حديث: نهي المرأة عن طلب طلاق أختها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اشتراط المرأة أن يطلق الزوجُ زوجتَه الأولى

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صَحْفَتَها، ولتنْكحْ فإنما لها ما قُدّرَ لها».

متفق عليه: رواه مالك في القدر (٧) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صَحْفَتَها، ولتنْكحْ فإنما لها ما قُدّرَ لها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبينا الكريم.

الحديث الشريف:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صَحْفَتَها، ولتنْكحْ فإنما لها ما قُدّرَ لها».
(متفق عليه: رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● لا تسأل: النهي عن التسبب في طلب الطلاق أو الدعاء به.
● المرأة: أي أي امرأة مسلمة.
● طلاق أختها: "أختها" هنا تعني أختها في الإسلام، أي أي امرأة أخرى، وليس بالضرورة أن تكون أختاً بالنسب. والمقصود: أن تطلب أو تتسبب في طلاق امرأة أخرى من زوجها.
● لتستفرغ صحفتها: "تستفرغ" أي تفرغ وتخرج ما فيها. و"الصحفة" هي القصعة أو الإناء الذي يوضع فيه الطعام. والاستعارة هنا بليغة؛ فكأن الزوج هو الإناء، والمرأة الأخرى هي من يأكل منه، فتريد هذه المرأة أن تفرغ الإناء (أي تفصل الزوج عن زوجته) لتصبح هي من يأكل منه وحدها (أي تتزوجه).
● ولتنكح: أي لكي تتزوج هي ذلك الرجل بعد أن يطلق زوجته.
● فإنما لها ما قدر لها: أي أن لكل امرأة رزقها ونصيبها الذي كتبه الله لها، فلا تحاول أن تأخذ ما كتب لغيرها بالحرام والحيلة.


2. شرح الحديث:


يُحذّر النبي ﷺ في هذا الحديث من خلق ذميم وسلوك سيء، وهو أن تطمع امرأة في زوج امرأة أخرى، فتسعى بالحيل والمكائد إلى أن يطلق ذلك الرجل زوجته، لتتزوجه هي مكانها.
● النهي عن التسبب في هدم الأسرة: النهي هنا شديد؛ لأنه يتعلق بهدم كيان أسرة مسلمة وإيقاع الطلاق بين الزوجين، وهو من أبغض الحلال إلى الله.
● تحريم الطمع فيما عند الآخرين: الحديث ينهى عن الطمع في ما أعطاه الله للغير، والحسد على النعمة، ومحاولة انتزاعها بغير حق.
● التأكيد على التسليم بقضاء الله وقدره: الختام بـ "فإنما لها ما قدر لها" هو تذكير بقاعدة إيمانية عظيمة، وهي أن الأرزاق بيد الله، وأن ما كتب للإنسان سيأتيه لا محالة، وما لم يُكتب له لن يناله حتى لو بكل الحيل. فلا داعي للخوض في الحرام من أجل أمر قدّره الله أو لم يقدره.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرمة الاعتداء على أعراض المسلمين وأسرهم: السعي في تفريق الزوجين جرم عظيم، لما فيه من إيذاء للمرأة المطلقة وتهديد لكيان الأسرة المسلمة.
2- تحريم الحسد والطمع: الحديث يندرج تحت تحريم الحسد، الذي هو من أمراض القلوب التي حذر منها الإسلام.
3- التسليم للقدر والإيمان بالرزق: تربية النفس على الرضا بما قسم الله، واليقين بأن الرزق بيد الله، فلا يُسعى إليه بالمعاصي والطرق المحرمة.
4- الحث على حفظ المجتمع من التفكك: الإسلام يحرص على تماسك المجتمع، وهذا النهي يصب في صالح حفظ العلاقات الأسرية和社会ية من التصدع.
5- الوعيد الشديد: هذا الفعل من الكبائر، لما فيه من ظلم وإيذاء للغير وتعدّ على حقوقهن.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع في عبارة موجزة تحذيراً من شرّ عظيم، وتذكيراً بقاعدة إيمانية كبرى.
- يستفاد منه أيضاً النهي عن كل وسيلة تؤدي إلى تفريق الزوجين، سواء بالدعاء أو بالسعي أو بالوشاية أو غيرها.
- يدخل في عموم هذا الحديث: النهي عن الخطوبة على خطبة المسلم، أو أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، لما في ذلك من الاعتداء على حق الغير.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على ذمّ الدياثة (أن يرضى الرلم بفجور زوجته أو أن يسعى لها في ذلك)، لكن المقصود الأصلي هنا تحذير المرأة من هذا الفعل.
نسأل الله أن يعيذنا من الحسد والطمع، وأن يرزقنا القناعة بما قسمه لنا، ويحفظ أسرنا ومجتمعاتنا من كل سوء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في القدر (٧) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. ورواه البخاري في القدر (٦٦٠١) من طريق مالك، به.
ورواه مسلم في النكاح (١٤٠٨: ٣٨) عن طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا يخطب الرّجلُ على خطبة أخيه. . .» الحديث، وفيه: «ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ صَحْفتها، ولْتنكح فإنما لها ما كتب اللَّه لها».
وفي لفظ من رواية داود بن أبي هند، عن ابن سيرين، به: «فإن اللَّه عز وجل رازقها».
وقوله: «صحْفَتها» الصحفة: إناء من آنية الطعام.
فقه هذا الحديث: قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد (٨/ ١٦٦): «أنه لا يجوز لامرأة ولا لوليها أن يشترط في عقد نكاحها طلاق غيرها، ولهذا الحديث وشبهه استدل جماعة من العلماء بأن شرط المرأة على الرجل عند عقد نكاحها: أنها إنما تنكحه على أن كل من يتزوجها عليها من النساء فهي طالق، شرط باطل، وعقد نكاحها على ذلك فاسد يفسخ قبل الدخول؛ لأنه شرط فاسد دخل في الصداق المستحل به الفرج ففسد، لأنه طابق النهي.
ومن أهل العلم من يرى الشرط باطلا في ذلك كله، والنكاح ثابت صحيح، وهذا هو الوجه المختار، وعليه أكثر علماء الحجاز، وهم مع ذلك يكرهونها، ويكرهون عقد النكاح عليها، وحجتهم حديث هذا الباب وما كان مثله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي المرأة عن طلب طلاق أختها

  • 📜 حديث: نهي المرأة عن طلب طلاق أختها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي المرأة عن طلب طلاق أختها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي المرأة عن طلب طلاق أختها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي المرأة عن طلب طلاق أختها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب