حديث: ما يُعجلك؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب تفضيل نكاح الأبكار على الثيّبات إلا للمصلحة
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٠٧٩) ومسلم في الرضاع (١٤٦٦: ٥٧) كلاهما من طريق هُشيم، حدثنا سيّار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من صحيح البخاري، يحمل في طياته أدباً رفيعاً ورحمةً بالناس، خاصة بين الزوجين.
شرح المفردات:
● قفلنا: رجعنا من سفر.
● غزوة: معركة خرج فيها النبي ﷺ بنفسه.
● تعجّلت على بعير لي قطوف: أسرعت على بعير لي بطيء السير (القطوف: البطيء).
● نخس بعيري بعنزة: طعن بعيري بعصا لها سنّ حديد (النخس: الطعن الخفيف لإسراع الدابة، العنزة: عصا معروفة).
● كأجود ما أنت راءٍ من الإبل: بأسرع ما يمكنك أن ترى من الإبل سرعةً وقوة.
● حديث عهد بعرس: جديد الزواج (العُرس: الزفاف والزوجة).
● أبكرًا أم ثيبًا: أبكرًا (بكراً) أي عذراء لم تتزوج قبل، أم ثيبًا (ثيّباً) أي سبق لها الزواج.
● تلاعبها وتلاعبك: تلهو معها وتهزأ بها، أي تداعبها وتمازحها.
● أمهلوا: تمهّلوا، لا تستعجلوا.
● تمتشط الشعثة: تسرح المرأة التي شُعِثَ شعرها من السفر وتهمله.
● تستحدّ المُغيبة: تزيل المرأة التي غاب عنها زوجها شعر عانتها (الاستحداد: حلق العانة).
شرح الحديث:
يحكي الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قصة عودتهم من إحدى الغزوات مع النبي ﷺ. وكان جابر حديث عهد بالزواج، فاشتاق لزوجته، فأسرع على بعيره البطيء ليلحق بالمدينة.
فجأة، لحقه فارس من الخلف ودفع بعيره بعصاه (عنزة) فانطلق البعير بأقصى سرعة. وإذا بهذا الفارس هو رسول الله ﷺ نفسه! فسأله النبي ﷺ بلطف وابتسامة: "ما يعجلك؟" فأخبره جابر بحقيقة سبب استعجاله، وهو شوقه لزوجته.
هنا، يظهر حِلم النبي ﷺ ورقته، فيسأله عن طبيعة زوجته: "أبكرًا أم ثيبًا؟" وعندما أجاب جابر أنها ثيب (أي سبق لها الزواج)، قال له النبي ﷺ كلمة جميلة تحمل نصيحة غالية: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك". أي: هلا تزوجت بكراً صغيرة تكون فيها نشاط ومرح، فتلهو معها وتهزأ بها، وتكون أنت أيضاً فيها لهواً ومرحاً.
ثم لما اقتربوا من دخول المدينة، نصحهم النبي ﷺ نصيحة ذهبية في التعامل مع الأهل بعد الغياب، فقال: "أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا -أي عشاءً- لكي تمتشط الشعثة، وتستحدّ المُغيبة". أي: لا تدخلوا على أهلكم فجأة في النهار، بل أدخلوا ليلاً، حتى تتمكن المرأة التي تَهَشَّم شعرها من ترجيله وتسريحه، وتزيل شعر عانتها، فتتزين لزوجها القادم من السفر.
الدروس المستفادة منه:
1- الرحمة والرفق بالناس: موقف النبي ﷺ مع جابر وهو يدفع بعيره ويمزح معه، يظهر مدى قربه ﷺ من أصحابه وملاطفته لهم، وعدم التكبر.
2- مراعاة مشاعر الزوجين: الحديث كله يدور حول مراعاة المشاعر بين الزوجين، وشوق الرجل لزوجته، وحرص المرأة على إظهار أجمل مظهر لزوجها.
3- نصيحة في اختيار الزوجة: نصح النبي ﷺ باختيار البكر للشاب ليكون بينهما دلال ومرح ولهو مباح، مما يقوي أواصر المودة بينهما.
4- آداب دخول البيت بعد السفر: من الآداب العظيمة التي علمنا إياها النبي ﷺ ألا يفاجئ الرجل أهله عند عودته من سفر في وقت غير مناسب، بل يدخل في وقت يتيح للزوجة الاستعداد والتهيؤ له، مما يحفظ كرامتها ويزيد المودة. وهذا من كمال الأدب وحسن المعاشرة.
5- اهتمام الإسلام بالنظافة الشخصية والزينة: أمر المرأة بالاستحداد (إزالة شعر العانة) والتمشط هو تأكيد على أهمية النظافة الشخصية والاهتمام بالمظهر أمام الزوج، وهو من كمال الدين الذي يعتني بجميع جوانب الحياة.
معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في استحباب إكرام الرجل لأهله وإدخال السرور عليهم، وفي استحباب التزين للزوج والزوجة.
- فيه دليل على جواز المزاح والملاطفة بما لا إثم فيه، كما فعل النبي ﷺ مع جابر.
- يستفاد منه أيضاً جواز نخس الدابة بالعنزة أو ما شابهها لإسراعها إذا لم يؤذها.
- الحديث يظهر البعد الإنساني العميق في شخصية النبي ﷺ، حيث كان قائداً ومعلماً وأباً وصديقاً.
أسأل الله أن يرزقنا تطبيق هدي النبي ﷺ في حياتنا، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالمودة والرحمة.
يحكي الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قصة عودتهم من إحدى الغزوات مع النبي ﷺ. وكان جابر حديث عهد بالزواج، فاشتاق لزوجته، فأسرع على بعيره البطيء ليلحق بالمدينة.
فجأة، لحقه فارس من الخلف ودفع بعيره بعصاه (عنزة) فانطلق البعير بأقصى سرعة. وإذا بهذا الفارس هو رسول الله ﷺ نفسه! فسأله النبي ﷺ بلطف وابتسامة: "ما يعجلك؟" فأخبره جابر بحقيقة سبب استعجاله، وهو شوقه لزوجته.
هنا، يظهر حِلم النبي ﷺ ورقته، فيسأله عن طبيعة زوجته: "أبكرًا أم ثيبًا؟" وعندما أجاب جابر أنها ثيب (أي سبق لها الزواج)، قال له النبي ﷺ كلمة جميلة تحمل نصيحة غالية: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك". أي: هلا تزوجت بكراً صغيرة تكون فيها نشاط ومرح، فتلهو معها وتهزأ بها، وتكون أنت أيضاً فيها لهواً ومرحاً.
ثم لما اقتربوا من دخول المدينة، نصحهم النبي ﷺ نصيحة ذهبية في التعامل مع الأهل بعد الغياب، فقال: "أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا -أي عشاءً- لكي تمتشط الشعثة، وتستحدّ المُغيبة". أي: لا تدخلوا على أهلكم فجأة في النهار، بل أدخلوا ليلاً، حتى تتمكن المرأة التي تَهَشَّم شعرها من ترجيله وتسريحه، وتزيل شعر عانتها، فتتزين لزوجها القادم من السفر.
الدروس المستفادة منه:
1- الرحمة والرفق بالناس: موقف النبي ﷺ مع جابر وهو يدفع بعيره ويمزح معه، يظهر مدى قربه ﷺ من أصحابه وملاطفته لهم، وعدم التكبر.
2- مراعاة مشاعر الزوجين: الحديث كله يدور حول مراعاة المشاعر بين الزوجين، وشوق الرجل لزوجته، وحرص المرأة على إظهار أجمل مظهر لزوجها.
3- نصيحة في اختيار الزوجة: نصح النبي ﷺ باختيار البكر للشاب ليكون بينهما دلال ومرح ولهو مباح، مما يقوي أواصر المودة بينهما.
4- آداب دخول البيت بعد السفر: من الآداب العظيمة التي علمنا إياها النبي ﷺ ألا يفاجئ الرجل أهله عند عودته من سفر في وقت غير مناسب، بل يدخل في وقت يتيح للزوجة الاستعداد والتهيؤ له، مما يحفظ كرامتها ويزيد المودة. وهذا من كمال الأدب وحسن المعاشرة.
5- اهتمام الإسلام بالنظافة الشخصية والزينة: أمر المرأة بالاستحداد (إزالة شعر العانة) والتمشط هو تأكيد على أهمية النظافة الشخصية والاهتمام بالمظهر أمام الزوج، وهو من كمال الدين الذي يعتني بجميع جوانب الحياة.
معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في استحباب إكرام الرجل لأهله وإدخال السرور عليهم، وفي استحباب التزين للزوج والزوجة.
- فيه دليل على جواز المزاح والملاطفة بما لا إثم فيه، كما فعل النبي ﷺ مع جابر.
- يستفاد منه أيضاً جواز نخس الدابة بالعنزة أو ما شابهها لإسراعها إذا لم يؤذها.
- الحديث يظهر البعد الإنساني العميق في شخصية النبي ﷺ، حيث كان قائداً ومعلماً وأباً وصديقاً.
أسأل الله أن يرزقنا تطبيق هدي النبي ﷺ في حياتنا، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالمودة والرحمة.
- هذا الحديث أصل في استحباب إكرام الرجل لأهله وإدخال السرور عليهم، وفي استحباب التزين للزوج والزوجة.
- فيه دليل على جواز المزاح والملاطفة بما لا إثم فيه، كما فعل النبي ﷺ مع جابر.
- يستفاد منه أيضاً جواز نخس الدابة بالعنزة أو ما شابهها لإسراعها إذا لم يؤذها.
- الحديث يظهر البعد الإنساني العميق في شخصية النبي ﷺ، حيث كان قائداً ومعلماً وأباً وصديقاً.
أسأل الله أن يرزقنا تطبيق هدي النبي ﷺ في حياتنا، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالمودة والرحمة.
تخريج الحديث
قوله: «قطوف» أي بطيء المشي.
وقوله: «الشَّعِثة» هي المرأة المتفرقة شعر رأسها، أي لتتزين هي لزوجها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 360 حديثاً له شرح
- 1 الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
- 2 خطبة الحاجة: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
- 3 كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
- 4 أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر
- 5 ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء
- 6 نهى النبي عن الاستخصاء ورخص في نكاح المرأة بالثوب
- 7 لو أذن له لاختصينا
- 8 يا عثمان إني لم أومر بالرهبانية
- 9 من حديث أبي هريرة: جف القلم بما أنت لاقٍ فاختص...
- 10 من استطاع منكم الباءة فليتزوج
- 11 تزوجوا الودود الولود إني مكاثر الأنبياء يوم القيامة
- 12 احفظوا فروجكم فله الجنة
- 13 نهي النبي عن التبتل وترك الزواج
- 14 النهي عن التبتل
- 15 من أسوة حسنة: إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده
- 16 عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء
- 17 ما استحللتم به الفروج
- 18 ثلاثة كلهم حق على الله عونه
- 19 إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين
- 20 لا تدخل على أهلك ليلًا حتى تستحد المغيّبة وتمتشط الشعثة
- 21 تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم
- 22 تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم
- 23 ما يُعجلك؟
- 24 تزوجت بكرًا أم ثيبًا
- 25 فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟
- 26 في أيهما كنت ترتع بعيرك
- 27 تُنكح المرأة لأربع فاظفر بذات الدين
- 28 تزوجوا المرأة على دينها تربت يداك
- 29 تُنكح المرأة على مالها أو جمالها أو دينها فخذ ذات...
- 30 خير متاع الدنيا المرأة الصالحة
- 31 حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا...
- 32 أربع من السعادة وأربع من الشقاوة
- 33 تبا للذهب والفضة
- 34 أنكحي أسامة بن زيد
- 35 من تبنى ولدا فليسمه باسم أبيه
- 36 خير ما تداوون به الحجامة
- 37 أن بريرة أعتقت فخيرت في زوجها
- 38 كان زوج بريرة عبدًا فخيرها رسول الله فاختارت نفسها
- 39 حب مغيث بريرة وبغض بريرة مغيثًا
- 40 مغيث يبكي على بريرة في سكك المدينة
- 41 قضى النبي ﷺ: الولاء لمن أعتق
- 42 خيار بريرة
- 43 الفرار من المجذوم كالفرار من الاسد
- 44 لا يورد ممرض على مصح
- 45 إذا حللت فآذنيني
- 46 المال هو حسب الرجل في الدنيا
- 47 خير نساء ركبْن الإبل صالحو نساء قريش
- 48 نساء قريش أحناهن على اولادهن في الصغر
- 49 التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر
- 50 في الأنصار غيرة شديدة
معلومات عن حديث: ما يُعجلك؟
📜 حديث: ما يُعجلك؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما يُعجلك؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما يُعجلك؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما يُعجلك؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








