حديث: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك وهو كذوب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوكالة على حفظ زكاة رمضان

عن أبي هريرة قال: وكّلني رسول اللَّه ﷺ بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: واللَّه لأرفعنك إلى رسول اللَّه ﷺ. قال: إني محتاج، وعلي عيال، ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي ﷺ: «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة» قال: قلت: يا رسول اللَّه، شكاحاجة شديدة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله. قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود» فعرفت أنه سيعود لقول رسول اللَّه ﷺ: إنه سيعود، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت لأرفعنك إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: دعني؛ فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود. فرحمته، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟» قلت: يا رسول اللَّه، شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله. قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود» فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول اللَّه ﷺ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود، ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك اللَّه بها. قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. . . .﴾ حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من اللَّه حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «ما فعل أسيرك البارحة» قلت: يا رسول اللَّه، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني اللَّه بها، فخليت سبيله. قال: «ما هي؟» قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. . .﴾ وقال لي: لن يزال عليك من اللَّه حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي ﷺ: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة». قال: لا. قال: «ذاك شيطان».

صحيح: رواه البخاريّ في الوكالة (٢٣١١) تعليقا قال: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو،
حدّثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: وكّلني رسول اللَّه ﷺ بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: واللَّه لأرفعنك إلى رسول اللَّه ﷺ. قال: إني محتاج، وعلي عيال، ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي ﷺ: «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة» قال: قلت: يا رسول اللَّه، شكاحاجة شديدة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله. قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود» فعرفت أنه سيعود لقول رسول اللَّه ﷺ: إنه سيعود، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت لأرفعنك إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: دعني؛ فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود. فرحمته، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟» قلت: يا رسول اللَّه، شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله. قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود» فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول اللَّه ﷺ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود، ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك اللَّه بها. قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. . . .﴾ حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من اللَّه حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «ما فعل أسيرك البارحة» قلت: يا رسول اللَّه، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني اللَّه بها، فخليت سبيله. قال: «ما هي؟» قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. . .﴾ وقال لي: لن يزال عليك من اللَّه حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي ﷺ: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة». قال: لا. قال: «ذاك شيطان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر كثيرة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منه.

شرح المفردات:


● وَكَّلَنِي: جعلني وكيلاً ومستحفظًا.
● زكاة رمضان: أي زكاة الفطر التي تخرج في رمضان.
● يَحْثُو: يأخذ بملء يديه بسرعة.
● شَكَا: اشتكى وأخبر.
● فَرَصَدْتُهُ: ترقبته وانتظرته.
● آية الكرسي: وهي أعظم آية في القرآن، وهي قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.

شرح الحديث:


يحكي أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ جعله أمينًا على زكاة رمضان (زكاة الفطر)، فجاءه لصّ يسرق من الطعام، فقبض عليه أبو هريرة وأراد أن يأخذه إلى النبي ﷺ. فطلب اللص الرحمة بحجة الحاجة والفقر، فرق له أبو هريرة وأطلقه.
فلما أصبح، سأله النبي ﷺ عن "أسيره"، فأخبره بالحكاية، فقال له النبي ﷺ: "أما إنه قد كذبك، وسيعود". وفعلًا عاد في الليلة الثانية، وكرر نفس الكلام، فأطلق سراحه مرة أخرى. ثم سأله النبي ﷺ مرة أخرى وأخبره بأنه سيعود.
وفي المرة الثالثة، عندما أمسك به أبو هريرة، قال له اللص: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، وهي قراءة آية الكرسي عند النوم، فإن من قرأها لا يزال عليه حافظ من الله ولا يقربه شيطان حتى يصبح. فأطلقه أبو هريرة.
فلما أخبر النبي ﷺ بما حدث، قال له: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب"، ثم بين له أن هذا اللص كان شيطانًا.

الدروس المستفادة:


1- فضل آية الكرسي: فهي تحفظ المسلم من الشيطان، وتجلب له الحفظ والأمان من الله تعالى إذا قرأها عند النوم.
2- صدق النبي ﷺ في نبوته: حيث أخبر بأن اللص سيعود، فكان كما قال.
3- حكمة الشيطان ومكره: فقد جاء في صورة إنسان محتاج ليكذب ويسرق، ثم في النهاية نصح بأمر نافع لينجو بنفسه.
4- رحمة الصحابة: فرغم أن أبا هريرة كان قادرًا على معاقبة اللص، إلا أنه رحمه وحاول مساعدته.
5- أن الشيطان قد يصدق أحيانًا لتحقيق مآربه: كما حدث هنا عندما نصح بقراءة آية الكرسي، وهو يعلم أنها تضره وتطرده.
6- الحث على حفظ الأمانة: فقد كان أبو هريرة حريصًا على حفظ زكاة رمضان التي ائتمنه عليها النبي ﷺ.

فوائد إضافية:


- يستحب قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، وعند النوم، وفي أوقات الخوف والقلق.
- هذا الحديث من أعظم الأدلة على أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد يتشكل في صورة بشر.
- فيه بيان لعظمة النبي ﷺ وعلمه بالغيب الذي أطلعه الله عليه.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من أهل القرآن والعمل به. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الوكالة (٢٣١١) تعليقا قال: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو،
حدّثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
ووصله النسائي في «الكبرى» (١٠٧٢٩) عن إبراهيم بن يعقوب، وابن خزيمة (٢٤٢٤) عن هلال بن بشر، كلاهما عن عثمان بن الهيثم به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك وهو كذوب

  • 📜 حديث: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك وهو كذوب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك وهو كذوب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك وهو كذوب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك وهو كذوب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب