حديث: عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن كراء الأرض بالطعام

عن أسيد بن ظهير ابن أخي رافع بن خديج قال: كان أحدنا إذا استغنى عن أرضه أعطاها بالثلث والربع والنصف، ويشترط ثلاث جداول والقصارة وما يسقى الربيع، وكان العيش إذ ذاك شديدا، وكان يُعمل فيها بالحديد وما شاء اللَّه، ويصيب منها منفعة، فأتانا رافع بن خديج فقال: إن رسول اللَّه ﷺ ينهاكم عن أمر كان لكم نافعا، وطاعة اللَّه وطاعة رسوله ﷺ أنفع لكم. إن النبي ﷺ ينهاكم عن الحقل، ويقول: «من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه، أو ليدع». وينهاكم عن المزابنة. والمزابنة أن يكون الرجل له المال العظيم من النخل، فيأتيه الرجل، فيقول: قد أخذته بكذا وكذا وسقا من تمر.

صحيح: رواه أحمد (١٥٨١٥) عن عبد الرزاق وهو في مصنفه (١٤٤٦٣) - عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبيه، عن ظهر فذكره.

عن أسيد بن ظهير ابن أخي رافع بن خديج قال: كان أحدنا إذا استغنى عن أرضه أعطاها بالثلث والربع والنصف، ويشترط ثلاث جداول والقصارة وما يسقى الربيع، وكان العيش إذ ذاك شديدا، وكان يُعمل فيها بالحديد وما شاء اللَّه، ويصيب منها منفعة، فأتانا رافع بن خديج فقال: إن رسول اللَّه ﷺ ينهاكم عن أمر كان لكم نافعا، وطاعة اللَّه وطاعة رسوله ﷺ أنفع لكم. إن النبي ﷺ ينهاكم عن الحقل، ويقول: «من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه، أو ليدع». وينهاكم عن المزابنة. والمزابنة أن يكون الرجل له المال العظيم من النخل، فيأتيه الرجل، فيقول: قد أخذته بكذا وكذا وسقا من تمر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أسيد بن ظهير عن رافع بن خديج رضي الله عنهما:

أولاً. شرح المفردات:


● استغنى عن أرضه: أي لم يحتج إلى زراعتها بنفسه أو أصبح غير محتاج لها.
● أعطاها بالثلث والربع والنصف: أي يؤجر الأرض مقابل جزء من المحصول (ثلث أو ربع أو نصف).
● يشترط ثلاث جداول والقصارة: "الجداول" هي السواقي المائية، و"القصارة" هي الشجر الكبير المعمر.
● ما يسقى الربيع: الأرض التي تسقى بماء المطر دون الحاجة إلى السقي بالدواليب.
● العيش إذ ذاك شديدا: الحياة كانت صعبة والمعيشة قاسية.
● يُعمل فيها بالحديد: أي يستخدم الأدوات الزراعية من فؤوس ومساحي وغيرها.
● الحقل: هو تأجير الأرض بجزء من الزرع.
● فليمنحها أخاه: أي ليعطها له مجاناً بدون عوض.
● أو ليدع: أو ليتركها دون زراعة.
● المزابنة: بيع التمر الذي لا يزال على النخل بتمر آخر قد جُفف وأُعد للأكل.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي أسيد بن ظهير رضي الله عنه عادة كانت سائدة بين المسلمين في المدينة في صدر الإسلام، حيث كان مالك الأرض إذا لم يقدر على زراعتها بنفسه أو لم يحتج إليها، يعيرها لأخيه المسلم مقابل أن يأخذ جزءاً من المحصول (ثلثاً أو ربعاً أو نصفاً)، وكان يشترط أيضاً أن يحصل على مياه بعض السواقي وثمار بعض الأشجار المعمرة، بالإضافة إلى الأرض التي تسقى بماء المطر.
وكانت هذه المعاملة نافعة للطرفين في ذلك الوقت بسبب شدة العيش وقلة الموارد، حيث يحصل المالك على جزء من المحصول دون جهد، ويحصل العامل على الأرض ليزرعها ويستفيد من باقي المحصول.
فجاءهم رافع بن خديج رضي الله عنه (وهو من كبار الصحابة واعلمهم بالزراعة) ينذرهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن هذه المعاملة رغم نفعها الظاهري، لأن طاعة الله ورسوله أنفع في الدنيا والآخرة.
ثم بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم البديل الشرعي فيقول: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه، أو ليدع"، أي إن كان لا يحتاجها فإما أن يعيرها لأخيه المسلم مجاناً بلا عوض، أو يتركها دون أن يزرعها.
كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن "المزابنة" وهي بيع التمر الرطب الذي لم يجن بعد بتمر يابس، لأن هذا من أنواع الغرر والجهالة التي حرمها الإسلام.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- وجوب طاعة الله ورسوله حتى لو خالفت مصلحتنا الظاهرة، فالله أعلم بما يصلح لعباده.
2- تحريم المعاملات الربوية والمشبوهة التي فيها غرر أو جهالة أو استغلال.
3- الحث على الإيثار والتعاون بين المسلمين، حيث أمر النبي بمنح الأرض مجاناً لمن يحتاجها.
4- التيسير على الناس ورفع الحرج عنهم، حيث أباح ترك الأرض إن لم يرغب في منحها.
5- النهي عن المعاملات التي تؤدي إلى النزاع والخصومة بين الناس.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث تحريم كل معاملة فيها غرر أو جهالة.
- الحديث يدل على سمو الأخلاق الإسلامية التي تحرم الاستغلال وتأمر بالتعاون والإحسان.
- هذه الصورة من المعاملة تسمى "المحاقلة" وهي من أنواع الربا المحرم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٨١٥) عن عبد الرزاق وهو في مصنفه (١٤٤٦٣) - عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبيه، عن ظهر فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن ماجه (٢٤٦٠)، ولم يذكر فيه: المزابنة.
ورواه أبو داود (٣٣٩٨) من وجه آخر عن سفيان، والنسائي (٣٨٦٣، و٣٨٦٤، و٣٨٦٥) من أوجه عن منصور، إلا أنهما اختصرا.
وقوله: «ثلاث جداول» أي ثلاث حصص من الجداول.
والجدول: النهر الصغير، أي ما يخرج على أطرافها.
وقوله: «القُصارة» بالضم، ما يبقى من الحب في السنبل مما لا يتخلص به بعد ما يداس.
وقوله: «وما يسقي الربيع» هو النهر الصغير كأنهم يجعلون قطعة من الأرض، يسقيها الربيع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 157 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب