حديث: يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرخصة في الالتفات في الصّلاة لحاجة

عن ابن عباس قال: إن رسول الله ﷺ كان يلحظ في الصّلاة يمينًا وشمالًا، ولا يَلْوي عنقَه خلْف ظهره.

صحيح: رواه الترمذيّ (٥٨٧)، والنسائي (١٢٠١) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر مثله.

عن ابن عباس قال: إن رسول الله ﷺ كان يلحظ في الصّلاة يمينًا وشمالًا، ولا يَلْوي عنقَه خلْف ظهره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فبإذن الله تعالى سأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "إن رسول الله ﷺ كان يلحظ في الصّلاة يمينًا وشمالًا، ولا يَلْوي عنقَه خلْف ظهره".
(رواه الترمذي في جامعه وقال: حديث حسن، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني)


الشرح:



# أولاً. شرح المفردات:


* يَلْحَظُ: النظر بنظر العين دون أن يحرك رأسه، أي يرمق ويُطلق بصره.
* يَمِينًا وَشِمَالًا: إلى الجهة اليمنى والجهة اليسرى.
* يَلْوِي: يحرك ويدير بعنف.
* عُنُقَهُ: رقبته.
* خَلْفَ ظَهْرِهِ: أي إلى الخلف بشكل كامل.

# ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو حبر الأمة وترجمان القرآن، عن هَدْي النبي ﷺ في الصلاة فيما يتعلق بالنظر. فكان ﷺ يرمق وينظر بعينيه فقط إلى يمينه وشماله أثناء الصلاة، لأسباب مشروعة، ولكنه كان يحافظ على خشوعه وهيئته، فلم يكن يحرك رأسه أو رقبته حركة قوية أو كاملة إلى الخلف، مما يفقد الصلاة روحها وهيبتها.

# ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز النظر في الصلاة لضرورة: يبين الحديث أن النظر يمينًا وشمالًا في الصلاة دون تحريك الرأس أمر جائز ومشروع. وكان هذا الفعل من النبي ﷺ لأسباب، منها:
* الاطمئنان على المصلين خلفه إذا كان إمامًا.
* الاستجابة لنداء أو خطر قد يحدث بجانبه.
* توجيه من دخل في الصلاة أو تصحيح خطأ يقع فيه أحد المأمومين.
* الخشوع والخوف، كما في صلاة الخوف أو عند الالتفات للاستعاذة من الشيطان.
2- تحريم الالتفات الكامل بالرأس والرقبة في الصلاة: النهي الوارد في الحديث قوي وصريح؛ حيث حرّم النبي ﷺ "إِلْتِفَاتَ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ اخْتِلَالًا" (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني). والالتفات المذموم هو الذي يكون لغير حاجة، بحيث يحرك المصلي رأسه ورقبته حركة كاملة إلى الخلف أو الجانب، مما ينافي الخشوع والوقار في الصلاة، ويشبهه بعض العلماء بصفة الثعلب. وهذا الالتفات ينقص من أجر الصلاة.
3- الفرق بين الالتفات بالبصر والالتفات بالرأس: الحديث يوضح هذا الفرق بدقة. فالنظر بالعينين فقط (اللحظ) لأمر ضروري جائز ولا بأس به، لأنه لا يزعج المصلي ولا يخرجه من خشوعه بالكلية. أما تحريك الرأس والرقبة (اللوي) فهو الممنوع لأنه ينافي الخشوع وكمال الصلاة.
4- التوازن في العبادة: يعلّمنا النبي ﷺ في هذا الحديث التوازن في أداء العبادة؛ فليس المطلوب من المصلي أن يكون كالتمثال لا يتحرك مطلقًا، بل المطلوب هو الخشوع والحضور القلبي، مع جواز فعل ما هو ضروري أو مشروع بحكمة ودون إفراط.
5- كمال خُلُق النبي ﷺ وحنكته: حتى في صلاته وهو في مناجاة ربه، كان ﷺ يلتفت برفقته لأمته خلفه، يطمئن عليهم ويرعاهم، مما يدل على شدة اهتمامه بأمته وحرصه عليهم.

# رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم الالتفات في الصلاة: جمهور العلماء على كراهة الالتفات في الصلاة لغير حاجة، وإذا كان الالتفات كثيرًا أو بتحريك الجسم كله فإنه يُبطل الصلاة عند بعض العلماء.
* مواضع يستحب فيها الالتفات: هناك مواضع يستحب فيها الالتفات، مثل عند التسليم في نهاية الصلاة، وعند الإشارة في التشهد، وفي صلاة الخوف.
* العلاج: على المصلي أن يجاهد نفسه ليكون خاشعًا في صلاته، مستحضرًا أنه في مناجاة الله تعالى، ويجعل نظره إلى موضع سجوده، فهذا من أعظم أسباب الخشوع.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٥٨٧)، والنسائي (١٢٠١) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر مثله. واللّفظ للترمذي.
وصحّحه ابن خزيمة (٤٨٥، ٨٧١) ومن طريقه ابن حبان (٢٢٨٨)، كما أخرجه أيضًا الحاكم (١/ ٢٣٦، ٢٣٧) كلّهم من طريق الفضل بن موسى به مثله.
قال الحاكم: صحيح على شرط البخاريّ، ولم يخرجاه.
وأعَلَّه الترمذيّ فقال: «هذا حديث غريب، وقد خالف وكيعُ الفضلَ بن موسى في روايته».
وهو يقصد ما رواه هو: عن محمود بن غيلان والإمام أحمد (٢٤٨٦) كلاهما عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن رجل من أصحاب عكرمة، قال: «كان رسول الله ﷺ يلحظُ في صلاته من غير أن يلْوِيَ عنقَه».
وفيه مع الإرسال جهالة رجل من أصحاب عكرمة.
والحق أن هذه العلة غير قادحة، لأن الفضل بن موسى ثقة ثبت فزيادته مقبولة على قواعد علوم الحديث. وقد سبق أن صحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، والإمامُ أحمد روي مرة مرسلًا، وأخرى متصلًا (٢٤٨٥) من حديث الفضل بن موسى، وقد صحَّحه ابن القطان فيما ذكره الزيلعي في «نصب الراية» (٢/ ٩٠): «هذا حديث صحيح، وإن كان غريبًا لا يُعرف إِلَّا من هذه الطريق، فإن عبد الله بن سعيد وثور بن زيد ثقتان، وعكرمة احتج به البخاريّ، فالحديث صحيح». ولم يلتفت إلى التعليل بالارسال.
ولا منافاة بين حديث عائشة وبين حديث ابن عباس كما قال الحاكم: «هذا الالتفات غير ذلك (يعني به حديث عائشة) فإن الالتفات المباح أن يلحظ بعينه يمينًا وشمالًا. إِلَّا أنه وهم في عزو حديث عائشة إلى الشَّيخين والصَّواب أنه مما انفرد به البخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 833 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا

  • 📜 حديث: يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب