حديث: اللهم انج الوليدَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أنّ النبيّ ﷺ ما كان يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم

عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ كان لا يقنت إلا أن يدعو الأحد، أو يدعو على
أحد، وكان إذا قال: «سمع الله لمن حمده» قال: «ربّنا ولك الحمد، اللهم انج» فذكر الحديث.

صحيح: رواه ابن خزيمة (٦١٩) عن محمد بن يحيى، نا أبو داود، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ كان لا يقنت إلا أن يدعو الأحد، أو يدعو على
أحد، وكان إذا قال: «سمع الله لمن حمده» قال: «ربّنا ولك الحمد، اللهم انج» فذكر الحديث.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب الطلب.
### أولاً. نص الحديث وتخريجه
الحديث الذي أشرت إليه جزء من حديث أطول رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في صحيح البخاري في كتاب "الأذان"، باب "القنوت في الوتر"، ولفظه الكامل كما عند البخاري:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلاَةِ العِشَاءِ - وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ -: اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ. وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ: اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا - لِأَحْيَاءٍ مِنَ العَرَبِ - حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]»
وقول أبي هريرة في أول الحديث: «كَانَ لا يَقْنُتُ إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ» هو وصف من أبي هريرة لحال النبي صلى الله عليه وسلم، وليس جزءاً من الدعاء نفسه.

### ثانياً. شرح المفردات
* يَقْنُتُ: القنوت في اللغة: الطاعة مع الخضوع. وفي الاصطلاح الشرعي: الدعاء في الصلاة في حال القيام، ويكون في مواضع محددة، أشهرها في صلاة الوتر وفي النوازل.
* إلا أن يدعو لأحد، أو يدعو على أحد: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يواظب على القنوت في صلاة الفجر (وهو موضع خلاف بين الفقهاء) بشكل دائم، بل كان يفعله فقط عند وجود سبب، إما للدعاء للمؤمنين بالنجاة والنصر، أو للدعاء على الكفار المعاندين.
* «سمع الله لمن حمده»: هذه هي التسميع، وهو قول الإمام أو المنفرد عند الرفع من الركوع.
* «ربنا ولك الحمد»: هذه هي التحميد، وهو قول المأمومين خلف الإمام، ويقول المنفرد والإمام: "ربنا ولك الحمد".
* «اللهم انج»: أي اللهم أنقذ وخلص. وفي رواية البخاري السابقة: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة...» فهي بداية الدعاء الخاص الذي كان يدعو به.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يصف أبو هريرة رضي الله عنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في صلاة الصبح (الفجر)، فيبين أن النبي ﷺ لم يجعله سنة راتبة دائمة، بل كان يفعله فقط في أوقات النوازل والحوادث العظيمة، كأن يدعو للمؤمنين المستضعفين الذين يعذبون في مكة (كعياش وسلمة والوليد) بالنجاة، أو أن يدعو على أعداء الله من الكفار المعاندين الذين يؤذون المسلمين.
ثم يذكر أبو هريرة أن النبي ﷺ ترك الدعاء على الكفار بعد أن نزلت الآية الكريمة {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]، والتي فيها تذكير من الله لنبيه بأن الهداية والعقاب بيد الله تعالى، فاكتفى بعدها بالدعاء للمؤمنين بالخير.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- بيان هدي النبي في قنوت النازلة: الحديث أصل في قنوت النوازل، وهو الدعاء في الصلاة عند نزول مصيبة أو كارثة بالمسلمين (كغزو عدو، أو قحط، أو وباء). وكان النبي ﷺ يفعل ذلك في صلاة الصبح، ويدعو على أعداء الله و للمؤمنين.
2- عدم مشروعية القنوت الدائم في الفجر: ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن القنوت في صلاة الفجر ليس بسنة دائمة، واستدلوا بهذا الحديث وغيره. وهو قول أبي هريرة راوي الحديث نفسه، حيث فهم منه أن القنوت إنما كان لأسباب خاصة. وهذا هو الراجح.
3- مشروعية الدعاء للمسلمين والاستغاثة بهم: في الحديث دعاء النبي ﷺ لأفراد معينين بأسمائهم (عياش، سلمة، الوليد)، وهذا يدل على جواز الدعاء لأشخاص محددين في الصلاة، وخاصة من يكون في شدة وبلاء.
4- التأدب مع الله تعالى: نزول الآية {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} علمنا أدباً عظيماً، وهو أن العبد حتى لو كان نبياً مرسلاً، يتوجه إلى الله بالدعاء
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٦١٩) عن محمد بن يحيى، نا أبو داود، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وأصله في صحيح البخاري (٤٥٦٠) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن سعد بإسناده، فذكره كما مضى.
وعزاه ابن الجوزي في «التحقيق» (٢/ ٤٣١) إلى ابن حبان (ولم أجده في النسخ المطبوعة) وقال صاحب «التنقيح»: «رواته ثقات». وقال الحافظ ابن حجر في «الدراية» (١/ ١٩٥) معلقًا عليه: «وعند ابن خزيمة مثله، وإسناد كل منهما صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1070 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم انج الوليدَ

  • 📜 حديث: اللهم انج الوليدَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم انج الوليدَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم انج الوليدَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم انج الوليدَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب