حديث: أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم
قال رافع: فأخذنا زرعنا، ورددنا إليه النفقة.
قال سعيد: أفقر أخاك أو أكره بالدراهم.
صحيح: رواه أبو داود (٣٣٩٩)، والنسائي (٣٨٨٩)، والبيهقي (٦/ ١٣٦) من طريق أبي داود - كلّهم من حديث يحيى بن سعيد، ثنا أبو جعفر الخطمي قال فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن أبي جعفر الخَطْمي قال: بعثني عمي أنا وغلاما له إلى سعيد بن المسيب. قال: فقلنا له: شيء بلغنا عنك في المزارعة؟ قال: كان ابن عمر لا يرى بأسا بها حتى بلغه عن رافع بن خديج، فأتاه، فأخبره رافع أن رسول اللَّه ﷺ أتى بني حارثة، فرأى زرعا في أرض ظُهير، فقال: «ما أحسن زرع ظهير!» قالوا: ليس الظهير. قال: «أليس أرض ظهير؟» قالوا: بلى، ولكنه زرع فلان. قال: «فخذوا زرعكم، وردوا عليه النفقة».
قال رافع: فأخذنا زرعنا، ورددنا إليه النفقة.
قال سعيد: أفقر أخاك أو أكره بالدراهم.
1. شرح المفردات:
● المزارعة: عقد بين طرفين على أن يزرع أحدهما أرض الآخر بجزء من الزرع.
● بني حارثة: قبيلة من الأنصار في المدينة.
● أرض ظهير: أرض رجل اسمه ظهير، أو قد تكون صفة للأرض (المساعدة أو المشاركة).
● النفقة: ما أنفقه الرجل على الزرع من بذور وعمل وغيرها.
● أفقر أخاك أو أكره بالدراهم: اجعل أخاك فقيرًا (بمعنى: أعطه مالًا) أو أقرضه بالدراهم.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد وغيره، وفيه قصة توضح حكم المزارعة التي فيها مخالطة أو جهالة.
● القصة: أرسل أبو جعفر الخَطْمي وعمه غلامًا إلى سعيد بن المسيب -وهو من كبار التابعين- ليسألوه عن رأيه في المزارعة، فأخبرهم سعيد أن ابن عمر -رضي الله عنه- كان لا يرى بها بأسًا (أي يجوزها) حتى بلغه عن رافع بن خديج -رضي الله عنه- قصة عن النبي ﷺ، فذهب إليه ليسمعها منه.
● حديث رافع: أن النبي ﷺ مر على أرض بني حارثة، فرأى زرعًا جميلًا في أرض رجل يسمى "ظهير"، فظن أن الزرع لصاحب الأرض، فقال: «ما أحسن زرع ظهير!» فقالوا: لا، هذا الزرع لفلان (أي لشريك آخر)، والأرض لظهير. هنا ظهرت المشكلة: أن الزرع نما في أرض ظهير، لكن البذور والعمل لشريك آخر، فحكم النبي ﷺ بأن يأخذ صاحب البذور والعمل الزرع كله، ويرد لصاحب الأرض النفقة (التكاليف) التي أنفقها على الزرع. وهذا يدل على أن العقد كان فاسدًا؛ لأنه قد يترتب عليه جهالة أو غرر.
● خاتمة الحديث: قال سعيد بن المسيب: "أفقر أخاك أو أكره بالدراهم"، أي: إذا أردت أن تساعد أخاك، فإما أن تعطيه مالًا (تفقيره بمعنى الإعطاء)، أو تقرضه قرضًا حسنًا بالدراهم، ولا تدخل في عقود قد تكون فيها مخالطة أو جهالة.
3. الدروس المستفادة:
1- تحريم المزارعة الفاسدة: التي فيها جهالة أو غرر، كأن يزرع شخص أرض غيره بدون تحديد واضح للجزء أو النسبة، مما قد يؤدي إلى نزاع.
2- حكمة النبي ﷺ في الفصل في المنازعات: حيث أمر برد الحقوق لأصحابها، وأزال الغرر.
3- الاستفادة من فتاوى الصحابة والتابعين: كما فعل ابن عمر عندما رجع عن قوله بعد سماع الدليل.
4- التعاون بالطرق المشروعة: بدلًا من العقود المحرمة، يمكن إعطاء القروض الحسنة أو المساعدة المالية المباشرة.
5- التثبت في الأمور: كما فعل ابن عمر عندما سمع عن رافع فذهب إليه ليستفصل.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "المزارعة" و"المساقاة"، وقد اختلف العلماء في حكمها، لكن الصحيح تحريمها إذا كانت على وجه الجهالة أو الغرر، كما في هذه القصة.
- الرواية عن رافع بن خديج في الصحيحين بمعناه، وهي من الأدلة على تحريم بعض صور المزارعة.
- المقصود بـ "أفقر أخاك" هنا: أعطه مالًا ليكون فقيرًا (أي معوزًا) يحتاج إلى العطاء، وهذا من جبر الخواطر وحسن التعامل.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلًا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح. وأبو جعفر الخطمي هو عمير بن يزيد الأنصاري، ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وابن مهدي وابن نمير والعجلي وابن حبان وغيرهم.
وأما قول البيهقي: «ولم أر البخاري ومسلما احتجا به في حديث فهو قول غير مقبول؛ فإن
احتجاج البخاري ومسلم لا يشترط في توثيق الرواة.
ولذا تعقبه ابن التركماني، فقال: «وهو ثقة، أخرج له الحاكم في المستدرك، فلا يضره عدم احتجاجهما به».
قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن هذا الحديث، فقال: رواه حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي أن النبي ﷺ. . .، ولم يجوده، والصحيح حديث يحيى؛ لأن يحيى حافظ ثقة.
وقال: هذا يقوي حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن عطاء، عن رافع بن خديج. فذكر الحديث.
وقال: وأما الشافعي فإنه يدفع حديث عطاء، وقال: عطاء لم يلق رافعا.
قال أبو حاتم: بلى، قد أدركه». «العلل» (١/ ٤٧٥ - ٤٧٦).
وقوله: «أفقر أخاك، وأكره بالدراهم» ومعنى أفقر أخاك أي أعره إياها، وأصل الإفقار في إعارة الظهر، يقال: أفقرت الرجل إذا أعرته ظهره للركوب. أفاده الخطابي.
وظاهر هذه الأحاديث يدل على أن الزرع يتبع الأرض، وفقهاء الأمصار على أن الأرض يتبع البذور. هكذا قال البيهقي (٦/ ١٣٦)، راجع المسألة في كتب الفقه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 173 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 148 فضل الأرض زراعتها أو منحها للأخ
- 149 من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه
- 150 نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة
- 151 رسول الله ينهى عن كراء المزارع
- 152 نهى النبي ﷺ عن كراء الأرض.
- 153 رسول الله ﷺ نهى عن كراء الأرض
- 154 رسول الله ﷺ نهى عن كراء المزارع
- 155 نهي النبي ﷺ عن إجارة الأرض بالثلث والربع
- 156 نهي رسول الله ﷺ عن كراء الأرض بالثلث والربع والطعام...
- 157 عنوان الحديث: "من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع"
- 158 نهي النبي عن المزابنة والمحاقلة
- 159 نهي النبي ﷺ عن كراء الأرض بما ينبت على الأربعاء
- 160 نهي النبي ﷺ عن كراء المزارع
- 161 كنا نكري الأرض بالناحية منها مسمى لسيد الأرض
- 162 كنا نكري الأرض على أن لنا هذه ولهم هذه
- 163 عامل النبي ﷺ خيبر بشطر ما يخرج منها.
- 164 أعطى رسول الله خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو...
- 165 إخراج اليهود من أرض الحجاز في عهد عمر بن الخطاب.
- 166 مقاسمه خيبر واتفاق الرسول مع يهودها على العمل بنصف الثمر
- 167 أعطوا الأرض على أن لكم نصف الثمرة ولنا نصف
- 168 أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما
- 169 لم يحرم المزارعة ولكن أمر أن يرفق بعضهم بعضا
- 170 نهى رسول الله ﷺ عن المزارعة وأمر بالمؤاجرة
- 171 نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا
- 172 من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من...
- 173 أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
- 174 اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك
- 175 ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
- 176 لو تركت زمزم لكانت عينا معينا
- 177 من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق
- 178 من أحيا أرضا ميتة فهي له
- 179 من أحاط حائطا على أرض فهي له
- 180 ستَرونَ بَعدي أَثَرَةً فَاصبِروا حَتّى تَلقَوني
- 181 كنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي
- 182 أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة
- 183 ما يحمى من الأراك ما لم تبلغه أخفاف الإبل
- 184 لا حمى في الأراك
- 185 أعطى النبي المعادن القبلية جلسيّها وغوريّها
- 186 «إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه»
- 187 من أهل ذي المروة؟
- 188 معنى لا حمى إلا لله ولرسوله
- 189 لا حمى إلا لله ولرسوله
- 190 شرح لا حمى إلا لله ولرسوله
- 191 من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط
- 192 تقاضى دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما
- 193 الصلح جائز بين المسلمين
- 194 خيركم من أعتق عند الموت
- 195 خاصم الزبير عند رسول الله ﷺ في شراج الحرة التي...
- 196 اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك
- 197 اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم
معلومات عن حديث: أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
📜 حديث: أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








