حديث: إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب النّفقة على الأهل والعيال ومن يملك قوتهم

عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى».

صحيح: رواه مسلم في الزّكاة (١٠٣٦) من طريق عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شدّاد، قال: سمعت أبا أمامة، فذكر الحديث.

عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي أمامة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى».
أولاً: شرح المفردات:
* تَبْذُلَ الْفَضْلَ: البذل هو الإعطاء والعطية. والفضل هو ما زاد عن حاجتك وحاجة من تعول من مال أو طعام أو شراب.
* تُمْسِكَهُ: تمنعه وتحبسه ولا تعطيه لمن يحتاجه.
* كَفَافٍ: الكفاف هو ما يكفي حاجتك وحاجة عيالك دون زيادة ولا نقصان. وهو القوت الذي يسد الرمق.
* بِمَنْ تَعُولُ: العيال هم من تجب عليك نفقتهم شرعًا كالزوجة والأولاد والوالدين الفقراء.
* الْيَدُ الْعُلْيَا: هي اليد المعطية المنفقة.
* الْيَدُ السُّفْلَى: هي اليد الآخذة السائلة.
ثانيًا: المعنى الإجمالي للحديث:
يخاطب النبي ﷺ الإنسان خطابًا مباشرًا مؤكدًا على فضيلة الإنفاق والبذل في سبيل الله. يبين النبي أن إخراج ما زاد عن الحاجة فيه خير كبير للشخص في دنياه وآخرته، بينما يترتب على الشح والإمساك شرور عديدة. ويوضح أن الإنسان لا يُذم ولا يُعير إذا لم يكن عنده فضل عن حاجته يعطيه، بل يكفيه أن يقوم بما يجب عليه تجاه عياله. ثم يرشد إلى أولوية الإنفاق، فيبدأ الإنسان بمن تجب عليه نفقتهم. ويختم ببيان أن مكانة المنفق المعطي (اليد العليا) أشرف وأفضل عند الله من مكانة الآخذ السائل (اليد السفلى).
ثالثًا: الدروس المستفادة والفَوائد العِظَام:
1- الحث على البذل والعطاء: الحديث يحض على سخاء النفس وكرمها، ويبين أن نفع هذا البذل يعود على صاحبه بالخيرية والبركة في ماله وعمره.
2- التحذير من الشح والبخل: الإمساك والمنع للفضول يؤدي إلى الشر، وهو من أسباب هلاك الأمم وذهاب البركة، وهو مرض قلبي خطير.
3- التيسير ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. فمن كان حاله هو الكفاف فلا لوم عليه ولا تثريب، وهذا يرفع الحرج عن الفقراء والمقلين.
4- ترتيب أولويات الإنفاق: من الحكمة والعدل أن يبدأ الإنسان بمسؤولياته الأولى، فإعطاء الزوجة والأولاد والأقارب الفقراء أولى من إعطاء الآخرين، فهذا حق واجب قبل أن يكون صدقة تطوع.
5- تفضيل العطاء على الأخذ: اليد العليا (المعطية) هي خير من اليد السفلى (الآخذة) في الأجر والثواب والمكانة الاجتماعية والإيمانية. وكان النبي ﷺ يستعيذ من حال الفاقة والسؤال.
6- التوازن في التعامل مع المال: الحديث يدعو إلى وسطية بين الإسراف والتقتير، فيأمر بالإنفاق من الفضل ويبيح الإمساك بالكفاف، وينهى عن البخل مع الحاجة.
رابعًا: معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث يجمع بين التوجيه المالي والاجتماعي والأخلاقي في كلمات قليلة بليغة.
* الحديث يدل على أن طلب الكفاف والتقليل من الدنيا ليس عيبًا، بل هو من الزهد المحمود، ما لم يقترن بتقصير في حق واجب.
* يستحب للفقير أن يصبر على حاله ويحتسب الأجر عند الله، ويسعى ليكون من أهل العطاء ولو بالقليل، كما قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
* من كان عنده فضل وأمسكه وهو يعلم محتاجًا، فإنه يأثم ويحمل وزر من جاع أو احتاج بسبب منعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزّكاة (١٠٣٦) من طريق عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شدّاد، قال: سمعت أبا أمامة، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 256 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك

  • 📜 حديث: إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب