حديث: احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مهنة الحجامة

عن ابن عباس قال: احتجم النبي ﷺ، وأعطى الذي حجمه، ولو كان حراما لم يعطه.

متفق عليه: رواه البخاري في البيوع (٢١٠٣) من طريق عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: احتجم النبي ﷺ، وأعطى الذي حجمه، ولو كان حراما لم يعطه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفيه يقول: "احتجم النبي ﷺ، وأعطى الذي حجمه، ولو كان حراما لم يعطه".

شرح المفردات:


● احتجم: أي أخذ الحجامة، وهي طريقة علاجية تُسحب فيها الدماء الفاسدة من الجسم بواسطة كؤوس هوائية.
● أعطى الذي حجمه: دفع له أجرًا على عمله.
● ولو كان حرامًا لم يعطه: أي لو كان هذا الأجر حرامًا أو العمل نفسه محرمًا، لما أعطاه النبي ﷺ.

شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قام بالحجامة، وهي من أنواع العلاج المشروعة التي مارسها بنفسه وأقرها لأمته. وبعد أن انتهى الحجَّام من عمله، أعطاه النبي ﷺ أجرًا على هذا العمل. ثم يستدل ابن عباس بقوله: "ولو كان حرامًا لم يعطه"، أي أن النبي ﷺ لو رأى أن أخذ الأجر على الحجامة حرام، أو أن العمل نفسه غير جائز، لما دفعه للرجل، لأنه لا يُقر على باطل ولا يُعطي على حرام.

الدروس المستفادة:


1- جواز أخذ الأجر على الحجامة: الحديث دليل على إباحة الأجرة على الحجامة، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء، خلافًا لمن كرهها من بعض السلف.
2- مشروعية الحجامة: الحجامة من العلاجات النبوية الثابتة، وقد جاءت الأحاديث بفضلها والترغيب فيها.
3- استئجار الأجير وعموم الإجارات: الحديث يؤكد مبدأ جواز استئجار الإنسان لعملٍ مباح وأداء الأجرة عليه.
4- الاستدلال على الحلال والحرام من أفعال النبي ﷺ: أفعاله ﷺ تشريع لأمته، فما فعله وأقره فهو حلال، وما نهى عنه أو امتنع من إعطائه مع الحاجة إليه فهو حرام أو مكروه.
5- بركة العمل الحلال: إعطاء الأجرة على العمل المشروع يدل على تكريم الإنسان لجهده وعمله، وتحقيق مبدأ "اليد العليا خير من اليد السفلى".

معلومات إضافية:


- ورد في روايات أخرى أن النبي ﷺ أعطى الحجَّام دينارًا أو دراهم، مما يدل على مشروعية أخذ الأجرة المعتادة.
- الحجامة من السنن النبوية في العلاج، وقد جاءت نصوص كثيرة في فضلها، مثل قوله ﷺ: "خير ما تداويتم به الحجامة".
- يستحب للعامل أن يتحرى الحلال في كسبه، وأن يبتعد عن المكاسب المحرمة، اقتداءً بهدي النبي ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في البيوع (٢١٠٣) من طريق عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ورواه مسلم في المساقاة (١٢٠٢: ٦٥) من طريق طاوس، عن ابن عباس نحوه، ولم يذكر: «ولو كان حراما لم يعطه». وزاد: «واستَعْطَ».
ورواه (١٦) من طريق الشعبي، عن ابن عباس بلفظ: حجم النبيّ ﷺ عبدُ لبني بياضة، فأعطاه النبي ﷺ أجره، وكلم سيده، فخفف عنه من ضريبته. ولو كان سحتا لم يعطه النبي ﷺ.
قوله: «استعط» أي استعمل السعوط، وهو دواء يصب في الأنف.
وأما حديث النهي عن أجرة الحجام فسيأتي الكلام عليه في البيوع المنهي عنها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه

  • 📜 حديث: احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب