حديث: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن الكفاءة هي الدين وحده، والترغيب في اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين

عن سهل بن سعد، قال: مرَّ رجل على رسول اللَّه ﷺ فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حريّ إن خطب أن يُنْكحَ وإن شفع أن يشفَّع وإن قال أن يستمَع قال: ثم سكت. فمرَّ رجلٌ من فقراء المسلمين، فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يُستمع. فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا خيرٌ من مِلْء الأرض مثل هذا».

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥٠٩١) عن إبراهيم بن حمزة، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل، قال: فذكره.

عن سهل بن سعد، قال: مرَّ رجل على رسول اللَّه ﷺ فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حريّ إن خطب أن يُنْكحَ وإن شفع أن يشفَّع وإن قال أن يستمَع قال: ثم سكت. فمرَّ رجلٌ من فقراء المسلمين، فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يُستمع. فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا خيرٌ من مِلْء الأرض مثل هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وهو يضع بين أيدينا ميزاناً حقيقياً لتقييم الناس، ليس بالمظهر والمال والجاه، بل بالتقوى والإيمان.

أولاً. شرح المفردات:


● حَرِيّ: يستحق ويليق به.
● أَنْ يُنْكَحَ: أي أن يُقبل طلبه للزواج إذا خطب امرأة.
● أَنْ يُشَفَّعَ: أن تُقبل شفاعته وسعايته لدى الآخرين.
● أَنْ يُسْتَمَعَ: أن يُصغى إلى قوله ويُؤخذ برأيه.
● مِلْءَ الأَرْض: ما يملأ الأرض من أمثاله.

ثانياً. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي:
1- مرور الرجل الأول: مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رجلٌ ذو منظر لائق، يبدو عليه signs of الغنى والوجاهة الاجتماعية. فسأل النبي أصحابه: «ما تقولون في هذا؟»، أي ما رأيكم فيه؟ فأجابوا بحسب ما يرون: إنه *يستحق* أن يُقبل طلبه للزواج لغناه، وأن تُقبل شفاعته لنفوذه، وأن يُصغى إلى كلامه لمكانته.
2- مرور الرجل الثاني: ثم مرَّ بهم رجل آخر من فقراء المسلمين، لا يملك من حطام الدنيا شيئاً. فسألهم النبي السؤال نفسه، فأجابوا بحسب المعايير الدنيوية: إنه *يستحق* ألا يُزوج لفقره، وألا تُقبل شفاعته لضعف مكانته، وألا يُصغى لقوله.
3- الحكم النبوي: هنا جاء التصحيح النبوي العظيم للمفهوم، فقال صلى الله عليه وسلم عن ذلك الفقير المؤمن: «هذا خيرٌ من مِلْء الأرض مثل هذا»، أي أن هذا الرجل الفقير المتقي خير وأفضل عند الله من أن تمتلئ الأرض كلها بأناس مثل الأول (الغني ذي المنصب) ولكنهم يفتقرون إلى تقوى الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار القيمة الحقيقية: يوضح الحديث أن المعيار الحقيقي لتقييم الأشخاص عند الله هو التقوى والإيمان، وليس المال أو الجاه أو المنصب. قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
2- تحذير من الغرور بالدنيا: يحذرنا الحديث من الاغترار بالمال والمناصب الدنيوية، وأنها ليست مقياساً للكرامة عند الله، بل قد تكون فتنة واختباراً.
3- العدل في الحكم على الناس: يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التسرع في الحكم على الناس based on مظاهرهم الخارجية، فقد يكون الذي في عينك حقيراً وهو عند الله عظيم.
4- تفضيل الآخرة على الدنيا: يذكرنا بأن الدنيا دار زوال، وأن القيمة الحقيقية هي في ما عند الله من أجر وجنة، وهو ما يحرص عليه الفقراء الصالحون غالباً.
5- عزة المؤمن: يعلمنا أن المؤمن قد يكون فقيراً في ماله، لكنه غني بإيمانه، عزيز بإسلامه، وقيمته لا تقدر بأموال الدنيا.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في عدم احتقار الفقراء أو الاستهانة بهم، بل الواجب إكرامهم وتوقيرهم لِما قد يكون في قلوبهم من إيمان.
- فيه بيان لفضل الزهد في الدنيا وعدم المبالاة بها، وأن الاكتفاء باليسير مع سلامة الدين خير من الغنى مع فساد القلب.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في تزكية نفسه وتقوى الله، فهذا هو رأس مال الإنسان الحقيقي، الذي ينفعه في دنياه وآخرته.
نسأل الله أن يرزقنا الإيمان والتقوى، وأن يجعلنا من الذين يُقتدى بهم في الخير، ولا نغتر بالدنيا وزينتها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٩١) عن إبراهيم بن حمزة، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع

  • 📜 حديث: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب