حديث: أيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا نكح وليان

عن سمرة عن النبي ﷺ قال: «أيما امرأة زوّجها وليان فهي للأول منهما، وأيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما».

صحيح: رواه أبو داود (٢٠٨٨) والترمذي (١١١٠) وابن ماجه (٢١٩٠) وأحمد (٢٠٠٨٥) والحاكم (٣/ ١٧٤ - ١٧٥) والبيهقي (٧/ ١٣٩ - ١٤١) كلهم من طرق عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي ﷺ فذكره.

عن سمرة عن النبي ﷺ قال: «أيما امرأة زوّجها وليان فهي للأول منهما، وأيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أيما: أداة شرط تفيد العموم، أي: كل امرأة أو أي امرأة كانت.
● زوّجها وليان: أي قام بتزويجها وليان (أي شخصان لهما ولاية التزويج عليها، كأبيها وأخيها مثلاً) في وقت متقارب.
● فهي للأول منهما: أي أن العقد الصحيح هو العقد الأول، وهو الملزم.
● باع بيعاً من رجلين: أي باع سلعة واحدة لشخصين في وقت متقارب.

ثانياً. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على حكمين عظيمين من أحكام المعاملات في الإسلام:
1- في باب النكاح: إذا تقدم لامرأة وليان (أي شخصان لهما الحق في تزويجها، كأبيها وجدها أو أبيها وأخيها) فعقدا عقدين لرجلين مختلفين في وقت متقارب، فإن العقد الصحيح المعتبر هو العقد الأول فقط، ويبطل العقد الثاني. هذا لأن العقد الأول قد استوفى شروطه وأحكامه، فاستحقاق الزوجية لا يتجزأ، ولا يجوز أن تكون المرأة زوجة لرجلين في عقدين متعارضين.
2- في باب البيع: إذا كان لدى الشخص سلعة واحدة، فباعها لشخصين في وقت متقارب (أي قبل أن يتم القبض أو يتم العقد بشكل كامل مع الأول)، فإن البيع الصحيح هو البيع الأول، ويبطل البيع الثاني. وذلك لأن ملكية السلعة قد انتقلت إلى المشتري الأول بالعقد الصحيح، فلم يعد للبائع حق التصرف فيها مرة أخرى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- الحكمة من الحكم: قاعدة "الأولوية للأول" تحفظ الحقوق وتنظم المعاملات، وتمنع التداخل والتنازع الذي ينتج عن التصرفات المتضاربة. فهي تحقق العدل والأمانة في التعامل.
2- مراعاة النظام والترتيب: الإسلام ينظم الحياة ويضع ضوابط للمعاملات لتحقيق الانضباط ومنع الفوضى والخصومات.
3- احترام العقد: العقد في الإسلام له حرمته وقوته، فإذا تم العقد بشروطه فإنه يترتب عليه آثاره ولا يجوز إلغاؤه أو تجاهله بعقد آخر معارض.
4- النهي عن الغرر والتدليس: البيع أو النكاح الثاني فيه غرر (خداع) للطرف الثاني، حيث يتصرف البائع أو الولي في شيء لم يعد تحت ملكه أو ولايته الحقيقية.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل تحت القاعدة الفقهية الكبرى: "إذا تعارض عقدان، قدم الأسبق منهما".
- إذا حصل العقدان في وقت واحد بحيث لا يمكن تمييز الأول من الثاني (مثل أن يكونا في لحظة واحدة)، فإن كلا العقدين يبطلان عند كثير من الفقهاء، لأنه لا يمكن تقديم أحدهما على الآخر.
- هذه القاعدة لا تطبق إذا كان العقد الثاني بعد فسخ الأول أو إلغائه بشكل صحيح.
نسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في الشرع، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٠٨٨) والترمذي (١١١٠) وابن ماجه (٢١٩٠) وأحمد (٢٠٠٨٥) والحاكم (٣/ ١٧٤ - ١٧٥) والبيهقي (٧/ ١٣٩ - ١٤١) كلهم من طرق عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي ﷺ فذكره.
وفي بعض الروايات عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة أو عن عقبة.
قال سعيد: ما أراه إلا عن عقبة. الشك من سعيد، قال البيهقي بعد نقل الخلاف: والصحيح رواية من رواه عن سمرة بن جندب.
وإسناده صحيح صحّحه أبو زرعة وأبو حاتم كما في «التلخيص» (٣/ ١٦٥).
قال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري».
وقال الحافظ بعد أن نقل تصحيح هؤلاء: «وصحته متوقفة على ثبوت سماع الحسن من سمرة، فإن رجاله ثقات».
قال الأعظمي: هؤلاء وغيرهم أثبتوا سماع الحسن من سمرة مطلقًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما

  • 📜 حديث: أيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيما رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب