حديث: أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اعتبار الحرية في الكفاءة

عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان في بريرة ثلاث سُنن، فكانت إحدى السنن الثلاث أنها أُعتقت فخُيِّرتْ في زوجها. وقال رسول اللَّه ﷺ: «الولاء لمن أعتق» ودخل رسول اللَّه ﷺ «الولاء لمن أعتق» ودخل رسول اللَّه ﷺ والبرمة تفور بلحم فقُرّب إليه خبز وأدم من أدم البيت. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ألم أر البرمة فيها لحم؟» فقالو: بلى. يا رسول اللَّه، ولكن لحم تصدّق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصّدقة، فقال رسول اللَّه ﷺ «هو عليها صدقة، وهو لنا هدية».

متفق عليه: رواه مالك في الطلاق (٢٩) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان في بريرة ثلاث سُنن، فكانت إحدى السنن الثلاث أنها أُعتقت فخُيِّرتْ في زوجها. وقال رسول اللَّه ﷺ: «الولاء لمن أعتق» ودخل رسول اللَّه ﷺ «الولاء لمن أعتق» ودخل رسول اللَّه ﷺ والبرمة تفور بلحم فقُرّب إليه خبز وأدم من أدم البيت. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ألم أر البرمة فيها لحم؟» فقالو: بلى. يا رسول اللَّه، ولكن لحم تصدّق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصّدقة، فقال رسول اللَّه ﷺ «هو عليها صدقة، وهو لنا هدية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا حديث عظيم، اشتمل على عدة أحكام فقهية مهمة، وهو من الأحاديث التي تروي قصة واقعية حصلت مع الجارية المسلمة "بريرة"، وقد أخرج هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


* بريرة: هي امرأة كانت أمة (جارية) ثم أعتقت، وكانت من السابقات إلى الإسلام، وعرفت بصلاحها وعبادتها.
* سُنن: جمع سنة، والمقصود هنا الأحكام الشرعية والفوائد التي استنبطت من قصتها.
* خُيّرت في زوجها: أي أعطيت الحق في الاختيار بين البقاء مع زوجها أو مفارقته بعد عتقها.
* الولاء لمن أعتق: الولاء هو رابطة وولاء خاص يربط المعتَق (العبد الذي أُعتق) بمعتقه (سيده الذي أعتقه). هذا الولاء يوجب التوارث بينهما إذا لم يكن للمعتق وارث آخر.
* البرمة: القدر أو الإناء الذي يُطبخ فيه.
* تفور: تغلي وتثور من شدة الغليان.
* أدم: ما يؤكل مع الخبز من إدام أو طعام.
* تصدق به على بريرة: أي أن هذا اللحم كان صدقة أهديت لبريرة.
* هو عليها صدقة، وهو لنا هدية: أي أن حكم هذا اللحم بالنسبة لبريرة أنه صدقة لا يحل لها أن تهديه لآل بيت النبي لأنهم لا يأكلون الصدقة، ولكن بحكم أنهم أخذوه منها يصبح بالنسبة لهم هدية وليس صدقة، فيحل لهم أكله.


ثانيًا. شرح الحديث:


تذكر السيدة عائشة رضي الله عنها أن قصة بريرة اشتملت على ثلاث سُنن (أي أحكام شرعية)، ثم تذكر في هذا الرواية واحدة منها فقط، وهي مسألة اختيار الأمة المعتقة في زوجها إذا كان عبدًا أو فقيرًا.
التفصيل في المسائل الثلاث:
1- مسألة الخيار للزوجة المعتقة (المذكورة في الرواية):
كانت بريرة متزوجة من رجل اسمه مغيث، وكان عبدًا. فلما أُعتقت بريرة، خُيّرت في أمر زواجها: إما أن تبقى مع زوجها مغيث، أو تفارقه. وهذا حكم شرعي ثابت، فإذا أُعتقت الأمة وكان زوجها عبدًا أو غير كفء لها، فلها الخيار في فسخ النكاح أو إبقائه، وذلك صونًا لها وحماية لمستقبلها بعد نيل حريتها. وقد اختارت بريرة الفراق، وكان هذا الأمر شديد الوطأة على زوجها الذي كان يحبها حبًا جمًا.
2- مسألة الولاء (المذكورة في الرواية أيضًا):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الولاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ». أي أن حق الولاء (وهو حق وراثة المعتَق إذا مات وليس له وارث من أصله) يكون لمن دفع ثمن عتقه وأخرجه من الرق إلى الحرية. وهذا حكم عام قرره النبي صلى الله عليه وسلم من خلال هذه الواقعة.
3- مسألة قبول هدية الصدقة (وهي المسألة المفصلة في باقي الحديث):
هذه المسألة هي جوهر الرواية. دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة ورأى قدرًا فيه لحم، فقُدم إليه خبز وأطعمة أخرى من البيت (أدم البيت) ولكن لم يقدم له اللحم. فاستفهم النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك، فأخبروه أن اللحم هو صدقة أُهديت لبريرة، وهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته لا يأكلون الصدقة تحرمًا عليها؛ لأنها أوساخ الناس.
هنا بيّن النبي صلى الله عليه وسلم حكمًا دقيقًا، فقال: «هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ».
* معناه: أن هذا اللحم بالنسبة لبريرة (التي تلقته) هو صدقة، فلو أكلته كان ذلك جائزًا لها.
* ولكن عندما قدمته بريرة هدية لآل البيت، انقلب حكمه بالنسبة لهم، فأصبح هدية وليس صدقة، لأنها هي التي تتصرف فيه بملء إرادتها، والهدية لا حرج على آل البيت في قبولها وأكلها.


ثالثًا. الدروس المستفادة والفوا ئد:


1- رحمة الشريعة وعدالتها: تشريع الخيار للزوجة المعتقة يدل على مراعاة الشريعة للظروف النفسية والاجتماعية للأفراد، وحرصها على بناء العلاقات على أساس الرضا لا الإجبار.
2- تقوية روابط الإحسان: حكم «الولاء لمن أعتق» يشجع على عمل الخير وعتق الرقاب، ويقوي الرابطة بين المحسن والمحسن إليه.
3- فقه الدقة في الأحكام: قول النبي صلى الله عليه وسلم «هو عليها صدقة، وهو لنا هدية» يعلمنا أن الحكم على الشيء قد يختلف باختلاف الجهة والشخص. فالشيء الواحد قد يكون حرامًا على شخص حلالاً لآخر، بحسب وصفه العارض له.
4- تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته عن أوساخ الناس: امتناعه عن أكل الصدقة ليس لأنها نجسة، ولكن لكونها مما يطرحه الناس ويتخلصون منه، فجعل الله لهم طهرًا من ذلك.
5- قبول الهدية من الفقراء: الحديث يدل على جواز قبول الهدية من الفقير الذي تلقى صدقة، إذا قدمها بطيب نفس، وأنها تخرج من حكم الصدقة إلى حكم الهدية.
6. **حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطلاق (٢٩) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته. ورواه البخاري في الطلاق (٥٢٧٩)، ومسلم في الطلاق (١٥٠٤: ١٤) كلاهما من طريق مالك، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها

  • 📜 حديث: أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب