حديث: إذا حللت فآذنيني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في اختيار الزوج الصالح له مال

عن فاطمة بنت قيس تقول: إن زوجها طلَّقها ثلاثًا فلم يجعل لها رسول اللَّه ﷺ سكنى ولا نفقة. قالت: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «إذا حللت فآذنيني» فآذنته. فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما معاوية فرجل ترب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضرَّاب، ولكن أسامة بن زيد».

صحيح: رواه مسلم في الطلاق (١٤٨٠: ٤٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي بكر بن الجهم بن صُخير العدوى قال: سمعت فاطمة بنت قيس تقول: فذكرته.

عن فاطمة بنت قيس تقول: إن زوجها طلَّقها ثلاثًا فلم يجعل لها رسول اللَّه ﷺ سكنى ولا نفقة. قالت: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «إذا حللت فآذنيني» فآذنته. فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما معاوية فرجل ترب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضرَّاب، ولكن أسامة بن زيد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها:

نص الحديث:


عن فاطمة بنت قيس تقول: إن زوجها طلَّقها ثلاثًا فلم يجعل لها رسول اللَّه ﷺ سكنى ولا نفقة. قالت: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «إذا حللت فآذنيني» فآذنته. فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما معاوية فرجل ترب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضرَّاب، ولكن أسامة بن زيد».


1. شرح المفردات:


● طلَّقها ثلاثًا: أي طلقها الطلاق البائن، الذي لا رجعة فيه بعد الثالثة.
● سكنى: المسكن الذي تسكن فيه المطلقة أثناء عدتها.
● نفقة: المال الذي ينفق على المطلقة خلال العدة.
● حللت: انتهاء العدة وحلولها للزواج مرة أخرى.
● آذنيني: أعلميني وأخبريني.
● ترب: فقير لا مال عنده، أو من التُّرب وهو التراب، كناية عن قلة المال.
● ضرَّاب: كثير الضرب للنساء، سيء الخلق في معاشرته.


2. شرح الحديث:


تخبر فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن زوجها طلقها الطلاق الثالث البائن، فلم يُوجب لها النبي ﷺ السكنى ولا النفقة أثناء العدة، وذلك لأن الطلاق البائن (الطلاق الثالث) يقطع العلاقة الزوجية تمامًا، فلا تجب النفقة ولا السكنى إلا إذا كانت حاملاً، لقوله تعالى: {وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 6].
ثم أمرها النبي ﷺ أن تخبره عندما تنتهي عدتها، فلما انتهت أخبرته، فخطبها ثلاثة من الصحابة: معاوية بن أبي سufyan، وأبو جهم بن حذيفة، وأسامة بن زيد رضي الله عنهم.
فنصحها النبي ﷺ قائلًا:
● أما معاوية فرجل ترب لا مال له: أي أنه فقير لا يملك المال الكافي لتأمين حياة زوجية كريمة.
● وأما أبو جهم فرجل ضراب: أي أنه كثير الضرب للنساء، سيء المعاشرة، ولا يحسن العشرة الزوجية.
● ولكن أسامة بن زيد: أي أنه الأفضل للزواج به؛ لحسن خلقه ودينه ومعاشرته.
ففهمت فاطمة بنت قيس أن النبي ﷺ يرشدها إلى اختيار أسامة بن زيد للزواج به، فتزوجته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عدم وجوب السكنى والنفقة للمطلقة طلاقًا بائنًا (غير الرجعي) إلا إذا كانت حاملاً، وهذا حكم شرعي مهم في أحكام الطلاق.
2- جواز نصح المرأة في شأن الزواج، واختيار الزوج المناسب لها، بل يستحب ذلك دفعًا للضرر عنها.
3- الأخذ بعين الاعتبار عند الزواج:
● اليسار المالي (القدرة على النفقة) كما في نصحه عن معاوية.
● حسن الخلق والمعاشرة كما في نصحه عن أبي جهم.
● الدين والخلق كما في تفضيله أسامة بن زيد.
4- مراعاة المصلحة في الزواج، واختيار الزوج الصالح الذي يحسن العشرة، ويؤمن الحياة المستقرة.
5- جواز أن يخطب الرجل امرأة مع خطبة غيره لها، ما دام لم يعقد عقدًا عليها.
6- حرص النبي ﷺ على مصلحة المرأة وتوجيهها إلى ما فيه خيرها في دينها ودنياها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في اشتراط الكفاءة في الزواج، لا سيما في الدين والخلق.
- اختلف الفقهاء في وجوب السكنى والنفقة للمطلقة طلاقًا بائنًا، والراجح – كما في هذا الحديث – أنه لا يجب إلا للحامل.
- أسامة بن زيد رضي الله عنه كان حب رسول الله ﷺ وابن حبه، وكان معروفًا بحسن خلقه ودينه.
- قول النبي ﷺ "ولكن أسامة بن زيد" فيه توجيه إلى اختيار الزوج الصالح، حتى لو كان فقيرًا (فأسامة لم يكن غنيًا كمعاوية، لكن فضُل بحسن خلقه).

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطلاق (١٤٨٠: ٤٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي بكر بن الجهم بن صُخير العدوى قال: سمعت فاطمة بنت قيس تقول: فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا حللت فآذنيني

  • 📜 حديث: إذا حللت فآذنيني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا حللت فآذنيني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا حللت فآذنيني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا حللت فآذنيني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب