حديث: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كره أخذ الأجرة على تعليم القرآن

عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٥٥٢٩) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام -يعني الدستوائي- قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل فذكره.

عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● «اقرؤوا القرآن»: الأمر بتلاوة القرآن الكريم، والمواظبة على ذلك.
● «ولا تغلوا فيه»: الغلو هو مجاوزة الحد والمبالغة. أي لا تبالغوا في القراءة بما يخالف الهدي النبوي.
● «ولا تجفوا عنه»: الجفاء هو البعد والهجران. أي لا تهملوا القرآن ولا تبتعدوا عن تلاوته.
● «ولا تأكلوا به»: أي لا تتخذوا تلاوة القرآن وسيلة للكسب المادي والتكسب به من الناس.
● «ولا تستكثروا به»: لا تطلبوا به الكثرة من الدنيا، أو لا تتفاخروا بكثرة حفظكم أو قراءتكم.
ثانياً: شرح الحديث الإجمالي:
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بجملة من الآداب العظيمة في تعاملنا مع كتاب الله تعالى:
1- الأمر بالإقبال على القرآن وتلاوته: اقرؤوا القرآن») هذا أمر بالمحافظة على تلاوة القرآن، فهو نور وهدى ورحمة، ولا يستقيم إيمان العبد إلا به.
2- النهي عن الغلو: ولا تغلوا فيه») والغلو في القراءة أن يقرأه الإنسان بكيفية لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، كالإنفاق الزائد للوقت والجهد بما يضر بالجسم أو يمنع من القيام بالواجبات الأخرى، أو القراءة بألحان غنائية مبتدعة تتجاوز حدود الشرع. والمقصود الاعتدال والتوسط في العبادة كما كان هديه صلى الله عليه وسلم.
3- النهي عن الهجران: ولا تجفوا عنه») وهو المقابل للغلو، وهو الإعراض عن القرآن وترك تلاوته، ونسيانه، وعدم العمل به. وهذا ذميم، وقد ذم الله الذين يعرضون عن كتابه.
4- النهي عن التكسب بالقرآن: ولا تأكلوا به») يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القرآن وسيلة للتكسب المادي الدنيوي، كأن يطلب الأجر على تعليمه أو التلاوة في المناسبات لأجل المال فقط، دون إخلاص النية لله. وهذا لا يعني عدم أخذ الأجر على تعليم القرآن إذا كان محتاجاً، بل النهي عن جعله سلعة ووسيلة للجمع والطلب، فيفقد الإخلاص.
5- النهي عن طلب الكثرة الدنيوية: ولا تستكثروا به») أي لا تجعلوا همكم من القرآن كثرة الحفظ أو القراءة للمفاخرة والسمعة والرياء، أو طلب الجاه والمنزلة عند الناس. فالقرآن أنزل للعمل به وتدبره، لا للمباهاة والمفاخرة.
ثالثاً: الدروس المستفادة والفوائد:
1- التوسط والاعتدال: الإسلام دين الوسطية، فيجب على المسلم أن يكون متوازناً في عبادته، فلا يغلو فيها فيضر نفسه أو يمل، ولا يقصر فيها فيضيع الأجر.
2- الإخلاص لله تعالى: يجب أن تكون قراءة القرآن وختمه وتعليمه خالصة لوجه الله تعالى، لا للمفاخرة أو طلب المال أو الجاه.
3- التأدب مع كتاب الله: القرآن كلام الله، فيجب أن يكون تعاملنا معه مليئاً بالاحترام والتعظيم، بعيداً عن كل ما يشينه أو يقلل من شأنه.
4- التحذير من رياء العلم: العلم النافع هو ما كان خالصاً لله، فمن قرأ القرآن ليقول الناس "قارئ" أو "حافظ" فهو آثم.
5- الحث على المداومة على تلاوة القرآن: دون انقطاع أو ملل، ولكن بما لا يضر بالجسم أو يمنع من حقوق أخرى.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث يجمع آداباً عظيمة لتلاوة القرآن، فيأمر بالالتزام به وينهى عن الإفراط والتفريط.
- العمل بالقرآن واتباع أوامره واجتناب نواهيه هو المقصود الأعلى من تلاوته، وليس مجرد التلاوة دون فهم أو عمل.
- يجوز أخذ الأجر على تعليم القرآن إذا كان محتاجاً، ولكن بشرط ألا يكون ذلك هو الباعث الرئيس، وأن تكون النية خالصة في الأصل.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥٥٢٩) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام -يعني الدستوائي- قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا المستغفري في فضائل القرآن (٥).
وإسناده صحيح. وصحّحه أيضًا الدارقطني في: العلل (٩/ ٢٧٨).
وتابعه أيوب السختياني، عن يحيى بإسناده. رواه وهيب بن خالد عنه. أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط» (٢٥٩٥) إلا أنه زاد في لفظ الحديث.
«إن النساء هم أهل النّار»، فقال رجل: يا رسول اللَّه، ألسن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟ فذكر كفر من لحق الزوج، وتضييعهن لحقه.
وقد صح سماع يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد. وما جاء في بعض الروايات أنه روي عن زيد ابن سلام، عن جده أبي سلام ممطور قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علِّم النّاس ما سمعت من رسول اللَّه ﷺ، فجمعهم، فقال. فذكره.
رواه الإمام أحمد (١٥٦٦٦/ ١) عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (١٩٤٤٤) -، ومن طريق همام (١٥٦٦٨)، وأبان (١٥٦٦٩) كلّهم -أعني معمر، وهمام، وأبان-، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بإسناده، فلا يضر؛ فإن كليهما صحيح، كما قال أبو حاتم في «العلل» (٢/ ٦٣) إلا أنه قال: إن أيوب ترك من الإسناد رجلين.
قال الأعظمي: وكذلك فعل أيضًا هشام الدستوائي، كما سبق، فلا يلام أيوب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 126 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه

  • 📜 حديث: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب