حديث: كفى بالله شهيدا وكفى بالله كفيلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشروعية الكفالة في القروض والديون

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم. فقال: كفى باللَّه شهيدا. قال: فأتني بالكفيل. قال: كفى باللَّه كفيلا. قال: صدقت. فدفعها إليه على أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة، فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهمّ إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى باللَّه كفيلا. فرضي بك. وسألني شهيدا، فقلت: كفى باللَّه شهيدا. فرضي بذلك. وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، فقال: واللَّه ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إلي بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه. قال: فإن اللَّه قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدينار راشدا».

صحيح: رواه البخاريّ في الكفالة (٢٢٩١) معلقا مجزوما، فقال: وقال الليث، حدثني جعفر ابن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم. فقال: كفى باللَّه شهيدا. قال: فأتني بالكفيل. قال: كفى باللَّه كفيلا. قال: صدقت. فدفعها إليه على أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة، فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهمّ إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى باللَّه كفيلا. فرضي بك. وسألني شهيدا، فقلت: كفى باللَّه شهيدا. فرضي بذلك. وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، فقال: واللَّه ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إلي بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه. قال: فإن اللَّه قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدينار راشدا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه البخاري في صحيحه، وفيه قصة رجل من بني إسرائيل يظهر فيها صدق التوكل على الله وأمانة الدين، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● تسلفه: أقرضه.
● أشهدهم: أحضرهم ليشهدوا على القرض.
● كفيلا: ضامنا يضمن حق المقرض.
● زجج موضعها: سد الفتحة بإحكام.
● يَلْتَمِس: يبحث.
● وَلَجَت: دخلت وغاصت.
● حَطَبًا: خشبًا للوقود.
● راشدا: مهتديا سالما.

2. شرح الحديث:


يحكي النبي ﷺ قصة رجل من بني إسرائيل أراد أن يقترض ألف دينار من رجل آخر، فلما طلب المقرض شهودًا ليشهدوا على القرض، قال المقترض: "كفى بالله شهيدا"، أي أن الله تعالى يكفي شهادة. ثم طلب كفيلاً يضمن الحق، فقال المقترض: "كفى بالله كفيلا"، أي أن الله يكفي ضمانًا. فصدقه المقرض وسلمه المال على أجل مسمى.
ثم خرج المقترض في البحر لقضاء حاجته، ولما حان وقت السداد بحث عن مركب ليرد المال في الموعد المتفق عليه فلم يجد، فخاف أن يتأخر عن السداد، فأخذ خشبة ونقرها (حفرها)، ووضع فيها الألف دينار مع رسالة لصاحبه، ثم سدها بإحكام وألقاها في البحر متوكلًا على الله، داعيًا: "اللهم إني أستودعكها"، أي أودعها عندك لحفظها.
وبعد ذلك، خرج المقرض إلى الشاطئ ينتظر وصول مركب يحمل ماله، فوجد الخشبة وأخذها حطبًا لأهله، فلما فتحها وجد المال والرسالة. ثم قدم المقترض وأحضر الألف دينار يعتذر عن تأخره ويشرح أنه لم يجد مركبًا إلا بعد فوات الوقت، فتعجب المقرض وأخبره أن الله قد أدى عنه الحق الذي أرسله في الخشبة، ورد إليه ماله.

3. الدروس المستفادة منه:


● قوة التوكل على الله: فالمقترض وثق بالله في الشهادة والكفالة والحفظ، فكفاه الله كل شيء.
● الأمانة والصدق في التعامل: حرص المقترض على رد الحق في وقته رغم الصعاب، وهذا من كمال الأمانة.
● بركة الصدق مع الله: صدق المقترض في توكله فكافأه الله بحفظ ماله وأداء دينه.
● قبول التوكل على الله: قبول المقرض لكفالة الله وشهادته دليل على إيمانه وتقواه.
● العبرة في قصص بني إسرائيل: النبي ﷺ يذكر هذه القصص للاعتبار والاستفادة، لا للتقليد المطلق، ولكن لأخذ الدروس الإيمانية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه البخاري في صحيحه (باب كفالة الله تعالى، حديث رقم 2291) وهو من الأحاديث التي تُظهر فضل الصدق والتوكل.
- القصة من علامات قبول العمل، فالله تعالى يتولى حفظ من يتوكل عليه حق التوكل.
- فيها إشارة إلى جواز الاستدانة عند الحاجة، مع وجوب الوفاء بالعهد.
- يستفاد منها أن المسلم ينبغي أن يكون حريصًا على حقوق الناس، حتى إن الله تعالى قد يعينه على أدائها بطرق غير متوقعة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل، الآمنين به في الشدائد، المؤدين للحقوق كما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الكفالة (٢٢٩١) معلقا مجزوما، فقال: وقال الليث، حدثني جعفر ابن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة فذكره. هذا علقه البخاري، ووصله في آخره في رواية أبي ذر، وأبي الوقت، فقال: حدثني عبد اللَّه بن صالح، حدثني الليث به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 129 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كفى بالله شهيدا وكفى بالله كفيلا

  • 📜 حديث: كفى بالله شهيدا وكفى بالله كفيلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كفى بالله شهيدا وكفى بالله كفيلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كفى بالله شهيدا وكفى بالله كفيلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كفى بالله شهيدا وكفى بالله كفيلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب