أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

حديث: أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

عن طاوس أنه كان يخابر. قال عمرو (هو ابن دينار): فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، لو تركت هذه المخابرة؛ فإنهم يزعمون أن النبي ﷺ نهى عن المخابرة، فقال: أي عمرو، أخبرني أعلمهم بذلك -يعني ابن عباس- أن النبي ﷺ لم ينه عنها، إنما قال: «أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليها خرجا معلوما».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٠)، ومسلم في البيوع (١٥٥٠: ١٢١) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو -وزاد مسلم: وابن طاوس-، عن طاوس به.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● يخابر: أي يعمل بنظام "المخابرة"، وهي معاملة زراعية يشبه المزارعة.
● المخابرة: هي أن يدفع صاحب الأرض بذرًا إلى عامل ليزرعه، على أن يكون له جزء معين من المحصول (كالربع أو الثلث).
● يَزْعُمون: أي يقولون أو يدَّعون.
● يَمنح: أي يعطي هبة أو منحة بدون عوض.
● خَرجًا معلومًا: أي أجرًا أو حصة محددة من المحصول.

2. شرح الحديث:

كان طاوس بن كيسان (من كبار التابعين) يعمل بنظام "المخابرة"، فأنكر عليه عمرو بن دينار (وهو من العلماء الثقات) ذلك، معتقدًا أن النبي ﷺ نهى عن المخابرة. فرد عليه طاوس قائلًا: إن أعلم الناس بهذا الأمر - وهو ابن عباس رضي الله عنهما - قد أخبره أن النبي ﷺ لم ينه عن المخابرة، بل قال: «أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليها خرجا معلوما».
فالحديث يوضح أن النبي ﷺ لم يحرم المخابرة، بل نبه إلى فضل الإحسان والمنحة، حيث أن إعطاء الأرض مجانًا لأخيك المسلم (بدون أخذ جزء من المحصول) هو عمل صالح وأفضل أجرًا عند الله. لكن إن أراد الإنسان أن يأخذ حصة (خرجا معلوما) فذلك جائز ولا حرج فيه.

3. الدروس المستفادة:

● جواز المخابرة: فهي نوع من المعاملات الجائزة شرعًا، إذا توافرت شروطها من العدالة ووضوح الاتفاق.
● تفضيل الإحسان والمعروف: النبي ﷺ يحث على التيسير على المسلمين والإحسان إليهم، ولو بتقديم الأرض مجانًا لمن يحتاج.
● الرجوع إلى العلماء والفهم الصحيح: طاوس رحمه الله رجع إلى أعلم الناس في زمانه (ابن عباس) لفهم الحديث الصحيح، وهذا دليل على أهمية سؤال أهل العلم وعدم الاعتماد على الشائعات أو الفهم السطحي.
● التثبت في نقل الأحاديث: عدم قبول أي قول منسوب إلى النبي ﷺ بدون تثبت وتدقيق.

4. معلومات إضافية:

- المخابرة نوع من المساقات والمزارعات التي تجوز بشروط، منها: أن يكون العامل واضحًا وحصته محددة.
- هذا الحديث يدخل في باب المعاملات والفضائل، وفيه جمع بين الجواز الشرعي والترغيب في الأخلاق العالية.
- رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقبوله عند أهل العلم.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٣٠)، ومسلم في البيوع (١٥٥٠: ١٢١) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو -وزاد مسلم: وابن طاوس-، عن طاوس به. واللّفظ لمسلم.
وفي رواية عند البخاري (٢٦٣٤) عن أيوب، عن عمرو أن النبي ﷺ خرج إلى أرض تهتز زرعا، فقال: «لمن هذه؟» فقالوا: اكتراها فلان. فقال: «أما إنه لو منحها إياه كان خيرا له من أن يأخذ عليها أجرا معلوما».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 168 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

📜 حديث: أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية