حديث: نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن كراء الأرض بالطعام

عن ظُهير بن رافع قال: لقد نهانا رسول اللَّه ﷺ عن أمر كان بنا رافقا. قلت: ما قال رسول اللَّه ﷺ فهو حق. قال: دعاني رسول اللَّه ﷺ قال: «ما تصنعون بمحاقلكم؟». قلت: نؤاجرها على الربيع، وعلى الأوسق من التمر والشعير. قال: «لا تفعلوا، ازرعوها، أو أزرعوها، أو أمسكوها». قال رافع: قلت: سمعا وطاعة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٩)، ومسلم في البيوع (١٥٤٨: ١١٤)
كلاهما من طريق الأوزاعيّ، عن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج، قال: سمعت رافع بن خديج ابن رافع، عن عمه ظهير بن رافع، قال ظهير فذكره.

عن ظُهير بن رافع قال: لقد نهانا رسول اللَّه ﷺ عن أمر كان بنا رافقا. قلت: ما قال رسول اللَّه ﷺ فهو حق. قال: دعاني رسول اللَّه ﷺ قال: «ما تصنعون بمحاقلكم؟». قلت: نؤاجرها على الربيع، وعلى الأوسق من التمر والشعير. قال: «لا تفعلوا، ازرعوها، أو أزرعوها، أو أمسكوها». قال رافع: قلت: سمعا وطاعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:

الحديث:


عن ظُهير بن رافع قال: لقد نهانا رسول اللَّه ﷺ عن أمر كان بنا رافقا. قلت: ما قال رسول اللَّه ﷺ فهو حق. قال: دعاني رسول اللَّه ﷺ قال: «ما تصنعون بمحاقلكم؟». قلت: نؤاجرها على الربيع، وعلى الأوسق من التمر والشعير. قال: «لا تفعلوا، ازرعوها، أو أزرعوها، أو أمسكوها». قال رافع: قلت: سمعا وطاعة.


1. شرح المفردات:


● نهانا: أمرنا بالكف والامتناع عن فعل شيء.
● رافقًا: مفيدًا أو مُلائِمًا لنا، أي كان هذا الأمر مفيدًا ومعتادًا عندنا.
● محاقلكم: جمع محقلة، وهي الأرض التي تُزرع وتُحرث.
● نؤاجرها: نكريها أو نعطيها لغيرنا مقابل عوض.
● الربيع: هنا يعني السقي، أي يؤجرون الأرض على أن يأخذ المالك جزءًا من الزرع مقابل سقي الأرض.
● الأوسق: جمع وسق، وهو مكيال معروف يساوي ستين صاعًا.
● ازرعوها: أي قوموا أنتم بزراعتها بأنفسكم.
● أزرعوها: أعطوها لغيركم ليزرعها ويشارككم في الغلة (المزارعة المشروعة).
● أمسكوها: اتركوها دون زراعة إذا لم تقدروا على زراعتها.


2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي ظهير بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن طريقة معينة في تأجير الأرض كانت شائعة ومربحة للناس، ومع ذلك امتثلوا لأمر النبي لأنه الحق.
ثم يذكر التفصيل: أن النبي سألهم: "ماذا تفعلون بأراضيكم؟" فأجاب: "نكريها (نؤجرها) على أن نأخذ حصة معينة من المحصول (مثل الربيع وهو السقي، أو كمية محددة من التمر أو الشعير)".
فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المعاملة، وأمرهم بثلاث خيارات مشروعة:
- إما أن يزرعوها هم بأنفسهم.
- أو يعطوها لغيرهم ليزرعها ويشترك معهم في الغلة (المزارعة المشروعة بشروط معينة).
- أو يمسكوها ولا يزرعوها إذا لم يريدوا الزراعة.
فاستجاب الصحابي قائلاً: "سمعًا وطاعة"، وهذا من كمال إيمانهم وطاعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.


3. الدروس المستفادة:


● وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو كان الأمر مخالفًا للعادة أو للمصلحة الظاهرة.
● تحريم بعض أنواع الإجارات والمشاركات التي فيها غرر أو ظلم أو جهالة، كتأجير الأرض بجزء معين من المحصول دون تحديد واضح أو بشروط مجحفة.
● التيسير على الناس في المعاملات وعدم تحميلها ما يخالف الشرع.
● الحث على الزراعة والاستفادة من الأرض بطريقة مشروعة.
● التضحية بالمصلحة الشخصية من أجل امتثال أمر الله ورسوله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "المزارعة" و"المساقاة" في الفقه الإسلامي.
- النهي هنا عن "إجارة الأرض بجزء من الزرع" لأنه قد يؤدي إلى النزاع والجهالة، وقد يكون فيه ظلم لأحد الطرفين.
- الخيارات الثلاثة التي أقرها النبي (الزراعة الذاتية، المزارعة المشروعة، أو الإمساك) تبين أن الإسلام يشجع الاستثمار والإنتاج دون ظلم أو غرر.
- هذا من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم حيث جمع الخيارات المشروعة في عبارات موجزة.

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٩)، ومسلم في البيوع (١٥٤٨: ١١٤)
كلاهما من طريق الأوزاعيّ، عن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج، قال: سمعت رافع بن خديج ابن رافع، عن عمه ظهير بن رافع، قال ظهير فذكره.
واللّفظ للبخاريّ، ولم يذكر مسلم: «قال رافع: قلت: سمعا وطاعة».
وأبو النجاشي هو عطاء بن صهيب الأنصاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 155 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع

  • 📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب