حديث: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حزن النبي ﷺ على موت ابنه إبراهيم

عن أنس بن مالك قال: دخلنا مع رسول الله ﷺ على أبي سيفٍ القين- وكان ظِئْرًا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله ﷺ إبراهيم فقبَّله وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلتْ عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يا ابن عوف! إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى فقال ﷺ: «إن العينَ تدمع، والقلبَ يحزنُ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقِك يا إبراهيم لمحزونون».
وفي رواية: قال أنس بن مالك: قال رسول الله ﷺ: «ولد لي الليلة غُلام فسميتُه باسم أبي -إبراهيم» ثم رفعه إلى أم سيفٍ، امرأة قين، يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه وأتبعتُه، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخُ بكيره، قد امتلأ البيت دُخانًا، فأسْرعتُ المشي بين يدي رسول الله ﷺ فقلت: يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله ﷺ، فأمسك، فدعا النبي ﷺ بالصبي، فضمَّه إليه وقال ما شاء الله أن يقول. فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله ﷺ فدمعتْ عينا رسول الله ﷺ فقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربُّنا، والله! يا إبراهيم إنا بك لمحزونون».
وفي رواية: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله ﷺ: «إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظِئْرين تُكَمِّلان رضاعه في الجنة».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٣) عن الحسن بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا قريش - وهو ابن حيَّان، عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: دخلنا مع رسول الله ﷺ على أبي سيفٍ القين- وكان ظِئْرًا لإبراهيم ﵇ فأخذ رسول الله ﷺ إبراهيم فقبَّله وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلتْ عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يا ابن عوف! إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى فقال ﷺ: «إن العينَ تدمع، والقلبَ يحزنُ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقِك يا إبراهيم لمحزونون».
وفي رواية: قال أنس بن مالك: قال رسول الله ﷺ: «ولد لي الليلة غُلام فسميتُه باسم أبي -إبراهيم» ثم رفعه إلى أم سيفٍ، امرأة قين، يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه وأتبعتُه، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخُ بكيره، قد امتلأ البيت دُخانًا، فأسْرعتُ المشي بين يدي رسول الله ﷺ فقلت: يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله ﷺ، فأمسك، فدعا النبي ﷺ بالصبي، فضمَّه إليه وقال ما شاء الله أن يقول. فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله ﷺ فدمعتْ عينا رسول الله ﷺ فقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربُّنا، والله! يا إبراهيم إنا بك لمحزونون».
وفي رواية: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله ﷺ: «إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظِئْرين تُكَمِّلان رضاعه في الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يجمع بين الرحمة الإنسانية الفطرية والرضا بقضاء الله وقدره، وهو من الأحاديث التي تُظهر الجانب الإنساني الرفيع في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● أبو سيف القين: القين هو الحداد، وأبو سيف هو حداد كان يعمل في صناعة السيوف وغيرها.
● ظئرًا: الظئر هي المرضعة، فامرأة أبي سيف كانت مرضعة لإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم.
● يجود بنفسه: أي في حالة احتضار ونزع الروح.
● تذرفان: تدمعان وتسيلان دموعًا.
● تنفخ بكيره: البكير هو الكير الذي ينفخ به الحداد في النار لإشعالها.
● يكيد بنفسه: أي يجاهد ويموت.
● ظئرين: مرضعتين.
● تكملان رضاعه في الجنة: أي ستكملان رضاعه هناك.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن موقفين:
الموقف الأول: دخول النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سيف الحداد، الذي كانت زوجته ترضع إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم وقبَّله وشمَّه، يظهر his paternal love and affection.
الموقف الثاني: عندما اشتد مرض إبراهيم وبلغ ساعة الاحتضار، دخل النبي صلى الله عليه وسلم عليه فجعلت عيناه تذرفان بالدموع، فتعجب عبد الرحمن بن عوف رضي الله منه قائلاً: "وأنت يا رسول الله؟" يعني: أتبكي على ابنك وأنت رسول الله؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عوف، إنها رحمة"، ثم أتبعها بقوله: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وفي الرواية الثانية يذكر أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى ابنه إبراهيم على اسم أبيه إبراهيم عليه السلام، وأنه ذهب به إلى أم سيف المرضعة، وكان أبو سيف ينفخ في النار فامتلأ البيت دخانًا، فأسرع أنس ليخبره بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الرواية الثالثة، بعد وفاة إبراهيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة".

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز البكاء على الميت: فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم، وهذا دليل على أن البكاء من الرحمة التي جبل الله عليها الإنسان، ولا ينافي الصبر والرضا بقضاء الله.
2- الفرق بين البكاء والنياحة: البكاء الطبيعي جائز، أما النياحة (الصراخ وشق الجيوب ولطم الخدود) فهي محرمة.
3- الرحمة من صفات المؤمن: كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "إنها رحمة".
4- الرضا بقضاء الله: مع الحزن الطبيعي، يبقى المؤمن راضيًا بقضاء الله، ولا يقول إلا ما يرضي ربه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".
5- حب النبي صلى الله عليه وسلم لأولاده: فقد كان حنونًا رحيمًا بهم، يقبلهم ويشمهم.
6- بيان مكانة الأطفال في الجنة: حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لإبراهيم مرضعتين تكملان رضاعه في الجنة، وهذا من رحمة الله بالأطفال الذين يموتون صغارًا.
7- التواضع النبوي: حيث دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيت حداد، ولم يستنكف من ذلك.

رابعًا. معلومات إضافية:


- إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية، وقد مات وهو صغير في المدينة المنورة.
- الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- استدل العلماء بهذا الحديث على أن الإنسان لا ينبغي له أن يمنع نفسه من البكاء عند المصيبة، ما دام لا يقول إلا ما يرضي الله.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الصبر والرضا بقضائه، وأن يجمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٣) عن الحسن بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا قريش - وهو ابن حيَّان، عن ثابت، عن أنس فذكره.
الرواية الثانية رواها مسلم في الفضائل (٢٣١٥) من وجه آخر عن ثابت به.
والرواية الثالثة عند مسلم أيضًا.
وقوله: «ظِئْرا» بكسر المعجمة وسكون التحتانية المهموزة بعدها راء -أي مرضعًا وأطلق عليه ذلك لأنه كان زوج المرضعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 228 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

  • 📜 حديث: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب