حديث: في أيهما كنت ترتع بعيرك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تفضيل نكاح الأبكار على الثيّبات إلا للمصلحة

عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت لو نزلتَ واديًا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدتَ شجرًا لم يؤكل منها، في أيهما كنتَ ترتع بعيرك؟ قال: «في التي لم يرتع منها» يعني أن رسول اللَّه ﷺ لم يتزوّج بكرًا غيرها.

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥٠٧٧) عن إسماعيل بن عبد اللَّه، قال: حدثني أخي، عن سليمان (هو ابن بلال)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت لو نزلتَ واديًا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدتَ شجرًا لم يؤكل منها، في أيهما كنتَ ترتع بعيرك؟ قال: «في التي لم يرتع منها» يعني أن رسول اللَّه ﷺ لم يتزوّج بكرًا غيرها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت لو نزلتَ واديًا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدتَ شجرًا لم يؤكل منها، في أيهما كنتَ ترتع بعيرك؟ قال: «في التي لم يرتع منها». يعني أن رسول اللَّه ﷺ لم يتزوّج بكرًا غيرها.

1. شرح المفردات:


● واديًا: مكان منخفض بين الجبال.
● شجرة قد أكل منها: أي شجرة قُطِف ثمرها أو رعت منها الدواب.
● ترتع بعيرك: ترعى بهائمك وتطلقها للرعي.
● بكرًا: المرأة التي لم يسبق لها الزواج.

2. شرح الحديث:


في هذا الحديث، تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حوارًا دار بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سألته سؤالاً تمثيليًا بلغة العرب وأسلوبهم في الاستعارة، وذلك لتعرف مكانتها عنده صلى الله عليه وسلم.
فشبّهت نفسها بالشجرة التي قد أكل منها (أي التي سبق أن تزوجت)، وشبّهت غيرها من النساء بالشجرة التي لم يؤكل منها (أي البكر التي لم تتزوج من قبل)، وسألته: لو كنت في وادٍ ووجدت هاتين الشجرتين، فأيتهما تختار لرعي بعيرك؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم: «في التي لم يرتع منها»، أي التي لم يُرع فيها من قبل، فهي أحب إليه.
ثم بينت عائشة رضي الله عنها أن قصدها من هذا السؤال هو أن تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرًا غيرها، فكل زوجاته صلى الله عليه وسلم كن ثيبات (سبق لهن الزواج) إلا هي رضي الله عنها، فكانت هي البكر الوحيدة التي تزوجها، مما يدل على مكانتها الخاصة عنده.

3. الدروس المستفادة منه:


● فقه النساء وحسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معهن: حيث أجابها النبي صلى الله عليه وسلم بلطف وحكمة، مع إظهار المحبة والتقدير.
● مكانة عائشة رضي الله عنها: حيث كانت هي البكر الوحيدة بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على منزلتها العظيمة عنده.
● جواز استخدام الأمثال والاستعارات في الكلام: إذا كان القصد منها الفهم والإيضاح، كما فعلت عائشة رضي الله عنها.
● التلطف في السؤال والجواب: خاصة في الأمور الشخصية والعاطفية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي كن ثيبات: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وحفصة بنت عمر، وأم سلمة، وزينب بنت خزيمة، وأم حبيبة، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وصفية بنت حيي، وميمونة بنت الحارث رضي الله عنهن جميعًا.
- كان زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها بأمر من الله تعالى، وقد رآها في المنام قبل أن يتزوجها، كما جاء في الصحيح.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٧٧) عن إسماعيل بن عبد اللَّه، قال: حدثني أخي، عن سليمان (هو ابن بلال)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وأما ما روي عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهًا، وأنتق أرحامًا، وأرضى باليسير» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (١٨٦١) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا محمد بن طلحة التيمي، قال حدثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وعبد الرحمن بن سالم لم يرو عنه إلا محمد بن طلحة التيمي فهو مجهول، وكذلك لم يرو عن سالم بن عتبة إلا ابنه عبد الرحمن بن سالم فهو مجهول أيضًا.
ورواه البيهقي (٧/ ٨١) من وجه آخر عن الفيض بن وثيق، عن محمد بن طلحة بن الطويل التيمي، أخبرني عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده فذكر الحديث.
قال البيهقي: عبد الرحمن بن عويم ليست له صحبة.
قال الأعظمي: إنما الصحبة لعتبة بن عويم وأبيه. ويظهر أن بعض الرواة اختصر الإسناد فوهم فيه.
وقوله: «وأنتق أرحامًا» يريد أكثر أولادًا.
وفي معناه أحاديث عن جابر بن عبد اللَّه وعبد اللَّه بن مسعود وكعب بن عجرة، وغيرهم. رواه الطبراني وغيرهم وكلها معلولة كما ذكرها الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٥٩).
وله شواهد أخرى ولكن لم يثبت منها شيء.
إلا أن يقال: إن كثرة شواهده تدل على أن له أصلًا في تفضيل الأبكار على الثيب للأسباب التي ذُكِرَتْ. واللَّه تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: في أيهما كنت ترتع بعيرك

  • 📜 حديث: في أيهما كنت ترتع بعيرك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: في أيهما كنت ترتع بعيرك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: في أيهما كنت ترتع بعيرك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: في أيهما كنت ترتع بعيرك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب