حديث: خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ

عن عُمير بن سلمة الضّمريّ، عن البهزيّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ إِذَا حِمَارٌ وَحْشِيٌّ عَقِيرٌ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ صَاحِبُهُ». فَجَاءَ الْبَهْزِيُّ -وَهُوَ صَاحِبُهُ- إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَأْنَكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا بَكْرٍ فَقَسَمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ، ثُمَّ مَضَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالأُثَابَةِ بَيْنَ الرُّوَيْثَةِ وَالْعَرْجِ إِذَا ظَبْيٌ حَاقِفٌ فِي ظِلٍّ فِيهِ سَهْمٌ فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ رَجُلا أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ لا يَرِيبُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يُجَاوِزَهُ».

صحيح: رواه مالك في الحج (٧٩) عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، أخبرني محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمير بن سلمة الضّمريّ، به، فذكره.

عن عُمير بن سلمة الضّمريّ، عن البهزيّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ إِذَا حِمَارٌ وَحْشِيٌّ عَقِيرٌ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ صَاحِبُهُ». فَجَاءَ الْبَهْزِيُّ -وَهُوَ صَاحِبُهُ- إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَأْنَكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا بَكْرٍ فَقَسَمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ، ثُمَّ مَضَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالأُثَابَةِ بَيْنَ الرُّوَيْثَةِ وَالْعَرْجِ إِذَا ظَبْيٌ حَاقِفٌ فِي ظِلٍّ فِيهِ سَهْمٌ فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ رَجُلا أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ لا يَرِيبُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يُجَاوِزَهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث البهزي هذا من الأحاديث التي تحمل في طياتها دروسًا عظيمة وعبرًا جليلة، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بعون الله وتوفيقه.

أولاً. شرح المفردات:


● الضمري: نسبة إلى ضمرة بن بكر بن عبد مناة من قبائل العرب.
● البهزي: هو صاحب الحمار الوحشي المذكور في الحديث.
● مُحْرِمٌ: أي محرمًا بالحج أو العمرة، وقد دخل في النسك ولبى به.
● الرَّوْحَاء: موضع بين المدينة ومكة، على بعد نحو 36 ميلاً من المدينة.
● حِمَارٌ وَحْشِيٌّ: أي حمار متوحش غير أهلي.
● عَقِيرٌ: أي مقطوع الأذن، أو فيه علامة تدل على أنه مُعَلَّمٌ أو مُخَصَّى.
● يُوشِكُ: أي يقرب ويسرع.
● الأُثَابَةِ: موضع بين مكة والمدينة.
● الرُّوَيْثَةِ وَالْعَرْجِ: أماكن معروفة على طريق الحج.
● ظَبْيٌ: نوع من الغزلان.
● حَاقِفٌ: أي ساكنٌ مختفٍ في مكانه.
● فِيهِ سَهْمٌ: أي فيه سهم قد أصابه من صيد سابق.
● لا يَرِيبُهُ: أي لا يزعجه أو يخيفه أحد.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي عمير بن سلمة الضمري عن البهزي، أن رسول الله ﷺ خرج من المدينة قاصدًا مكة وهو محرمٌ بالإحرام، فلما وصل إلى منطقة الروحاء، رأى الصحابة حمارًا وحشيًا مقطوع الأذن (أو معلمًا بعلامة)، فأخبروا النبي ﷺ بذلك، فقال لهم: "دعوه فإنه سيقريبًا سيأتي صاحبه". وفعلًا جاء البهزي -وهو صاحب الحمار- إلى النبي ﷺ وقال: يا رسول الله، خذوا هذا الحمار فهو لكم، فأمر النبي ﷺ أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقسم لحمه بين الصحابة المسافرين معه.
ثم واصل النبي ﷺ وصحبه سيرهم حتى وصلوا إلى منطقة الأثابة، فوجدوا ظبيًا (غزالاً) جالسًا ساكنًا في ظل شجرة، وفيه سهم قد أصابه من قبل، فأمر النبي ﷺ أحد الصحابة أن يقف nearه ويحرسه حتى لا يزعجه أو يخيفه أحد من المسافرين، حتى يجتازوا المكان ولا يتعرضوا له بأذى.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرمة الصيد للمحرم: الحديث يدل على تحريم الصيد على المحرم، حيث أن النبي ﷺ لم يأمر باصطياد الحمار الوحشي مع وجوده أمامهم، بل تركه حتى جاء صاحبه.
2- إباحة أكل الصيد إذا أهدي للمحرم: عندما جاء صاحب الحمار وأهداه للنبي ﷺ، أمر بتقسيمه وأكله، وهذا يدل على أنه يجوز للمحرم أن يأكل من الصيد إذا أهدي له أو ذبح له من غير أن يصيده هو.
3- الرفق بالحيوان: أمر النبي ﷺ بحماية الظبي الجريح وعدم إزعاجه، وهذا من كمال رحمته ﷺ ورفقه بالحيوان، حتى في حال الإحرام والسفر.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ أخبر أن صاحب الحمار سيأتي، وهذا من فراسته النبوية أو إخباره بالغيب، مع أن الظاهر أنه لا يعلم من يكون صاحبه، لكنه قال ذلك توكلًا على الله.
5- جواز الانتفاع بهدايا الصيادين: إذا كان الصيد من حلال غير محرم، جاز للمسلمين الأكل منه حتى ولو كانوا محرمين.
6- الحكمة من عدم اصطياد الظبي: الظبي كان جريحًا بسهم، فربما كان هذا من صيد بعض المسلمين فأراد النبي ﷺ أن لا يتعرضوا له حتى لا يكون في ذلك أذى له أو إتلاف للمال.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على كمال شريعة الإسلام في الرحمة والعدل حتى مع الحيوانات.
- فيه دليل على أن المحرم إذا أهدي له صيد حلال جاز له أكله.
- استعمال النبي ﷺ للفراسة والإرشاد النبوي في قضية الحمار.
- تواضع النبي ﷺ حيث قبل هدية البهزي وقسمها among الصحابة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من المتعلمين العاملين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٧٩) عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، أخبرني محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمير بن سلمة الضّمريّ، به، فذكره.
وإسناده صحيح. وعمير بن سلمة الضمريّ له صحبة، والبهزي صحابيّ أيضًا اسمه زيد بن كعب.
والحديث يدخل على الصحيح في مسند عمير بن سلمة، كما في التمهيد لابن عبد البر (٢٣/ ٣٤٣). وكذلك رواه أحمد (١٥٤٥٠)، والنسائي (٤٣٤٤)، وابن حبان (٥١١٢)، والحاكم (٣/ ٦٢٣ - ٦٢٤) كلهم من مسند عمير بن سلمة الضمريّ من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمير بن سلمة الضمريّ، قال: إنّ رسول الله ﷺ مرّ بالعرج، فإذا هو بحمار عقير فلم يلبث أن جاء رجل من بهز فقال: يا رسول الله، هذه رميتي فشأنكم بها، فأمر رسول الله ﷺ أبا بكر ...» فذكره بنحوه.
وأما ما رواه ابن ماجه (٣٠٩٢) من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عيسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله: «أن النبي ﷺ أعطاه حمار وحش وأمره أن يفرقه في الرّفاق وهم محرمون» ففيه خطأ، وقع من ابن عيينة، فإن هذا الحديث لعيسي بن طلحة، عن عمير بن سلمة، كما رواه مالك وغيره.
كشف ذلك علي بن المديني في كتابه»العلل«بعد أن ساق الحديث عن سفيان بن عيينة قال: قلت لسفيان: إنه كان في كتاب الثقفي: عن يحيى بن سعيد، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، عن البهزي، قال: فقال لي سفيان: ظنت أنه طلحة ...».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

  • 📜 حديث: خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب