حديث: تبا للذهب والفضة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن الكفاءة هي الدين وحده، والترغيب في اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين

عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن رسول اللَّه ﷺ قال: «تبا للذهب والفضة» قال: فانطلقت مع عمر بن الخطاب فقال: يا رسول اللَّه! قولك: «تبا للذهب والفضة» ماذا؟ فقال: «لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا، زوجة تعين على الآخرة».

حسن: رواه أحمد (٢٣١٠١) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثنا سَلْم قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي الهذيل قال: حدثني صاحب لي أن رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره.

عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن رسول اللَّه ﷺ قال: «تبا للذهب والفضة» قال: فانطلقت مع عمر بن الخطاب فقال: يا رسول اللَّه! قولك: «تبا للذهب والفضة» ماذا؟ فقال: «لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا، زوجة تعين على الآخرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يحمل معاني جليلة، وإليك شرحه وبيانه:
### أولاً. نص الحديث
عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن رسول اللَّه ﷺ قال: «تبا للذهب والفضة» قال: فانطلقت مع عمر بن الخطاب فقال: يا رسول اللَّه! قولك: «تبا للذهب والفضة» ماذا؟ فقال: «لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا، زوجة تعين على الآخرة».

ثانيًا. شرح المفردات:


● تَبَا: كلمة تُفيد الهلاك والبُعد والذم، أي هلاكٌ وبُعدٌ للذهب والفضة، وهي تعبير عن التحذير من التعلق بهما والاغترار بهما.
● الذهب والفضة: هما رمز للمال والثروة الدنيوية.
● لِسَانًا ذَاكِرًا: أي لسانٌ يكثر من ذكر الله تعالى بالتسبيح والتحميد والتهليل وغيرها من الأذكار.
● قَلْبًا شَاكِرًا: قلبٌ يعترف بنعم الله ويشكرها، ولا ينسب الخير إلا إلى الله تعالى.
● زَوْجَةٌ تُعِينُ عَلَى الْآخِرَةِ: امرأة صالحة تساعد زوجها على طاعة الله وتبعدَه عن المعاصي، وتذكِّره بالآخرة.

ثالثًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بقول النبي ﷺ: «تبا للذهب والفضة»، وهو تحذير من خطر التعلق بالمال والثروة الدنيوية، حيث قد تصبح سببًا في الغفلة عن الله والآخرة، أو في الوقوع في الحرام كالربا والاحتكار والبخل.
فلما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا القول، استفسر عن معناه، فأجابه النبي ﷺ بأن الخير الحقيقي ليس في تجميع الذهب والفضة، بل في ثلاثة أمور:
1- لِسَانٌ ذَاكِرٌ: وهو أن يكون اللسان مشغولاً بذكر الله، لأن الذكر يحيي القلب ويقربه من الله، ويجنب صاحبه الغفلة واللغو.
2- قَلْبٌ شَاكِرٌ: وهو أن يعترف القلب بنعم الله ويشكرها، فلا يرى الخير إلا من الله، ولا يتكبر أو يغترّ بالمال.
3- زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ تُعِينُ عَلَى الْآخِرَةِ: وهي من أعظم النعم، حيث تكون عونًا لزوجها على الطاعة، وتذكره بالله والدار الآخرة، وتجنبه المعاصي والشهوات.
فالمقصود أن هذه الأمور الثلاثة هي الكنوز الحقيقية التي ينبغي للعبد أن يحرص عليها،而不是 الانشغال بجمع الذهب والفضة الذي قد يكون وبالاً على صاحبه.

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- التحذير من التعلق بالدنيا: فالذهب والفضة رمز للدنيا وزينتها، والتعلق بها قد يصد عن ذكر الله وطاعته.
2- الأولوية للطاعة والذكر: ينبغي للمسلم أن يجعل همّه الأول هو ذكر الله وشكره، فهذا هو الغنى الحقيقي.
3- دور الزوجة الصالحة: الزوجة الصالحة نعمة عظيمة، فهي خير معين على الخير والآخرة، وقد قال النبي ﷺ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» (رواه مسلم).
4- الشكر والذكر طريق السعادة: من أكثر من الذكر والشكر، فقد حاز الخير كله في الدنيا والآخرة.

خامسًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحسنه بعض أهل العلم، ومعناه صحيح ومتوافق مع القرآن والسنة.
- في القرآن الكريم تحذير من التعلق بالمال، كما في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال: 28).
- ينبغي للمسلم أن يستعمل المال في طاعة الله، ولا يجعله غاية في نفسه، بل وسيلة للخير.
نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يرزقنا الزوجة الصالحة المعينة على الخير، وأن يحفظنا من فتنة المال والذهب والفضة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣١٠١) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثنا سَلْم قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي الهذيل قال: حدثني صاحب لي أن رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره.
وسَلْم هو ابن عطية الفُقَيمي مولاهم، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في «الثقات».
ومن طريقه رواه أيضًا البيهقي في «شعب الإيمان» (١/ ٤١٩).
قوله: «تبًّا للذهب والفضة» أي: هلاكا لمن ادّخرهما ولم يؤدّ زكاتهما.
وقوله: «ماذا» أي ماذا نتّخذ كما في رواية ثوبان الآتية.
وأما ما جاء في زهد الإمام أحمد (١٠٤) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن سليمان -يعني ابن عبد الرحمن النخعي- عن عبد اللَّه بن الهذيل ففيه تحريف من سَلْم إلى سليمان، ثم أحد الرواة أو النساخ فسروا بأنه ابن عبد الرحمن النخعي، فرجع الإسناد إلى سَلْم بن عطية، واللَّه أعلم.
ويشهد له ما روي عن ثوبان قال: لما نزل في الفضة والذهب مانزل قالوا: فأي المال نتخذ؟ قال عمر: فأنا أعلم لكم ذلك، فأوضع على بعيره، فأدرك النبي ﷺ وأنا في أثَره، فقال: يا رسول اللَّه، أي المال نتخذ؟ فقال: «ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانا ذاكرًا، وزوجة مؤمنة، تُعين أحدكم على أمر الآخرة».
رواه ابن ماجه (١٨٥٦) واللفظ له، والترمذي (٣٠٩٤) وأحمد (٢٢٣٩٢) كلهم من طريق سالم ابن أبي الجعد، عن ثوبان فذكره.
قال الترمذي: حسن. سألت محمد بن إسماعيل، قلت له: سالم بن أبي الجعد سمع ثوبان؟
فقال: لا، فقلت له: ممن سمع من أصحاب النبي ﷺ؟ فقال: «سمع من جابر بن عبد اللَّه، وأنس بن مالك. وذكر غير واحد من أصحاب النبي ﷺ». انتهى.
وكذا قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم أيضًا بأن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، بينهما معدان بن أبي طلحة. ثم قال أحمد: وليست هذه الأحاديث بصحاح.
لقد ظهر من التبع لما ذكره الرؤياني في مسنده (ص ٢٣٩) أن قتادة إذا روى عن سالم بن أبي الجعد يدخل بينه وبين ثوبان (معدان بن أبي طلحة اليعمري) وإذا روي منصور والأعمش عن سالم ابن أبي الجعد لم يدخلا بينه وبين ثوبان معدان بن أبي طلحة. وهذا الحديث منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تبا للذهب والفضة

  • 📜 حديث: تبا للذهب والفضة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تبا للذهب والفضة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تبا للذهب والفضة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تبا للذهب والفضة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب