حديث: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من منع الأجير أجره، والأمر بتعجيل إعطائه

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».

حسن: رواه الطحاوي في مشكله (٤/ ١٤٢)، وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٢٢٣٥) والبيهقي في «الكبرى» (٦/ ١٢١)، و«الصغرى» (٢١٣٣) بتحقيقي كلّهم من طريق محمد بن عمار المؤذن، عن المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه ابن ماجه وغيره، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَعْطِ الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» من الأحاديث العظيمة التي تحوي تشريعًا ربانيًا عادلًا ورحيمًا.

أولاً. شرح المفردات:


● الأجير: هو العامل الذي يقوم بعمل ما مقابل أجر متفق عليه.
● أجره: هو المقابل المالي أو العيني الذي يستحقه مقابل عمله.
● قبل أن يجف عرقه: كناية عن المبادرة بإعطائه حقه فور انتهائه من العمل، بينما آثار التعب والإجهاد بادية عليه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أصحاب العمل ومستأجري الخدمة بأن يوفوا العامل حقه كاملاً غير منقوص، وأن يبادروا إلى إعطائه إياه فور انتهائه من العمل، دون تأخير أو مماطلة. والتعبير بـ «قبل أن يجف عرقه» صورة بلاغية بديعة توضح الاستعجال في إعطاء الحق؛ فالعامل يكون قد بذل جهدًا وتعبًا، وظهر عليه أثر هذا التعب وهو العرق، فإعطاؤه الأجر قبل أن يزول هذا الأثر يدل على المسارعة في إكرامه وإنصافه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على إنصاف العمال وإكرامهم: فالحديث يؤكد على الحقوق المادية للعامل، ويجعل من إعطائه أجره بسرعة علامة على البر والوفاء.
2- تحريم الظلم والمماطلة في الحقوق: التأخير في دفع الأجر دون سبب شرعي من الظلم الذي حذر منه الإسلام.
3- التربية على المسؤولية: يربي الحديث أرباب العمل على المسؤولية والأمانة، ويذكرهم بحقوق من يعملون تحت إمرتهم.
4- الحفاظ على الكرامة الإنسانية: المسارعة إلى إعطاء العامل حقه تدعم كرامته وتُشعره بالتقدير، مما يقوي أواصر المحبة بين أفراد المجتمع.
5- التأكيد على مبدأ العدل في المعاملات: الإسلام دين العدل، وهذا الحديث تجسيد عملي لتحقيق العدل في المعاملات اليومية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث وإن كان في سنده ضعف، إلا أن معناه صحيح ومؤيد بأدلة أخرى من القرآن والسنة تحث على إعطاء الحقوق وأداء الأجور، مثل قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]، وما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره».
- يستفاد من الحديث أيضًا استحباب المبادرة إلى إبراء الذمة من الحقوق وعدم تأخيرها.
- ينطبق هذا الحكم على كل أنواع الأجور والعمال، سواء كان العامل مسلمًا أو غير مسلم، مما يدل على سماحة الإسلام وعدالته.
نسأل الله أن يعيننا على أداء الحقوق وأن يجنبنا الظلم والغفلة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطحاوي في مشكله (٤/ ١٤٢)، وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٢٢٣٥) والبيهقي في «الكبرى» (٦/ ١٢١)، و«الصغرى» (٢١٣٣) بتحقيقي كلّهم من طريق محمد بن عمار المؤذن، عن المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل كلام يسير في محمد بن عمار، وقد وثّقه ابن المديني. وقال ابن معين: لم يكن به بأس. ووثّقه ابن حبان، وابن شاهين.
وللحديث طرق أخرى، كلها ضعيفة عند أبي يعلى (٦٦٨٢)، وأبي نعيم في «الحلية» (٧/ ١٤٢)، والذي ذكرته أصحها.
وفي الباب عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
رواه ابن ماجه (٢٤٤٣)، والقضاعي في مسند الشهاب (٧٤٤) كلاهما من حديث عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمر فذكره.
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف.
ثم هو خولف، فقد رواه حميد بن زنجويه في الأموال من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلا. وهو أشبه بالصواب؛ فإن عثمان بن عثمان الغطفاني أحسن حالا من عبد الرحمن بن زيد، فقد وثقه ابن معين، وغيره. وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا.
وفي الباب ما روي أيضًا عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
رواه الطبراني في «الصغير» (١/ ٢٠ - ٢١)، وعنه الخطيب في تاريخه (٥/ ٣٣) عن أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي بمصر، حدّثنا محمد بن زياد بن زُبّار الكلبي، حدّثنا شرقي بن قطامي، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
قال الطبراني: لم يروه عن أبي الزبير إلا شرقي، تفرّد به محمد بن زياد.
وقال الخطيب: ولم يرو عن محمد بن زياد إلا ابن الصلت.
وفيه محمد بن زياد بن زبار الكلبي ضعيف. نقل الخطيب في تاريخه (٥/ ٢٨٢) عن يحيى بن معين: لا شيء. وقال أبو علي: وكان ببغداد يروي الشعر وأيام النّاس، ليس بذاك.
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٩٨)، وأعله بشرقي بن قطامي بأنه ضعيف.
وفي الباب أيضًا ما روي عن أنس بن مالك، رواه الحكيم الترمذيّ في نوادر الأصول، كما قال الزيلعي في «نصب الراية» (٤/ ١٣٠)، وفيه بشر بن الحسين قال البخاري: فيه نظر. وقال
الدارقطني: متروك. انظر «اللسان» (٢/ ٢١).
وجملة القول إنه لم يثبت في هذا الباب إلا حديث أبي هريرة، وهو حسن، كما سبق، وهذه الشواهد تقويه. وفيه دليل على أن هذا الحديث وهو «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» له أصل ثابت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 117 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

  • 📜 حديث: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب