حديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي ﷺ في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء. فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لُدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، واللَّه إني لأرقي، ولكن واللَّه لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة. قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقي: لا تفعلوا حتى نأتي النبي ﷺ، فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول اللَّه ﷺ، فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنها رقية». ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك النبي ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإجارة (٢٢٧٦)، ومسلم في السلام (٢٢٠١: ٦٥) من طريق أبي بحر (هو جعفر بن أبي وحشية)، عن أبي المتوكل (هو الناجي)، عن أبي سعيد الخدري قال فذكره.

عن أبي سعيد ﵁ قال: انطلق نفر من أصحاب النبي ﷺ في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء. فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لُدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، واللَّه إني لأرقي، ولكن واللَّه لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة. قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقي: لا تفعلوا حتى نأتي النبي ﷺ، فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول اللَّه ﷺ، فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنها رقية». ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه لنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان فوائده ودروسه.

أولاً. شرح المفردات:


● سفرة: رحلة أو سفر.
● حي من أحياء العرب: قبيلة من القبائل العربية.
● استضافوهم: طلبوا منهم الضيافة.
● لدغ: تعرض للدغة عقرب أو حية.
● سعوا له: بحثوا له عن علاج.
● رهط: جماعة من الرجال.
● جُعلا: أجرًا أو عوضًا.
● قطيع من الغنم: مجموعة من الأغنام.
● يتفل عليه: ينفث مع القراءة (وهو من أنواع الرقية المشروعة).
● نشط من عقال: كأنه حُلَّ من رباط كان يُوثقه، أي شُفي تمامًا.
● ما به قلبة: أي ما به أي أثر أو مرض.
● أوفوهم: أعطوهم كامل الجعل.
● اضربوا لي معكم سهما: اجعلوا لي نصيبًا معكم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فنزلوا على قبيلة من العرب وطلبوا منهم الضيافة فرفضوا. بعد ذلك، تعرض سيد القبيلة للدغة عقرب أو حية، فحاولوا علاجه بكل الطرق دون فائدة. فقال أحدهم: لعل هؤلاء الضيوف عندهم دواء أو رقية. فذهبوا إليهم وطلبوا المساعدة.
أحد الصحابة – وكان يعرف الرقية – قال: نعم، أنا أرقي، ولكنكم رفضتم ضيافتنا، فلن أرقِي لكم إلا بجعل (أجر). فاتفقوا على أن يعطوهم قطيعًا من الغنم. فذهب الصحابي ورَقَى الرجل بقراءة سورة الفاتحة ("الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ") مع النفث (التفل)، فشُفي الرجل تمامًا وكأنه لم يمرض.
أعطتهم القبيلة القطيع كما اتفقوا، وعندما أراد الصحابة تقسيمه، قال الذي رقى: لا تتقسموه حتى نستشير النبي صلى الله عليه وسلم. فلما قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبروه بالقصة، قال له: "وما يدريك أنها رقية؟" يعني: كيف علمت أن سورة الفاتحة تُصلح للرقية؟ ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما" وضحك صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز أخذ الأجر على الرقية والعلاج بالقرآن: وهذا من رحمة الله تعالى، حيث أباح للمسلم أن يأخذ أجرة على عمله المباح النافع، مما يشجع على التعاون وتقديم الخدمات.
2- فضل سورة الفاتحة: فهي ليست فاتحة الكتاب فحسب، بل هي شفاء ورُقية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك أنها رقية؟" أي أنها من أعظم الرقى.
3- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: الصحابة لم يعتمدوا على القدر فقط، بل سعوا في العلاج واتخذوا الأسباب المشروعة.
4- الاستشارة في الأمور المشتبهة: الصحابة توقفوا عن تقسيم الغنم حتى يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على حرصهم على تطبيق الشرع وعدم التسرع.
5- التيسير ورفع الحرج: ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وتقريبه للصحابة يدل على سماحة الإسلام ومرونته.
6- عدم المجانية في بعض الخدمات: لا بأس بطلب الأجر على العمل إذا كان مشروعًا، خاصة إذا كان هناك جهد أو تعب.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- سورة الفاتحة تسمى "الشافية" و"الكافية" لأنها تشفي من الأمراض البدنية والروحية.
- النفث (الترقيق مع النفخ) أثناء الرقية سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الضحك النبوي هنا ليس استهزاءً، بل تبسم وتقريب للقلوب وتأييد للفعل.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعل القرآن شفاءً لنا من كل داء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإجارة (٢٢٧٦)، ومسلم في السلام (٢٢٠١: ٦٥) من طريق أبي بحر (هو جعفر بن أبي وحشية)، عن أبي المتوكل (هو الناجي)، عن أبي سعيد الخدري قال فذكره. واللّفظ للبخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

  • 📜 حديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب