حديث: لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشروعية الكفالة في القروض والديون

عن ابن عباس أن رجلا لزم غريما له بعشرة دنانير، فقال: واللَّه لا أفارقك حتى تقضيني، أو تأتيني بحميل، فتحمل بها النبي ﷺ، فأتاه بقدر ما وعده، فقال له النبي ﷺ: «من أين أصبت هذا الذهب؟» قال: من معدن. قال: «لا حاجة لنا
فيها، وليس فيها خير». فقضاها عنه رسول اللَّه ﷺ.

حسن: رواه أبو داود (٣٣٢٨)، وابن ماجه (٣٤٠٦)، وعبد بن حميد (٥٩٦)، والحاكم (٢/ ١٠ - ١١)، والبيهقي (٦/ ٧٤) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن رجلا لزم غريما له بعشرة دنانير، فقال: واللَّه لا أفارقك حتى تقضيني، أو تأتيني بحميل، فتحمل بها النبي ﷺ، فأتاه بقدر ما وعده، فقال له النبي ﷺ: «من أين أصبت هذا الذهب؟» قال: من معدن. قال: «لا حاجة لنا
فيها، وليس فيها خير». فقضاها عنه رسول اللَّه ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وله شواهد في السنن، وفيه عظة وعبرة، ودروس نبوية في التعامل مع الديون والمسؤولية المالية.

شرح المفردات:


● لزم غريما له: تمسك بمدين له وطلب منه السداد بإلحاح.
● بعشرة دنانير: دين بمقدار عشرة دنانير (عملة ذهبية).
● حَمِيل: كفيل أو ضامن يتحمل الدين مكان المدين.
● معدن: مكان يُستخرج منه الذهب أو الفضة، أو يشير إلى اكتساب المال من تجارة أو عمل.

شرح الحديث:


يحدثنا الحديث عن رجل كان مدينًا بعشرة دنانير، فطالبه غريمه (صاحب الدين) بالسداد أو بإحضار كفيل يضمن حق الغريم. فذهب المدين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يكون كفيلاً له، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم تحمل الدين عنه. وعندما أحضر المدين المال لسداد الدين، سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن مصدر المال، فأجاب أنه من "معدن" – أي من كسب حلال من تجارة أو عمل. ومع ذلك، رد النبي صلى الله عليه وسلم المال قائلاً: "لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير"، ثم سدد الدين من ماله الخاص.

الدروس المستفادة:


1- جواز الكفالة والضمان في الديون: يجوز للشخص أن يتحمل دين غيره ضمانًا أو كفالة، وهذا من التعاون على البر والتقوى.
2- سمو أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم: تحمله للدين عن غيره يدل على شفقته ورحمته بأمته، ورغبته في تخليصهم من الهموم.
3- التثبت من مصدر المال: حتى لو كان المال من كسب ظاهره الحلال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن مصدره، مما يدل على أهمية التحقق من حلالية المال ودخوله.
4- كرم النبي وتجنب الشبهات: رغم أن الرجل ذكر أن المال من معدن (مصدر حلال)، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل أن يتبرع بسداد الدين من ماله الخاص، ربما لوجود شبهة أو لتعليم الأمة تجنب الشبهات في الأمور المالية.
5- الحث على المسؤولية المالية: الحديث يذكرنا بضرورة الوفاء بالديون وتحرّي الحلال في الكسب.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الدين مسؤولية عظيمة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على المسارعة في سداده.
- قول النبي: "ليس فيها خير" قد يشير إلى أن المال المكتسب من بعض المعادن أو التجارات قد يكون فيه شبهة، أو أن النبي أراد أن يعلمنا أن الكسب الطيب الخالص من الشبهات هو الأصل.
- سداد النبي للدين عنه يعتبر صدقة منه صلى الله عليه وسلم، وهو من جوده وكرمه.
نسأل الله أن يعلمنا مما علمك، ويزيدنا فهماً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٣٢٨)، وابن ماجه (٣٤٠٦)، وعبد بن حميد (٥٩٦)، والحاكم (٢/ ١٠ - ١١)، والبيهقي (٦/ ٧٤) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. واللّفظ لأبي داود. وفي لفظ غيره: فقال له النبي ﷺ: «كم تستنظره؟» فقال: شهرا. فقال رسول اللَّه ﷺ: «فأنا أحمل له».
وإسناده حسن من أجل الدراوردي؛ فإنه حسن الحديث. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
قال البيهقي: «وفي هذا الدلالة على أن الحق بقي في ذمته بعد التحمل حتى أكد عليه مقدار الاستنظار، ثم أنه ﷺ تطوع بالقضاء عنه، وتنزه عن التصرف في مال المعدن».
وقوله: «لا حاجة لنا فيها» لأنه تحمل عنه دنانير مضروبة كانت تحمل إليهم من بلاد الروم؛ لأن أول من وضع السكة في الإسلام، وضرب الدنانير عبد اللَّه بن مروان، كما هو معروف.
والذي جاء به ذهبٌ غير مضروب، فتنزه النبي ﷺ عن القبول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير

  • 📜 حديث: لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا حاجة لنا فيها، وليس فيها خير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب