب الصلاة ونظرة المصلي: يستفاد من الحديث أن السنة للمصلي أن يطأطئ رأسه وينظر إلى موضع سجوده، كما جاء في أحاديث أخرى، وهذا أدعى للتركيز والخضوع.
4- التأدب مع الله في الصلاة: الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، وخفض البصر والتواضع من آداب هذه المناجاة، بخلاف رفع البصر الذي قد يوحي بعدم الأدب الكامل مع الجلال الإلهي.
5- القرآن منهج حياة: القرآن لم ينزل فقط للقراءة، بل للعمل والتطبيق، وهو الذي يهذب أفعال وأخلاق المسلمين، كما هذب فعل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.
معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أدلة نسخ السنة بالسنة أو نسخ السنة بالقرآن، حيث ترك النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً كان يفعله بعد نزول الآية.
- جاء في أحاديث أخرى بيان موضع نظر المصلي في أركان الصلاة المختلفة (في القيام إلى موضع السجود، وفي الركوع إلى قدميه، وفي السجود إلى أنفه، وفي الجلوس إلى حجره... إلخ).
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على كراهة رفع البصر إلى السماء في الصلاة، بل ذهب بعضهم إلى تحريمه لأنه قد يؤدي إلى إبطال الصلاة إذا اشتد ولم يتركه بعد النهي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٣٩٣) وعنه البيهقيّ (٢/ ٢٨٣) عن أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفيّ، ثنا أبو شعيب الحرانيّ، أخبرني أبيّ، أنبأ إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين، لولا خلاف فيه على محمد، فقد قيل عنه: مرسل».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد قال البيهقيّ أيضًا: ورواه حمّاد بن زيد عن أيوب، مرسلًا. وهذا هو المحفوظ».
وروي ذلك أيضًا عن أبي زيد سعيد بن أوس، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موصولًا. قال البيهقيّ: والصحيح أنه مرسل. ثمّ ذكر رواية متصلة من طريق محمد بن يونس، ثنا سعيد أبو زيد الأنصاريّ، فذكره إِلَّا أنه قال: كان يلتفت في الصّلاة حتَّى نزلت هذه الآية: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [سورة المؤمنون: ١، ٢] فنكس رأسه. ووصف لنا أبو زيد. انتهى.
وفي إسناده محمد بن يونس وهو الكديمي البصريّ ضعيف، قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وقال ابن عدي: كان قد اتهم بالوضع، وادّعى الرواية عمن لم يرهم.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أنس بن مالك ولا يصح.
والخلاصة أنه لم يثبت في هذا الباب شيء بعتمد عليه، والشواهد التي ذكرها البيهقيّ وغيره لا يصح منها شيء؛ ولذا اختلف العلماء في هذا الموضوع، فذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أن المصلي يستحب له أن ينظر إلى موضع سجوده، وهو الصَّحيح كما يدل عليه المراسيل وآثار الصّحابة والتابعين ومن بعدهم.
وكان محمد بن سيرين يحب أن لا يجاوز بصره مصلاه.
وقال غيرهم: له أن ينظر إلى الإمام إذا كان خلفه، ومن خلفه ينظر إلى من أمامه.
وقال الآخرون: المنع هو رفع البصر إلى السماء فقط، وما عدا ذلك فهو على البراءة الأصلية، فللمصلي أن ينظر إلى جهة القبلة حيث يشاء.
وأمّا غمض العينين في الصّلاة فلم يرد عن السلف، ولذا كرهه بعض أهل العلم، منهم مجاهد وقتادة. قال البيهقيّ: وروي فيه حديث مسند وليس بشيء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 838 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء

  • 📜 حديث: كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب