حديث: رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين في دعاء القنوت

عن أنس بن مالك في قصة القرّاء وقتلهم، قال: فقال لي أنس: لقد رأيتُ رسول الله ﷺ كلّما صلّى الغداة رفع يديه يدعو عليهم، يعني على الذين قتلوهم.

حسن: رواه البيهقي (٢/ ٢١١) عن علي بن صقر بن نصر السّكري بغداد في سويقة غالب من كتابه، ثنا عفان بن مسلم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك في قصة القرّاء وقتلهم، قال: فقال لي أنس: لقد رأيتُ رسول الله ﷺ كلّما صلّى الغداة رفع يديه يدعو عليهم، يعني على الذين قتلوهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3064) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 677) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو يتعلق بحادثة مؤلمة وقعت في عهد النبي ﷺ، وهي حادثة "بئر معونة".

شرح المفردات:
● القرّاء: هم مجموعة من الصحابة الكرام كانوا يُعرفون بحفظهم للقرآن الكريم وتعليمه. وهم الذين استشهدوا في حادثة بئر معونة.
● صلّى الغداة: أي صلاة الفجر.
● رفع يديه: أي في الدعاء، وهو من هدي النبي ﷺ في الدعاء وطلب الإجابة.
● يدعو عليهم: أي يسأل الله أن ينزل عقابه وعذابه على القوم الذين غدروا بهم وقتلوهم.

المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي كان يخدم النبي ﷺ ويلازمه، أنه كان يشهد رسول الله ﷺ في كل صباح بعد انتهائه من صلاة الفجر، يرفع يديه الكريمتين إلى الله تعالى متضرعًا، ويدعو على قبيلتي "رِعْل" و"ذَكْوَان" ومن حالفهم من بني لحيان، لأنهم هم الذين غدروا بذلك الوفد من الصحابة القراء وقتلوهم غدرًا وخيانة بعد أن أعطوهم الأمان.

قصة الحديث (بئر معونة):
لنفهم الحديث بشكل أعمق، لا بد من معرفة القصة التي وراءه:
أرسل النبي ﷺ مجموعة من خيرة صحابته (قرّاء القرآن) وهم سبعون رجلاً -وقيل أربعون- إلى منطقة تسمى "بئر معونة" ليعلموا الناس الإسلام. لكن قبيلتي "رِعْل" و"ذَكْوَان" غدروا بهم، وحاصروهم وقتلوهم جميعًا إلا واحدًا نجا بأعجوبة. كان هذا الحادث أليمًا جدًا على النبي ﷺ والمسلمين، فحزن عليه النبي ﷺ حزنًا شديدًا، وكان يدعو على هؤلاء القوم في قنوته (الدعاء في الصلاة) بعد الركوع من صلاة الفجر لمدة شهر كامل، تألمًا لما حدث وطلبًا للقصاص العادل من الله تعالى لهم.

الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم مكانة الشهداء والصالحين عند الله ورسوله: حزن النبي ﷺ ودعاؤه هذا يدل على مكانة هؤلاء الصحابة العظيمة عنده وعلى فضلهم وجهادهم.
2- استحباب رفع اليدين في الدعاء: الحديث دليل على مشروعية رفع اليدين في الدعاء، خاصة في المواطن التي يرجى فيها الإجابة، مثل الدعاء في الصلاة.
3- مشروعية الدعاء على الكفار المحاربين الغادرين: يجوز للمسلم أن يدعو على من ظلمه أو اعتدى عليه من الكفار، طالبًا من الله النصر والقصاص.
4- التأسي بالنبي ﷺ في كل شيء: حتى في حالات الحزن والغضب لله، كان النبي ﷺ يلتجئ إلى الدعاء، فلا ينتقم بيده بل يرفع أمره إلى الله تعالى.
5- بيان رحمة النبي ﷺ بأمته: كان هذا الدعاء تعبيرًا عن حبه لهم ووفائه لهم، وحرصه على أن ينالوا حقوقهم حتى بعد استشهادهم.

فوائد إضافية:
- هذا الدعاء كان خاصًا بهؤلاء القوم المعينين الذين ارتكبوا جريمة الغدر، وليس عامًا لكل كافر.
- انقطع دعاء النبي ﷺ عليهم بعد أن نزلت آية تتلى إلى يوم القيامة تخبر بأن الله قد استجاب لدعوته وأهلك أولئك القوم، فقال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14].
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفهم في الدين، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (٢/ ٢١١) عن علي بن صقر بن نصر السّكري بغداد في سويقة غالب من كتابه، ثنا عفان بن مسلم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
قال النووي في «شرح المهذب» (٣/ ٥٠٠): «إسناده صحيح أو حسن».
قال البيهقي: إنّ عددًا من الصحابة رفعوا أيديهم في القنوت، وقال: عن أبي رافع قال: صليت خلف عمر بن الخطاب فقنت بعد الركوع، ورفع يديه وجهر بالدّعاء. وقال: وهذا عن عمر صحيح.
وأمّا مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدّعاء، فقال النووي في «شرح المهذب» (٣/ ٥٠٠): «فإن قلنا لا يرفع اليدين لم يشرع المسح بلا خلاف، وإن قلنا: يرفع، فوجهان: أشهرهما أنه يستحبّ، والثاني: لا يمسح. وهذا هو الصحيح، صحّحه البيهقيّ.
قال البيهقي: لستُ أحفظ في مسح الوجه هنا عن أحد من السّلف شيئًا، وإن كان يُروى عن بعضهم في الدّعاء خارج الصلاة، فأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت فيه خبر، ولا أثر، ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله، ويقتصر على ما نقله السلف عنهم رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة». «السنن الكبرى» (٢/ ٢١٢).
وأما ما رُوي عن ابن عباس في مسح الرجل وجهه بيديه بعد فراغه من الدعاء فهو ضعيف، رواه ابن ماجه (١١٨١) عن أبي كريب ومحمد بن الصباح قالا: حدَّثنا عائذ بن حبيب، عن صالح بن حسَّان الأنصاري، عن محمد بن كعب القُرظي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا دعوت الله فادعُ بباطن كفيك، ولا تدعُ بظهورهما، فإذا فرغْتَ فامسحْ بهما وجهَك».
وإسناده ضعيف جدًّا. فإن صالح بن حسّان منكر الحديث كما قال البخاري، وقال النسائي: متروك الحديث.
ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٣٦) من طريقه بصيغة التمريض.
وتابعه عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب به ولفظه: «إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم، ثم لا تردُّوها حتَّى تمسحوا بها وجوهَكم».
وفي رواية: «فإنَّ الله جاعل فيها بركة».
وعيسى بن ميمون هذا قال فيه ابن حبان: يروي أحاديث كلها موضوعات. وقال النسائي: ليس بثقة،
وقال البخاري: صاحب مناكير عن محمد بن كعب. وضعَّفه أيضًا ابن معين والفلاس وغيرهما.
قال أبو داود: سمعت أحمد وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ في الوتر فقال: لم أسمع فيه بشيء، وقال: وعيسى بن ميمون الذي روى حديث ابن عباس ليس هو ممن يحتج بحديثه، وكذلك صالح بن حسان.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله ﷺ إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه.
رواه الترمذي في جامعه (٣٣٨٦)، وعبد بن حميد (٣٩)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٣٦) كلهم من طريق حماد بن عيسى الجهني، عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان هو ثقة، وثّقه يحيى بن سعيد القطان».
قال الأعظمي: حماد بن عيسى بن عبيدة الجهني ضعيف، ضعّفه أبو داود، وأبو حاتم، وابن حبان وغيرهم.
وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: «هو حديث منكر، أخاف ألا يكون له أصل». «العلل» (٢١٠٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1073 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة

  • 📜 حديث: رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب