حديث: نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن كراء الأرض بالطعام
متفق عليه: رواه مالك في البيوع (٢٤) عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن المزابنة، والمحاقلة. والمزابنةُ اشتراء الثَمَر بالتمْر في رؤوس النخل. والمحاقلة كراء الأرض بالحنطة.
[رواه البخاري ومسلم]
1. شرح المفردات:
* نهى: حَرَّمَ وأمر بتركه.
* المزابنة: مأخوذة من الزَّبْن، وهو الدفع. وهي صفقة بيع محرمة.
* اشتراء الثمر بالتمر: أي بيع ما على النخلة من ثمر (وهو غير معروف القدر والوزن بعد) بتمر جاف (معروف الوزن) موجود على الأرض.
* في رؤوس النخل: أي ما زال الثمر على الشجر لم يُجْذَ (لم يُقطف).
* المحاقلة: مأخوذة من الحقل، وهي الأرض المزروعة. وهي عقد إيجار محرم.
* كراء الأرض بالحنطة: أي تأجير الأرض بجزء من حصادها، مثل أن يقول المالك: "ازرع أرضي ولك نصف الحنطة (أو ثلثها) التي تنتجها".
2. شرح الحديث:
نهى النبي ﷺ عن هاتين المعاملتين (المزابنة والمحاقلة) لاشتمالهما على الغرر (المخاطرة والمجهول) والربا.
أولاً: المزابنة (بيع الثمر بالتمر):
* الصورة: أن يبيع صاحب النخيل ما عليها من ثمر (بلح أو بسر لم ينضج بعد) بتمر جاف موجود ومعلوم الوزن. مثلاً: يبيع كل 10 كيلوغرامات من البلح الذي على الشجر (والذي قد يزيد أو ينقص عند قطفه وجفافه) بـ 3 كيلوغرامات من التمر الجاهز.
* سبب النهي:
1- الغرر والجهالة: كميّة التمر الذي سينتج من الثمر على الشجر مجهولة؛ فقد تزيد أو تنقص، وقد يصيبها آفة أو تلف، فكأنه يبيع مجهولاً بمعلوم.
2- ربا الفضل: إذا تمت المقايضة (التمر بالتمر) فيجب أن تكون متساوية في الوزن ويحرم التفاضل بينهما. وفي المزابنة، يتم بيع التمر (الرطب على الشجر) بالتمر (الجاف على الأرض) مع التفاضل في الكمية، وهذا من الربا المحرم.
ثانياً: المحاقلة (إيجار الأرض بجزء من زرعها):
* الصورة: أن يؤجر صاحب الأرض أرضه للمزارع ليسقيها ويعمل فيها، على أن يأخذ جزءاً من المحصول الناتج (كالنصف أو الثلث) بدلاً من أجر نقدي محدد.
* سبب النهي:
1- الغرر: كمية المحصول الناتج مجهولة؛ فقد يكثر وقد يقل، وقد لا يخرج شيء أصلاً. فالأجرة هنا مجهولة، وهذا غرر محرم في العقود.
2- شبهة الربا: فيها شبهة بأنها قرض (الأرض والجهد) يرد بمثل الجنس (الطعام) مع زيادة غير محددة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم الغرر في المعاملات: يحرم الإسلام كل عقد تجاري فيه جهالة أو مخاطرة كبيرة تفضي إلى النزاع والخصام. والمعاملات يجب أن تكون واضحة ومعلومة للطرفين.
2- سد الذرائع إلى الربا: نهى النبي ﷺ عن هذه المعاملات لأنها تفتح باباً للربا المحرم صراحة، فشرع الإسلام لمنعها.
3- الحكمة التشريعية: جاءت هذه الأحكام لحماية أموال الناس وحقوقهم، ومنع الاستغلال والظلم، وإقامة العدل في المعاملات.
4- مراعاة مصلحة المجتمع: النظام الاقتصادي الإسلامي يهدف إلى تعاون المجتمع على البر والتقوى، وليس على الغش والاستغلال.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* البديل الشرعي للمزابنة: أن يباع الثمر على الشجر بعد أن يبدو صلاحه (يشرع في النضج) بثمن نقدي معلوم (مثل أن يباع بـ 1000 ريال)، أو بسلعة أخرى غير التمر (مثل أن يباع بقمح أو أغراض). وهذا يسمى بيع العرايا، وقد رخص فيه النبي ﷺ للحاجة، بشرط أن يكون أقل من خمسة أوسق (أي حوالي 653 كغم تقريباً) وأن يكون يداً بيد (تقابض في المجلس).
* البديل الشرعي للمحاقلة (المزارعة): هناك طرق شرعية للتعاون في الزراعة، مثل:
* المساقاة: أن يعطي صاحب الشجر أو الأرض شجره أو أرضه لآخر ليعمل عليه بسقيها وخدمتها، على أن يكون الثمر أو المحصول بينهما بنسبة متفق عليها (نصفين أو ثلثين... إلخ). وهذا جائز بإجماع العلماء إذا كانت الشروط واضحة.
* إيجار الأرض بأجر نقدي أو عيني معلوم: أن يؤجر الأرض بمبلغ محدد من المال (كـ 5000 ريال للسنة) أو بسلعة معلومة (ككيسين من القمح)، بغض النظر عن كمية المحصول الناتج.
* الحكمة من التفريق: الفرق بين المحاقلة (المحرمة) والمساقاة (الجائزة) أن في المساقاة يبذل العامل جهداً حقيقياً (السقي والخدمة) ويتقاسمان الناتج، فهو شركة في العمل والنتيجة. أما في المحاقلة، فكأن الم
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في البيوع (٢١٨٦)، ومسلم في البيوع (١٥٤٦) كلاهما من طريق مالك به مثله، إلا أن البخاري لم يذكر تفسير المحاقلة.
وأما مسلم ففسرها بكراء الأرض، ولم يقل: بالحنطة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 158 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 133 مطل الغني ظلم
- 134 يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ أما إنه قد صدقك...
- 135 اشترى شاتين بدينار وباع إحداهما بدينار
- 136 أخذ خمسة عشر وسقا من وكيل خيبر
- 137 بلال يستقرض لأجل كسوة المسلمين وطعامهم
- 138 يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا...
- 139 لا يغرس مسلم غرسا فأكل منه إنسان أو طير أو...
- 140 من كانت في يده فسيلة فليغرسها وإن قامت القيامة
- 141 لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه شيء إلا كانت له...
- 142 المسلم يغرس فيأكل منه إنسان أو دابة أو طير فهو...
- 143 ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة
- 144 من زرع زرعا فأكل منه الطير كان له به صدقة
- 145 من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي إلا كان له...
- 146 لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل
- 147 تقسيم الأراضي المفتوحة
- 148 فضل الأرض زراعتها أو منحها للأخ
- 149 من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه
- 150 نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة
- 151 رسول الله ينهى عن كراء المزارع
- 152 نهى النبي ﷺ عن كراء الأرض.
- 153 رسول الله ﷺ نهى عن كراء الأرض
- 154 رسول الله ﷺ نهى عن كراء المزارع
- 155 نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع
- 156 نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام...
- 157 عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"
- 158 نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
- 159 نهي النبي ﷺ عن كراء الأرض بما ينبت على الأربعاء
- 160 نهي النبي ﷺ عن كراء المزارع
- 161 كنا نكري الأرض بالناحية منها مسمى لسيد الأرض
- 162 كنا نكري الأرض على أن لنا هذه ولهم هذه
- 163 عامل النبي ﷺ خيبر بشطر ما يخرج منها.
- 164 أعطى رسول الله خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو...
- 165 إخراج اليهود من أرض الحجاز في عهد عمر بن الخطاب.
- 166 مقاسمه خيبر واتفاق الرسول مع يهودها على العمل بنصف الثمر
- 167 أعطوا الأرض على أن لكم نصف الثمرة ولنا نصف
- 168 أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما
- 169 لم يحرم المزارعة ولكن أمر أن يرفق بعضهم بعضا
- 170 نهى رسول الله ﷺ عن المزارعة وأمر بالمؤاجرة
- 171 نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا
- 172 من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من...
- 173 أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
- 174 اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك
- 175 ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
- 176 لو تركت زمزم لكانت عينا معينا
- 177 من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق
- 178 من أحيا أرضا ميتة فهي له
- 179 من أحاط حائطا على أرض فهي له
- 180 ستَرونَ بَعدي أَثَرَةً فَاصبِروا حَتّى تَلقَوني
- 181 كنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي
- 182 أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة
معلومات عن حديث: نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
📜 حديث: نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








