كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

حديث: كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان زوج بريرة عبدًا، فخيّرها رسولُ اللَّه ﷺ فاختارت نفسها، ولو كان حرّا لم يخيرها.

صحيح: رواه مسلم في الطلاق (١٥٠٤: ٩) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان زوج بريرة عبدًا، فخيّرها رسولُ اللَّه ﷺ فاختارت نفسها، ولو كان حرّا لم يخيرها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
الحديث:
عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان زوج بريرة عبدًا، فخيّرها رسولُ اللَّه ﷺ فاختارت نفسها، ولو كان حرّا لم يخيرها.

1. شرح المفردات:

● بريرة: هي امرأة كانت أمة (جارية) ثم أعتقت، وكانت خادمة عند عائشة رضي الله عنها.
● عبدًا: أي مملوكًا، وكان اسمه مغيث.
● خيّرها: أعطاها الخيار بين البقاء مع زوجها أو افتراقه.
● اختارت نفسها: أي اختارت الانفصال عن زوجها.
● حرّا: أي لو كان زوجها حرًا غير عبد.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يتعلق بقصة بريرة وزوجها مغيث، الذي كان عبدًا مملوكًا.
وخلاصة القصة:
- كانت بريرة أمة (جارية) متزوجة من عبد يُدعى مغيث.
- ثم أُعتقت بريرة، وصارت حرة.
- عندما أعتقت، خيرها النبي ﷺ بين أن تبقى مع زوجها (الذي لا يزال عبدًا) أو أن تفارقه.
- فاختارت بريرة الفراق، مع أن زوجها كان يحبها حبًا شديدًا.
- ثم بينت عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ لم يكن ليعطيها الخيار لو كان زوجها حرًا؛ لأن الخيار هنا خاص بحالة كون الزوج عبدًا.
الحكمة من التخيير:
- عندما كانت بريرة أمة، وكان زوجها عبدًا، كان الزواج بينهما صحيحًا.
- لكن بعد عتقها، صارت حرة وهو باقٍ على رقه، فاختلفت أحوالهما.
- فشرع النبي ﷺ لها الخيار؛ لأنه قد يترتب على هذا الاختلاف في الحرية والرق مشاكل أو تنافر في النفوس.
- فجعل الإسلام للزوجة الخيار في مثل هذه الحالة؛ مراعاةً لمشاعرها وحالتها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- مراعاة الإسلام للظروف الاجتماعية والنفسية: حيث خير النبي ﷺ بريرة بعد عتقها مراعاةً لكرامتها وحريتها الجديدة.
2- الفرق بين الزواج في حالة الرق والحرية: فلو كان زوجها حرًا من البداية، لم يكن لها الخيار؛ لأن الأصل بقاء الزواج.
3- الحكمة في التشريع: أن الإسلام لا يفرق بين الزوجين إلا لسبب شرعي، وهنا السبب هو اختلاف الحالة (حر وعبد).
4- احترام إرادة المرأة: حيث أعطاها النبي ﷺ الحق في الاختيار، مما يدل على عناية الإسلام بحقوق المرأة ومشاعرها.
5- أن عتق الأمة يغير من أحكامها: فبعد عتقها تصبح حرة، وتتغير بعض الأحكام المتعلقة بها، كمسألة الزواج.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- القصة كاملة مذكورة في كتب الحديث بشيء من التفصيل: حيث كان مغيث يحب بريرة حبًا شديدًا، وكان يتبعها في الطرقات يبكي، حتى رق له النبي ﷺ وقال: "يا بريرة، لو راجعتيه؟" فقالت: أتأمرني؟ قال: "لا، إنما أنا شافع". فقالت: لا حاجة لي فيه.
- المسألة فيها خلاف فقهي حول هل الخيار خاص بالمرأة إذا عتقت وزوجها عبد، أم يعم كل حالة اختلاف في الدين أو الحرية؟ والمشهور عند أهل العلم أن الخيار هنا خاص بحالة الرق.
- يستدل بهذا الحديث على أن عتق الأمة أثناء زواجها من عبد يعطيها الحق في فسخ النكاح إذا اختارت ذلك.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إليه ردًا جميلًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطلاق (١٥٠٤: ٩) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال مسلم بعد أن رواه عن جمع عن هشام: «غير أن في حديث جرير قال: وكان زوجها عبدا، فخيَّرها رسول اللَّه. . .».
قال الأعظمي: هي من زيادة ثقة وهي مقبولة عند جمهور أهل العلم.
وأما ما روي عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أنها أعتقتْ بريرة، فخيَّرها
رسول اللَّه ﷺ وكان لها زوج حر، فهو منكر.
رواه الترمذي (١١٥٥) وابن ماجه (٢٧٠٤) كلاهما من هذا الوجه.
ورواه ابن حبان (٤٢٧١) من طريق منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة فذكرته. ثم قال الأسود: وكان زوجها حرًا.
قال البخاري (٦٧٥٤): «قول الأسود منقطع، وقول ابن عباس: رأيته عبدًا» أصح. انتهى.
أي لم يصل الأسود بقوله بعائشة، وأنه لم يحضر القصة، بخلاف ابن عباس فإنه حضر المشهد كما في الحديث الآتي.
ثم إن رواية عروة عن خالته، وكذا رواية القاسم عن عمته عند مسلم (١٥٠٤) أولى. وقد تابعهما على قولهما «كان عبدًا» آخرون، وقولهم أولى من قول الأسود.
قال الترمذي عقب حديث جرير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: «حديث عائشة حديث حسن صحيح، هكذا روى هشام، عن أبيه عن عائشة، قالت: كان زوج بريرة عبدًا. وروى عكرمة، عن ابن عباس قال: رأيت زوج بريرة، وكان عبدًا يقال له مُغيث».
وقال: «وهكذا روي عن ابن عمر».
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقالوا: إذا كانت الأمة تحت الحر، فأُعتقت فلا خيار لها. وإنما يكون لها الخيار إذا أُعتقت، وكانت تحت عبد، وهو قول الشافعي وأحمد، وإسحاق.
ثم ذكر قول الأسود: وكان زوجها حرًا وقال: «والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من التابعين ومن بعدهم. وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة». انتهى.
يعني الأمة لها الخيار في كلا الحالين عند أهل العراق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

📜 حديث: كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية