احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

حديث: احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

عن أنس بن مالك قال: احتجم رسول الله ﷺ، حجمه أبو طيبة فأمر له رسول الله ﷺ بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (٢٦) عن حميد الطويل، عن أنس.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "احتجم رسول الله ﷺ، حجمه أبو طيبة، فأمر له رسول الله ﷺ بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه."

شرح المفردات:

● احتجم: فعل الحجامة، وهي إخراج الدم الفاسد من الجسم عن طريق الشفط أو التشريط الخفيف.
● حجمه: أي قام بحجامته.
● أبو طيبة: هو الحجَّام الذي قام بحجامة النبي ﷺ، وكان من الموالي.
● صاع من تمر: الصاع مكيال يساوي حوالي 2.5 كيلوغرام من التمر.
● أن يخففوا عنه: أي يقللوا من.
● خراجه: الضريبة أو الجزية التي كان يؤديها أبو طيبة كونه من أهل الذمة أو المعاهدين.

شرح الحديث:

في هذا الحديث يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قام بالحجامة، وهي سنة من سنن العلاج النبوي، وقام بها أبو طيبة، الذي كان حجَّامًا. وبعد انتهاء الحجامة، أمر النبي ﷺ بإعطاء أبي طيبة صاعًا من تمر كأجرٍ له على خدمته. كما أمر أهله – أي مسؤولي بيت المال أو من يتولى شؤون الجزية – أن يخففوا عن أبي طيبة من الضريبة (الخراج) التي كان يدفعها.

الدروس المستفادة منه:

1- مشروعية الحجامة: الحديث يدل على جواز الحجامة كوسيلة للعلاج، وقد وردت أحاديث أخرى تبين فضلها.
2- العدل والإنصاف: النبي ﷺ لم يستخدم سلطته ليستفيد من خدمة أبي طيبة مجانًا، بل أعطاه أجرًا عادلًا.
3- الرفق بأهل الذمة: أبو طيبة كان من غير المسلمين (من أهل الذمة)، ومع ذلك عاملَه النبي ﷺ برفقٍ وإحسان، وأمر بتخفيف الضريبة عنه تكريمًا لخدمته.
4- مكافأة المحسنين: النبي ﷺ قدَّر خدمة أبي طيبة بمكافأة مادية (صاع تمر) ومعنوية (تخفيف الخراج).
5- التيسير على الناس: النبي ﷺ لم يكتفِ بمجرد الدفع، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بتخفيف العبء المالي عن أبي طيبة، مما يدل على رحمته ﷺ.

معلومات إضافية مفيدة:

- الحجامة من السنن النبوية الثابتة، وقد ورد في فضلها أحاديث صحيحة، منها قوله ﷺ: "إنَّ أفضل ما تداويتم به الحجامة."
- أبو طيبة كان من الموالي، أي من المعتقين أو غير العرب، وكان يعمل في الحجامة، مما يدل على أن الإسلام لا يحقر من المهن الشريفة.
- هذا الحديث يظهر سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين، حيث أمر النبي ﷺ بتخفيف الضرائب عن أبي طيبة تكريمًا لخدمته، وهو درس في العدالة الاجتماعية.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا العمل بسنة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (٢٦) عن حميد الطويل، عن أنس.
ورواه البخاري في البيوع (٢١٠٢) من طريق مالك به.
ورواه مسلم في المساقاة (١٥٧٧: ٦٤) من طريق شعبة، عن حميد به نحوه.
ورواه (٦٢) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد قال: سئل أنس بن مالك عن كسب الحجام؟ فقال: احتجم رسول الله ﷺ، حجمه أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم أهله، فوضعوا عنه من خراجه، وقال: «إن أفضل ما تداويتم به الحجامة، أو هو من أمثل دوائكم».
ورواه البخاري في الطب (٥٦٩٦) من طريق عبد الله، ومسلم (١٥٧٧: ٦٣) من طريق مروان الفزاري، عن حميد به بمثل حديث إسماعيل بن جعفر. وزاد: «والقُسط البحري، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز». واللفظ لمسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

📜 حديث: احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية