حديث: اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوكالة في البيع والشراء

عن عروة البارقي أن النبي ﷺ أعطاه دينارا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه.

صحيح: رواه البخاريّ في المناقب (٣٦٤٢) عن علي بن عبد اللَّه، أخبرنا سفيان، حدّثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحي يحدثون عن عروة فذكره.

عن عروة البارقي أن النبي ﷺ أعطاه دينارا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه دروس وعبر في الأمانة والبركة والتجارة الحلال، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

الحديث بلفظه:


عن عروة البارقي رضي الله عنه: "أن النبي ﷺ أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه".

1. شرح المفردات:


● عروة البارقي: صحابي جليل من أهل اليمن، كان تاجرًا أمينًا.
● دينار: عملة ذهبية كانت متداولة في ذلك الزمن.
● شاة: خروف أو معزى.
● البركة: النماء والزيادة والخير الذي يضعه الله في الشيء.
● لو اشترى التراب لربح فيه: كناية عن أن البركة كانت تلازمه في كل تجارته.

2. شرح الحديث:


أعطى النبي ﷺ لعروة البارقي دينارًا واحدًا ليشترى له شاة (خروفًا)، فذهب عروة إلى السوق ووجد صفقةً حسنة، حيث اشترى شاتين بدينار واحد (ربما لأن البائع كان بحاجة إلى بيع سريع أو كانت هناك ظروف جعلت الثمن رخيصًا). ثم قام عروة ببيع إحدى الشاتين بدينار، فأصبح معه دينار (ثمن الشاة التي باعها) وشاة (الشاة الثانية التي بقيت معه). فعاد إلى النبي ﷺ وأعطاه الدينار والشاة، أي أنه حقق ربحًا صافيًا دون أن يأخذ شيئًا لنفسه، بل ردَّ الأصل (الدينار) والزيادة (الشاة) كاملةً للنبي ﷺ.
فدعا له النبي ﷺ بالبركة في بيعه، أي أن الله تعالى يزيد في تجارته ويبارك له فيها. وقد تحققت هذه البركة، حتى قيل: "كان لو اشترى التراب لربح فيه"، أي أن البركة كانت تلازمه في كل صفقة، حتى في الشيء التافه الذي لا قيمة له كالتراب.

3. الدروس المستفادة:


● الأمانة: عروة لم يخن الأمانة، بل ردَّ الدينار والشاة كاملةً دون أن يأخذ شيئًا من الربح لنفسه دون إذن.
● الذكاء والتجارة الحلال: أظهر عروة ذكاءً تجاريًا بحيث اشترى شاتين بدينار، ثم باع إحداهما بسعر جيد.
● بركة الدعاء النبوي: دعوة النبي ﷺ بالبركة تحققت فعليًا في حياة عروة، مما يدل على فضل دعاء الصالحين وخاصة النبي ﷺ.
● التجارة الطيبة: التجارة الحلال فيها بركة، وقد ضرب النبي ﷺ وأصحابه أروع الأمثلة في التعامل بالتجارة بشفافية وأمانة.
● الإخلاص في العمل: عروة لم يهدف إلى الربح الشخصي، بل قام بالعمل بإتقان وأمانة، فجازاه الله بالبركة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- القصة تدل على أن البركة لا تكون بالكمية أو الجشع، بل بالإخلاص والأمانة وحسن النية.
- ينبغي للمسلم أن يكون أمينًا في كل معاملاته، خاصة إذا كان وكيلًا عن غيره، كما فعل عروة مع النبي ﷺ.
أسأل الله أن يبارك في أموالنا وأعمالنا، ويجعلنا من الأمناء في التعامل، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٦٤٢) عن علي بن عبد اللَّه، أخبرنا سفيان، حدّثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحي يحدثون عن عروة فذكره.
قال سفيان: كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال: سمعه شبيب من عروة، فأتيته، فقال شبيب: إني لم أسمعه من عروة، قال: سمعت الحي يخبرونه عنه، ولكن سمعته يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: «الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة» قال: وقد رأيت في داره سبعين فرسا. قال سفيان: يشتري له شاة كأنها أضحية.
أراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة، وأن شبيبا لم يسمع هذا الجزء من عروة، وإنما سمعه من الحي، عن عروة، ولكن سمع منه: «الخير معقود بنواصي الخيل».
ولكن ذهب بعض المحدثين، وكثير من الفقهاء إلى قبول حديث يرويه جماعة، وإن لم يسموا؛ لأن الجماعة أولى بالضبط من الواحد.
ومع ذلك له إسناد آخر: رواه أبو لبيد عن عروة البارقي قال: دفع إلى رسول اللَّه ﷺ دينارا لأشتري له شاة. فذكر الحديث.
وقال: فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة الكوفة، فيربح الربح العظيم، فكان من أكثر أهل الكوفة مالا.
رواه الترمذيّ (١٢٥٨) -واللّفظ له-، وأبو داود (٣٣٨٥) إلا أنه لم يسق لفظه، بل قال: «ولفظه مختلف». وابن ماجه (٢٤٠٢) -وأحال على لفظ سفيان، كما عند البخاري- كلّهم من طريق سعيد بن زيد، عن الزبير بن الخِرِّيت، عن أبي لبيد لُمازة بن زَبّارة، عن عروة بن أبي الجعد البارقي. . . . فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في سعيد بن زيد، وهو أخو حماد بن زيد غير أنه حسن الحديث، وقد تابعه هارون الأعور المقرئ عند الترمذيّ. وأبو لبيد صدوق، كما في التقريب.
نقل الحافظ في «التلخيص» (٣/ ٥) عن المنذري والنووي أن إسناده حسن صحيح لمجيئه من وجهين.
وقال ابن كثير: سنده جيد إلا أن الشافعي قال: هذا الحديث ليس بثابت.
وقد ذهب إليه بعض أهل العلم، منهم أحمد، وإسحاق، كما قال الترمذيّ.
وبمعناه ما روي عن حكيم بن حزام أن رسول اللَّه ﷺ بعث معه بدينار يشتري له أضحية، فاشتراها بدينار، وباعها بدينارين، فرجع، فاشترى له أضحية بدينار، وجاء بدينار إلى النبي ﷺ، فتصدق به النبي ﷺ، ودعا له أن يبارك له في تجارته.
رواه أبو داود (٣٣٨٦) عن محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، حدثني أبو حصين، عن شيخ من أهل المدينة، عن حكيم بن حزام فذكره.
وفي إسناده رجل مجهول.
ولكن خالف أبو بكر بن عياش سفيان، فروى عن أبي حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن حكيم بن حزام. فذكر الحديث. رواه الترمذيّ (١٢٥٧) عن أبي كريب، عن أبي بكر بن عياش.
فجعل الرجل المجهول هو حبيب بن أبي ثابت إلا أنه لم يسمع من حكيم بن حزام، كما قال الترمذيّ. ففيه انقطاع. وكذا قال أيضًا ابن كثير في «إرشاد الفقيه» (٢/ ٦٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار

  • 📜 حديث: اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب