حديث: لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية رفع البصر إلى السماء في الصّلاة

عن أنس بن ملك قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «ما بالُ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟» فاشتد قوله في ذلك حتَّى قال: «لينتهُنَّ عن ذلك، أو لتُخطفنَّ أبصارُهم».

صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (٧٥٠) عن عليّ بن عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا ابن أبي عروبة، قال: حَدَّثَنَا قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم فذكر مثله.

عن أنس بن ملك قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «ما بالُ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟» فاشتد قوله في ذلك حتَّى قال: «لينتهُنَّ عن ذلك، أو لتُخطفنَّ أبصارُهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ؟» فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: «لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ».
١. شرح المفردات:
● مَا بَالُ: ما شأن، أو ما حال.
● أَقْوَامٍ: جماعة من الناس.
● يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ: يرفعون أنظارهم ويوجهونها.
● إِلَى السَّمَاءِ: إلى العلو، أي نحو الأعلى.
● فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ: تشديد كلامه وانتهاره بشدة.
● لَيَنْتَهُنَّ: ليقلعنَّ وليكففنَّ (صيغة تأكيد ووعيد).
● لَتُخْطَفَنَّ: لَتُنْتَزَعَنَّ وتُسْلَبَنَّ بسرعة (صيغة وعيد شديد).
٢. المعنى الإجمالي للحديث:
يتساءل النبي ﷺ بتعجب وانزعاج عن حال بعض المصلين الذين يرفعون أبصارهم وينظرون إلى السماء أثناء الصلاة، مع أن هذا الفعل مخالف لهيئة الخشوع والسكينة التي يجب أن يكون عليها المصلي. ثم يشدد النبي ﷺ في إنكاره هذا الفعل ويصل إلى حد الوعيد الشديد لمن يستمر فيه، بأنهم يعرضون أبصارهم للعقوبة، وهي أن تُخطف (تُنتزع أو تُصاب بالعمى أو الأذى الشديد).
٣. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- وجوب الخشوع في الصلاة وترك كل ما يشغِل عنها: الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، وينبغي أن يكون المصلي فيها خاضعًا متواضعًا، وقد أمر الله تعالى بالخشوع فيها فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}. رفع البصر إلى السماء ينافي هذا الخشوع.
2- تحريم رفع البصر إلى السماء في الصلاة: هذا الفعل منهي عنه نهيًا شديدًا يحرم فعله، لوعيد النبي ﷺ الفاعلين له. وهو من المخالفات التي يقع فيها بعض المصلين.
3- مكان النظر في الصلاة: السنة للمصلي أن يخفض بصره ولا يرفعه، والنظر إلى موضع سجوده هو الهيئة المستحبة التي تدل على الخشوع والتواضع لله عز وجل.
4- شدة اهتمام النبي ﷺ بأمر الصلاة وهيئتها: حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه كل ما يتعلق بالصلاة، كبيرًا كان أم صغيرًا، ولم يترك شيئًا يُصلحها ويُكملها إلا بينه.
5- الوعيد الشديد على مخالفة هذا الأدب: الوعيد بـ "خطف الأبصار" فيه دليل على عظم هذا الذنب عند الله تعالى، وأنه يستحق عقوبة خاصة، وقد تكون في الدنيا بذهاب البصر أو ضعفه، أو في الآخرة بعذاب أشد. وهذا الوعيد يدل على كمال غيرة الله تعالى على عبادته أن تُصان عن كل ما يشوبها.
6- الأمر بالإنكار على من يرتكب مخالفة في الصلاة: نهى النبي ﷺ عن هذا الفعل أمام الناس ليعلم الجميع حكمه، فيجتنبوه وينهوا عنه، مما يدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة في أمور العبادة.
7- التأدب مع الله تعالى في الصلاة: رفع البصر إلى السماء قد يتضمن نوعًا من عدم التأدب مع الله، وكأن المصلي يستشرف شيئًا أو ينتظر أمرًا من فوق، والصحيح أن يكون خاضعًا متضرعًا خائفًا.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
- اتفق الفقهاء على كراهة رفع البصر إلى السماء في الصلاة، بل ذهب الكثيرون إلى تحريمه للوعيد الوارد.
- يستثنى من ذلك حال الاضطرار، كأن يكون المكان مكشوفًا وتضر عين المصلي أشعة الشمس فيرفع بصره ليتقيها، ولكن الأولى أن يبحث عن مكان يستره.
- ينبغي للمؤمن أن يتجنب كل ما يشتت الذهن في صلاته، من رفع البصر أو النظر إلى ما حوله أو التلفت، لتحقق كمال الخشوع والخشية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٧٥٠) عن عليّ بن عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا ابن أبي عروبة، قال: حَدَّثَنَا قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم فذكر مثله.
ورواه ابن ماجة (١٠٤٤) من حديث عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد (بن أبي عروبة) وزاد في أوله: صلى رسول الله ﷺ يومًا بأصحابه، فلمّا قضى الصّلاة أقبل على القوم بوجهه فذكر مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 835 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم

  • 📜 حديث: لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب