حديث: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الثنيا

عن جابر أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، والثنيا إلا أن تعلم.

حسن: رواه أبو داود (٣٤٠٥)، والترمذي (١٢٩٠)، والنسائي (٣٩١١) كلّهم من حديث عباد ابن العوام قال: أخبرني سفيان بن حسين، عن يونس بن عبيد، عن عطاء، عن جابر فذكره.

عن جابر أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، والثنيا إلا أن تعلم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: "نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، والثنيا إلا أن تعلم."

١. شرح المفردات:


● المحاقلة: هي بيع الزرع أو الحب الذي لا يزال في سنبله (أي لم يحصد بعد) بطعام آخر جاهز، مثل بيع القمح في سنابله بقمح جاهز.
● المزابنة: هي بيع الثمر الذي لا يزال على الشجر بثمر جاهز، مثل بيع التمر على النخيل بتمر جاهز.
● المخابرة: هي تأجير الأرض الزراعية بجزء من محصولها، مثل أن يقول المالك: ازرع أرضي ولك نصف المحصول.
● الثنيا: هي استثناء جزء من المبيع دون تحديده بوضوح، مثل أن يقول البائع: بعتك هذه الشاة إلا ما في بطنها.

٢. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن هذه المعاملات الأربع لما فيها من الغرر والجهالة والربا، والتي تؤدي إلى الخصومة والضرر بين المتعاملين. والنهي هنا للتحريم أو للكراهة التحريمية حسب السياق، والمقصود سد الذرائع إلى المنكرات.
● المحاقلة والمزابنة: هما من صور بيع الطعام بالطعام مع التفاضل والتأخير، وهو من الربا المحرم، كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، يداً بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى." رواه مسلم. وفي المحاقلة والمزابنة جهالة في المقدار والصفة، إذ قد يختلف المحصول عند الحصاد عن التقدير الأول.
● المخابرة: وهي نوع من المساقاة، وقد اختلف العلماء في حكمها، فمنهم من كرهها ورأى أن النهي عنها منسوخ أو محمول على الكراهة، ومنهم من حرمها لوجود الغرر والجهالة. والأصح أن النهي عنها للتحريم إذا كانت بجزء غير معين من المحصول، أو إذا أدت إلى ظلم أحد الطرفين.
● الثنيا: وهي استثناء جزء غير معين من المبيع، مما يسبب جهالةً في المعقود عليه، فيؤدي إلى النزاع والخصومة. فلو استثنى البائع جزءاً معلوماً ومحدداً، مثل: "بعتك هذه الشاة إلا رأسها"، جاز ذلك؛ لأن الاستثناء واضح. أما إذا كان الاستثناء مجهولاً، مثل: "إلا ما في بطنها"، فإنه لا يجوز لجهالة المبيع.
وقوله ﷺ: "إلا أن تعلم" يعني: إلا إذا كان المستثنى معلوماً ومحدداً، فيجوز حينئذ.

٣. الدروس المستفادة:


- تحريم المعاملات التي فيها غرر أو جهالة، لأنها تؤدي إلى الخصومة والظلم.
- سد الذرائع إلى المحرمات من أصول الشريعة الإسلامية.
- وجوب الوضوح والصراحة في المعاملات التجارية لتجنب النزاع.
- مراعاة العدل بين المتعاقدين ورفع الضرر عنهما.
- التأكيد على أن الشريعة جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد.

٤. معلومات إضافية:


- هذه المعاملات من صور البيوع المنهي عنها، والتي تندرج تحت "بيوع الغرر" التي حرمها الإسلام.
- بعض هذه الأنواع قد يكون جائزاً بشروط، كالمخابرة إذا كانت بعقد واضح وبجزء معين من المحصول، وبشرط العدل بين الطرفين.
- ينبغي للمسلم أن يتحرى الحلال في معاملاته ويبتعد عن الشبهات، عملاً بقول النبي ﷺ: "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه." رواه البخاري ومسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٠٥)، والترمذي (١٢٩٠)، والنسائي (٣٩١١) كلّهم من حديث عباد ابن العوام قال: أخبرني سفيان بن حسين، عن يونس بن عبيد، عن عطاء، عن جابر فذكره.
قال الترمذيّ: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث يونس بن عبيد، عن عطاء، عن جابر».
وإسناده حسن من أجل الكلام في سفيان بن حسين إلا أنه يحسن حديثه في غير الزهري؛ لأنه فيه ضعيف.
وأصل هذا الحديث في الصحيحين، ولكن لم يذكر «الثنيا» إلا أصحاب السنن الثلاثة.
والثنيا من الاستثناء المجهول؛ لأنه يؤدي إلى النزاع. أما إذا علم فلا حرج فيه مثل أن يبيع ثمر الحائط، ويستثني منه شيئًا معلوما كالثلث والربع ونحوه، فهذا جائز بخلاف لو استثنى منه جزءا غير معلوم، فيبطل البيع؛ لأن البيع حينئذ يكون مجهولا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 171 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا

  • 📜 حديث: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب