حديث: لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له صدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل غرس المسلم وزرعه

عن جابر أن النبي ﷺ دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها، فقال لها النبي ﷺ: «من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟» فقالت: بل مسلم. فقال: «لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٥٢: ٨) من طرق عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر أن النبي ﷺ دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها، فقال لها النبي ﷺ: «من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟» فقالت: بل مسلم. فقال: «لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي الكريم ﷺ، يوضح سعة رحمة الإسلام وشمولية الأجر والثواب للمسلم حتى في أعماله الدنيوية، إذا نوى بها الخير.

الحديث بلفظ آخر:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ». (متفق عليه: البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● أم مبشر الأنصارية: امرأة من نساء الأنصار، وكلمة "أم" تدل على أنها كانت ذات مكانة وبركة.
● في نخل لها: أي في بستان نخيل تمتلكه.
● غرس هذا النخل: زرعه وثبته في الأرض.
● أمسلم أم كافر؟: سأل عن دين الشخص الذي زرعه لبيان أثر النية والإيمان على العمل.
● لا يغرس مسلم...: نفيٌ بمعنى النهي أو التأكيد على أن هذا الأمر لا يحدث إلا ويكون له أجره.
● إنسان ولا دابة ولا شيء: يشمل كل كائن حي يأكل من هذا الغرس.
● إلا كانت له صدقة: أي يكتب له أجر الصدقة بكل ما يؤكل منه.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث، يزور النبي ﷺ أم مبشر الأنصارية في بستانها، ويسألها سؤالاً يبدو أنه ًا ليعلمها ويعلمنا من بعده درسًا عظيمًا. سؤال النبي ﷺ "أمسلم أم كافر؟" ليس مجرد سؤال عادي، بل هو لتوجيه الانتباه إلى أن قيمة العمل وثوابه مرتبطان بالإيمان والنية الصالحة.
فأجابت بأن الذي غرسه كان مسلمًا، فبشرها النبي ﷺ بأن كل ما يخرج من هذا الغرس أو الزرع، ويأكل منه أي كائن حي – سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو طائرًا – فإن ذلك يعتبر صدقة جارية للشخص المسلم الذي زرعه أو غرسه، ويستمر أجره ما دام هذا الغرس يُنتج ويُؤكل منه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل الأعمال الدنيوية التي يقوم بها المسلم سببًا للأجر والثواب إذا نوى بها الخير والنفع للآخرين.
2- استمرارية الأجر (الصدقة الجارية): الغرس والزرع من الصدقات الجارية التي ينتفع بها المسلم بعد موته، كما في الحديث: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: ... أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (رواه مسلم). والغرس يدخل في العلم النافع أو الصدقة الجارية.
3- حث الإسلام على الزراعة والغرس: وهو إعمارٌ للأرض، ونفعٌ للخلق، وتوفير للطعام، مما يدل على اهتمام الإسلام بالجانب الاقتصادي والبيئي.
4- أهمية النية: العمل نفسه قد يكون واحدًا، ولكن نيته هي التي ترفع قيمته عند الله تعالى. فغرس المسلم يختلف عن غرس الكافر في الثواب.
5- النفع المتعدي: فضل الله تعالى على المسلم أن يكتب له الأجر حتى في الانتفاع غير المباشر، كأن تأكل الدواب أو الطيور من غرسه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على سماحة الإسلام ويسره، وأن أبواب الخير كثيرة ومتعددة.
- يستحب للمسلم أن يغرس ويزرع وينوي بذلك وجه الله تعالى ونفع المسلمين، حتى ينال هذا الأجر العظيم.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر النية في جميع أعماله المباحة، لتحويلها إلى طاعات وعبادات.
- هذا الحديث يدعو أيضًا إلى المحافظة على البيئة وزراعة الأرض، وهو ما يتوافق مع التوجيهات الحديثة في الحفاظ على البيئة وتنميتها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٥٢: ٨) من طرق عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وفي رواية عنده: عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول فذكر الحديث.
وابن جريج لم يذكر في روايته دخول النبي ﷺ على أم مبشر.
وقد روى بعضهم عن جابر، عن أم مبشر كما عند عبد بن حميد في مسنده (١٥٧٢) والصحيح
أنه من مسند جابر، وهو الذي رجحه الدارقطني في علله (١٥/ ٤١٨). وام مبشر هي امرأة زيد بن حارثة، كما ترجم له الإمام أحمد في مسنده، وهي بنت البراء بن المعرور الأنصاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 141 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له صدقة

  • 📜 حديث: لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له صدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له صدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له صدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له صدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب