من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

حديث: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق». قال عروة: قضى به عمر رضي الله عنه في خلافته.

صحيح: رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٥) عن يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق». قال عروة: قضى به عمر ﵁ في خلافته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان دروسه وعبره.

نص الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقُّ». قال عروة: قَضَى بِهِ عُمَرُ رضي الله عنه فِي خِلَافَتِهِ.

١. شرح المفردات:

● أَعْمَرَ: من التعمير، أي أحيا الأرض الموات وأصلحها للزراعة أو البناء، بإخراج الماء أو حرثها أو تسويتها، وجعلها صالحة للانتفاع.
● أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ: هي الأرض الموات، التي لا مالك لها ولا هي ضمن ممتلكات أحد، وليست مملوكة لأفراد أو للدولة.
● أَحَقُّ: الأولى بالتملك والحق في الانتفاع بها والاستفادة منها.

٢. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف يوضح حكمًا مهمًّا في الإسلام يتعلق بـ إحياء الأرض الموات، أي تلك الأراضي المهملة التي لا مالك لها ولا تُستغل.
● المعنى الإجمالي: من أحيا أرضًا مواتًا (أي لم تكن مملوكة لأحد ولم تُستغل) وعمرها وجعلها صالحة للزراعة أو السكن، فهو أحق بها وتملكها بمجرد إحيائها.
● الحكم الشرعي: هذا الحديث أصل في تملك الأرض الموات بالإحياء، وهو رأي جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة. فمن بذل جهدًا في إصلاح أرض موات وتركها خضراء عامرة، فإنه يستحقها وتصبح ملكًا له.
● دليل من السنة والعمل: وقد ذكر عروة بن الزبير (الراوي عن عائشة) أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى بهذا في خلافته، مما يدل على أن هذا حكم متبع وعمل به الخلفاء الراشدون.

٣. الدروس المستفادة والعبر:

1- تشجيع الزراعة والتعمير: يحث الإسلام على استصلاح الأراضي وإحيائها، مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، ويزيد من الرقعة الزراعية والإنتاج.
2- الحث على الكسب الحلال: تملك الأرض بالإحياء وسيلة مشروعة للكسب والعمل، وتشجيع على الانتاجية والاستفادة من الموارد.
3- العدل في توزيع الثروات: النظام الإسلامي يمنع احتكار الأراضي وإهمالها، ويشجع على استغلالها لمن يستطيع ذلك.
4- اتباع سنة الخلفاء الراشدين: فعل عمر رضي الله عنه يدل على أن هذا الحكم كان مطبقًا في عصر الخلافة الراشدة، مما يؤكد مشروعيته.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، والبخاري في "الأدب المفرد"، وصححه عدد من العلماء.
- يشترط بعض العلماء أن تكون الأرض خارج أملاك الناس، وألا تكون محجوزة للدولة أو للمسلمين عامة.
- إذا تنازع شخصان في إحياء أرض، فالقاعدة: "من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم فهو أحق به".

الخلاصة:

الحديث الشريف يدل على مشروعية تملك الأرض الموات بإحيائها، وهو تشريع يحفز على التعمير والزراعة، وينهض بالاقتصاد، ويحقق العدالة في توزيع الموارد. وقد عمل به الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مما يجعله إجماعًا عمليًّا من عصر الصحابة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٥) عن يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 177 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

📜 حديث: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية