حديث: نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام المسمى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن كراء الأرض بالطعام

عن رافع بن خديج قال: كنا نحائل الأرض على عهد رسول اللَّه ﷺ، فكريها بالثلث والربع والطعام المسمى، فجاءنا ذات يوم رجل من عمومتي، فقال: نهانا رسول اللَّه ﷺ عن أمر كان لنا نافعا، وطواعية اللَّه ورسوله أنفع لنا، نهانا أن نحافل بالأرض، فنكريها على الثلث والربع والطعام المسمى، وأمر رب الأرض أن يزرعها، أو يُزرعها، وكره كراءها وما سوى ذلك.

صحيح: رواه مسلم في البيوع (١٥٤٨: ١١٣) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج قال فذكره.

عن رافع بن خديج قال: كنا نحائل الأرض على عهد رسول اللَّه ﷺ، فكريها بالثلث والربع والطعام المسمى، فجاءنا ذات يوم رجل من عمومتي، فقال: نهانا رسول اللَّه ﷺ عن أمر كان لنا نافعا، وطواعية اللَّه ورسوله أنفع لنا، نهانا أن نحافل بالأرض، فنكريها على الثلث والربع والطعام المسمى، وأمر رب الأرض أن يزرعها، أو يُزرعها، وكره كراءها وما سوى ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من صحيح مسلم، يحمل في طياته حكماً شرعياً مهماً يتعلق بمعاملات المزارعة والكراء، وسأشرحه لك بتفصيل ووضوح إن شاء الله.
### أولاً. شرح المفردات
● نُحَائِلُ الأَرْضَ: أي نكري الأرض أو نؤاجرها للزراعة بجزء من المحصول.
● فَنُكْرِيهَا: نؤجرها.
● بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ: أي نؤجرها على أن يكون لمالك الأرض ثلث المحصول أو ربع المحصول، وللعامل الباقي.
● وَ الطَّعَامِ المُسَمَّى: أي نؤجرها على أن يأخذ العامل كمية محددة ومعينة من الطعام (مثلاً: 10 كيلو من القمح) بغض النظر عن كمية المحصول الناتج، سواء كان كثيراً أو قليلاً.
● عَمُومَتِي: أي أقاربي من عمومتي.
● نُحَافِلُ: مصدر الحِيَالَة، وهي نفس معنى "نُحائل" أي نكري الأرض بهذه الطرق.
● أَمَرَ رَبَّ الأَرْضِ أَنْ يَزْرَعَهَا أَوْ يُزْرِعَهَا: أمر مالك الأرض إما أن يزرعها بنفسه، أو أن يدفع لأجير أجراً معلوماً (نقوداً أو عيناً) ليزرعها له. هذه هي "المُزَارَعَة" الجائزة.
● وَكَرِهَ كِرَاءَهَا: كره إجارتها بالطرق السابقة (الثلث، الربع، الطعام المسمى).

### ثانياً. شرح الحديث
يخبر الصحابي الجليل رافع بن خديج رضي الله عنه أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكْرون أراضيهم للزراعة بطرق مختلفة، منها:
1- المُقَاسَمَة (المُغَارَسَة): أن يكون لمالك الأرض نسبة معينة من المحصول (ثلث أو ربع) وللعامل الباقي.
2- المُزَارَعَة بِطَعَامٍ مُسَمًّى: أن يأخذ العامل كمية محددة من المحصول بغض النظر عن نتيجة الزرع.
فجاءهم قريب له وأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن هذه المعاملة التي كانوا يرونها نافعة ومربحة لهم. ثم بين الراوي حقيقة الإيمان بقوله: (وَطَاعَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْفَعُ لَنَا)، وهذا من تمام إيمان الصحابة رضي الله عنهم، حيث يقدمون أمر الله ورسوله على كل ما ترغبه أنفسهم.
فالنهي كان عن:
● الحِيَالَة (أو المُحَاقَلَة): وهي كراء الأرض بجزء من الحصاد.
● المُزَارَعَة على الثلث والربع والطعام المسمى.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بـبديلين شرعيين هما:
1- أَنْ يَزْرَعَهَا: أن يزرعها بنفسه.
2- أَوْ يُزْرِعَهَا: أن يعطيها لمن يزرعها له بأجر معلوم (نقود، أو طعام محدد مقدّر بغض النظر عن المحصول)، وهذه تسمى "إجارة" أو "مزارعة جائزة".

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تقديم طاعة الله ورسوله على الهوى والمنفعة الدنيوية: هذا هو درس الإيمان الأكبر. فما حرمه الله تعالى فهو خبيث وإن ظهرت فيه منفعة عاجلة، وما أحله فهو طيب ونافع.
2- سد ذرائع الخلاف والغبن: سبب النهي عن هذه المعاملات (الثلث، الربع، الطعام المسمى) هو أنها تدخل في باب الغَرَر (المخاطرة والجهالة)، فالمحصول غير مضمون، وقد يخسر العامل أو يخسر المالك، مما يولد الأحقاد والخصومات. أما إجارتها بأجر مضمون ومعلوم، فيزيل هذا الغرر والجهالة.
3- الحكمة من التفريق بين المعاملات: الفقهاء فرقوا بين:
● المُزَارَعَة المُنهي عنها: وهي التي يكون فيها الأجر جزءاً من المحصول المجهول (مجهول الكمية والصفة).
● الإجارة أو المُزَارَعَة الجائزة: وهي أن يعطي مالك الأرض لفلاح أجراً معلوماً (مثلاً: 1000 ريال، أو 10 كيلو من القمح) ليزرع له الأرض، بغض النظر عن نتيجة المحصول. هنا الأجر معلوم ومضمون، فلا غرر ولا خلاف.
4- مراعاة العدل بين المتعاقدين: شرع الإسلام لضمان حقوق كل من المالك والعامل، ففي الإجارة المضمونة، العامل يأخذ أجره كاملاً بغض النظر عن نجاح الزرع من عدمه، والمالك يتحمل مخاطرة الزرع وهو صاحب رأس المال (الأرض).

### رابعاً. الخلاصة والحكم الشرعي
● الحكم: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والحنابلة) إلى كراهة كراء الأرض بجزء من زرعها (الثلث، الربع) أو بطعام مسمى، وهو مذهب الإمام أحمد.
- بينما ذهب الإمام الشافعي وبعض العلماء إلى تحريمها.
● البديل الشرعي: أن تؤجر الأرض بأجر معلوم (نقود أو عين محددة) لا علاقة له بمقدار المحصول، أو يزرعها المالك بنفسه.
فهذا الحديث من أدلة س
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البيوع (١٥٤٨: ١١٣) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج قال فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 156 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام المسمى

  • 📜 حديث: نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام المسمى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام المسمى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام المسمى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام المسمى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب