حديث: لو كان الغيل ضارًا أحدًا ضر فارس والروم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الغيلة

عن عبد اللَّه بن عباس أن رسول اللَّه ﷺ سئل عن الغيل فقال: «لو كان ضارًا أحدًا ضر فارس والروم».

صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (١٤٥٤) عن محمد بن أبي غالب، ثنا صفوان بن صالح، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد اللَّه بن عباس فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس أن رسول اللَّه ﷺ سئل عن الغيل فقال: «لو كان ضارًا أحدًا ضر فارس والروم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ سُئل عن الغيل فقال: «لو كان ضارًا أحدًا ضر فارس والروم».


1. شرح المفردات:


● الغيل: هو جماع الرجل لزوجته وهي مرضع، أو هو وطء المرضع، وقيل: هو أن يجامع الرجل امرأته وهي ترضع ولدها، خشية أن يحمل لبنها فيضر الرضيع.
● ضر: أي أَصابَه الضرر أو الأذى.
● فارس والروم: هما أمتان عظيمتان كانتا موجودتين في زمن النبي ﷺ، وفيهما إشارة إلى أن هذه الممارسة كانت شائعة بين الأمم الأخرى دون أن يلاحظوا ضررًا منها.


2. شرح الحديث:


سُئل النبي ﷺ عن حكم الغيل، أي جماع الرجل لزوجته وهي مرضع، وخشية أن يسبب ذلك ضررًا للرضيع أو يحمل لبنها فيتغير طعمه أو يؤثر على صحة الطفل.
فأجاب النبي ﷺ بأنه لو كان الغيل ضارًا بالرضيع أو بالأم ضررًا بينًا، لظهر ذلك لدى الأمم الأخرى مثل فارس والروم، لأنهم كانوا يمارسونه ولم يلاحظوا عليه ضررًا.
فالحديث يُفيد أن الغيل ليس فيه ضرر محقق، وإلا لظهر في تلك الأمم التي كانت تمارسه.


3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، وهذا الحديث يبين أن الأمور التي لا ضرر فيها مباحة، ولا ينبغي إثقال الناس بما لم يثبت ضرره.
● التجربة والعقل: النبي ﷺ استدل بما هو مشاهد ومعروف لدى الأمم الأخرى، مما يدل على أهمية الملاحظة والتجربة في تقرير الأحكام.
● الرد على الوساوس: بعض الناس قد يوسوس لهم الشيطان في أمور حياتهم، وهذا الحديث يطمئنهم بأن ما لم يثبت ضرره فهو على الأصل وهو الإباحة.
● العناية بالصحة: الحديث لا يعني إهمال صحة الرضيع، بل يعني أن الأصل عدم الضرر، لكن إذا ثبت ضرر في حالة معينة فيجب تجنبه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الغيل: جمهور العلماء على أن الغيل مكروه وليس حرامًا، إلا إذا ثبت ضرره في حالة معينة فيصبح محرمًا لتلك الحالة.
● الفرق بين الغيل والعزل: الغيل هو الجماع أثناء الرضاعة، أما العزل فهو القذف خارج الرحم أثناء الجماع خشية الإنجاب، وله أحكام أخرى.
● رعاية الإسلام للصحة: الإسلام يحرص على صحة الأم والطفل، فإذا ثبت طبياً أن الجماع أثناء الرضاعة يضر باللبن أو بالطفل، فيجب تجنبه.

الخلاصة:
الحديث يبين أن الغيل ليس فيه ضرر محقق، وإلا لظهر لدى الأمم الأخرى، وفيه توجيه إلى التيسير وعدم تضييق الناس بما لم يثبت ضرره، مع مراعاة الأحوال الخاصة.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (١٤٥٤) عن محمد بن أبي غالب، ثنا صفوان بن صالح، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد اللَّه بن عباس فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٩٨): «بأن رجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وابنُ جريج مدلس وقد عنعن إلا أن عنعنته عن عطاء بن أبي رباح محمول على السماع منه لكثرة ملازمته.
وفي الباب ما رُوي عن أسماء بنت يزيد بن السكن، وكانت مولاته أنها سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا تقتلوا أولادكم سرا، فوالذي نفسي بيده إن الغيل ليدرك الفارس على ظهر فرسه حتى يصرعه».
رواه أبو داود (٣٨٨١) وابن ماجه (٢٠٢١) وأحمد (٢٧٥٦٢) وصحّحه ابن حبان (٥٩٨٤) كلهم من حديث المهاجر بن أبي مسلم يحدث عن أسماء بنت يزيد فذكرته.
واللفظ لابن ماجه ولفظ أبي داود وابن حبان: «لا تقتلوا أولادكم سرا، فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه».
وفي الإسناد المهاجر بن أبي مسلم، لم يونقه غير ابن حبان ولذا قال الحافظ في القريب «مقبول» أي حيث يتابع، ولم يتابع فهو ليّن الحديث.
ثم في متنه نكارة لما صح من جواز الغيل في الحديث السابق، كما أنه يخالف المحسوس إلا في حالات خاصة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 191 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كان الغيل ضارًا أحدًا ضر فارس والروم

  • 📜 حديث: لو كان الغيل ضارًا أحدًا ضر فارس والروم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو كان الغيل ضارًا أحدًا ضر فارس والروم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو كان الغيل ضارًا أحدًا ضر فارس والروم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو كان الغيل ضارًا أحدًا ضر فارس والروم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب