حديث: ليس لصارخ حظ، القلب يحزن والعين تدمع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز البكاء على الميت وإظهار الحزن عليه

عن أبي هريرة قال: لما توفي بن رسول الله ﷺ صاح أُسامة بن زيد فقال رسول الله ﷺ: «ليس هذا منّا، ليس لصارخ حظ، القلب يحزنُ، والعين تدمع، ولا نقول ما يُغضب الرّب».

حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (٣١٦٠) عن عمران بن موسي بن مجاشع، قال: حدثنا هُدْبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: لما توفي بن رسول الله ﷺ صاح أُسامة بن زيد فقال رسول الله ﷺ: «ليس هذا منّا، ليس لصارخ حظ، القلب يحزنُ، والعين تدمع، ولا نقول ما يُغضب الرّب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وخرجه الإمام أحمد في مسنده، له معانٍ جليلة ودروس عظيمة، سأشرحها لك على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● لما توفي ابن رسول الله ﷺ: المقصود هنا إبراهيم ابن النبي ﷺ من مارية القبطية رضي الله عنها، وكانت وفاته في السنة العاشرة للهجرة.
● صاح أسامة بن زيد: أي رفع صوته بالبكاء والنواح بشكل مسموع ومبالغ فيه.
● ليس هذا منّا: أي ليس هذا الفعل (الصراخ والعويل) من هدينا وسنتنا التي نأمر بها.
● ليس لصارخ حظ: أي لا أجر ولا ثواب لمن يصرخ ويجزع عند المصيبة.
● القلب يحزنُ: أي أن الحزن في القلب أمر فطري لا يُلام عليه الإنسان.
● العين تدمع: أي البكاء دون صوتٍ عالٍ أو نياحة جائزٌ ولا حرج فيه.
● ولا نقول ما يُغضب الرّب: أي لا نتفوه بما يسخط الله تعالى من التسخط على قضائه وقدره، أو الدعاء بالويل والثبور.

2. شرح الحديث:


يُبيّن هذا الحديث موقف النبي ﷺ من قضية الصبر على المصيبة وعدم الإفراط في البكاء، وذلك عندما توفي ابنه إبراهيم، فوجد أسامة بن زيد رضي الله عنه يصرخ ويعلو صوته بالبكاء، فأنكر النبي ﷺ ذلك الفعل، ووضّح أن هذا ليس من هدي الإسلام، لأن الإسلام يأمر بالصبر والاحتساب، مع الاعتراف بأن الحزن شيء طبيعي في القلب، وأن الدمع الذي يخرج من العين دون صوتٍ عالٍ لا بأس به، لكن مع الحذر من قول ما يغضب الله تعالى كالاعتراض على قضائه وقدره.

3. الدروس المستفادة منه:


● التسليم بقضاء الله وقدره: فالمؤمن يؤمن بأن كل شيء بقدر الله، فيرضى ويصبر.
● الفرق بين الحزن الطبيعي والنياحة: فالحزن في القلب والبكاء بدون صوتٍ جائز، أما الصراخ والنياحة فمكروه أو محرم.
● التأدب مع الله في الشدة والرخاء: فلا يقول المسلم عند المصيبة إلا ما يرضي الله، كقوله: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها".
● الاقتداء بهدي النبي ﷺ: في كل الأحوال، خاصة في أوقات الشدة والمصائب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الصبر على المصيبة" الذي هو من الإيمان.
- النياحة والصراخ على الميت من أمور الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها.
- يجوز البكاء بدون صوت، فقد بكى النبي ﷺ عندما مات ابنه إبراهيم، وقال: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
- من قال عند المصيبة كلمات التسخط والاعتراض على القدر، فإنه يؤثم، لكن لا يكفر إلا إذا انتهى الأمر إلى السبّ لله تعالى أو لشرعه.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يتوفانا على الإيمان والتقوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان في صحيحه (٣١٦٠) عن عمران بن موسي بن مجاشع، قال: حدثنا هُدْبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وأخرجه أيضا الحاكم (١/ ٣٨٢) من طريق حماد بن سلمة بإسناده.
وإسناده حسن لأجل محمد بن عمرو وهو: ابن علقمة بن وقاص الليثي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وهو من رجال الجماعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 224 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس لصارخ حظ، القلب يحزن والعين تدمع

  • 📜 حديث: ليس لصارخ حظ، القلب يحزن والعين تدمع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس لصارخ حظ، القلب يحزن والعين تدمع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس لصارخ حظ، القلب يحزن والعين تدمع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس لصارخ حظ، القلب يحزن والعين تدمع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب