حديث: كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب العدل بين الزوجات في القسم إلا من وهبت نوبتها لضرتها

عن عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسَرِف، فقال ابن عباس: هذه زوجة النبي ﷺ، فإذا رفعتم نعشَها فلا تُزعزعوها، ولا تزلزلوها، وارفقوا، فإنه
كان عند النبي ﷺ تسع، كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة.

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٠٦٧) من طريق هشام بن يوسف، ومسلم في الرضاع (١٤٦٥: ٥١) من طريق محمد بن بكر - كلاهما عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، فذكره.

عن عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسَرِف، فقال ابن عباس: هذه زوجة النبي ﷺ، فإذا رفعتم نعشَها فلا تُزعزعوها، ولا تزلزلوها، وارفقوا، فإنه
كان عند النبي ﷺ تسع، كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسَرِف، فقال ابن عباس: هذه زوجة النبي ﷺ، فإذا رفعتم نعشَها فلا تُزعزعوها، ولا تزلزلوها، وارفقوا، فإنه كان عند النبي ﷺ تسع، كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة.

1. شرح المفردات:


● سَرِف: مكان بين مكة والمدينة، وهو الموضع الذي توفيت فيه أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها.
● نعشها: النعش هو السرير أو الآلة التي يُحمل عليها الميت.
● لا تُزعزعوها، ولا تزلزلوها: أي لا تهزُّوها بشدة ولا تحركوها بعنف، بل تكون الحركة برفق وسكينة.
● يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة: أي كان النبي ﷺ يَقْسِمُ وقته بين ثماني زوجات، ولا يقسم للواحدة (وهي صفية رضي الله عنها، كما في روايات أخرى).

2. شرح الحديث:


يحكي عطاء بن أبي رباح، وهو من كبار التابعين، أنه حضر جنازة أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها في مكان يسمى "سرف"، وكان حاضراً معهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ابن عم النبي ﷺ وحبر الأمة.
فنبههم ابن عباس قائلاً: "هذه زوجة النبي ﷺ"، أي تذكيراً بمكانتها ومنزلتها، ثم أوصى بحمل نعشها برفق دون هز أو حركة عنيفة، وذلك إكراماً لها وصوناً لحرمتها.
ثم علل ذلك بقوله: "فإنه كان عند النبي ﷺ تسع"، أي كان عنده تسع زوجات، "كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة"، والمعنى أن النبي ﷺ كان يعدل في القسم بين زوجاته إلا أن واحدة منهن (وهي صفية بنت حيي رضي الله عنها كما في الروايات الأخرى) تنازلت عن حقها في القسم، فكان النبي ﷺ يقسم لثمانٍ فقط.

3. الدروس المستفادة:


● الإكرام لأزواج النبي ﷺ: فقد أوصى ابن عباس بالرفق بحمل نعشها، وهذا يدل على وجوب احترامهن وتوقيرهن كأمهات للمؤمنين.
● الرفق بالجنازة: يستحب حمل الجنازة بسكينة ووقار، دون عجلة أو هزٍ عنيف، فهذا من كمال الأدب مع الميت.
● العدل بين الزوجات: الحديث يذكر عدل النبي ﷺ في القسم بين زوجاته، وهو درس للمسلمين في أهمية العدل بين الزوجات إن تعددن.
● مكانة أمهات المؤمنين: ذكر ابن عباس أنها زوج النبي ﷺ لتذكير الحاضرين بمنزلتها، مما يدل على علو قدرهن.

4. معلومات إضافية:


- أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها هي آخر من تزوجها النبي ﷺ، وتوفيت سنة 61 هـ في عهد معاوية بن أبي سفيان.
- القسم المقصود هو المبيت عند الزوجة، وكان النبي ﷺ يعدل في ذلك بين زوجاته.
- الزوجة التي تنازلت عن قسمها هي صفية بنت حيي رضي الله عنها، فكانت تريد أن يكون يومها وليلتها للنبي ﷺ كله، فقبل منها ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٦٧) من طريق هشام بن يوسف، ومسلم في الرضاع (١٤٦٥: ٥١) من طريق محمد بن بكر - كلاهما عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، فذكره.
وزاد مسلم: قال عطاء: التي لا يقسم لها صفية بنت حييّ بن أخطب.
وقول عطاء: التي لا يقسم لها صفية. وهم، وإنما الصواب: سودة بنت زمعة، فإنها وهبت يومها لعائشة، كما سيأتي.
وأما ما رُوي في قصة صفية بنت حُيي فهو ضعيف.
وهي أن رسول اللَّه ﷺ وجد على صفية في شيء. فقالت صفية: يا عائشة، هل لك أن تُرضي رسول اللَّه ﷺ ولك يومي، قالت: نعم. فأخذت خمارًا لها مصبوغا بزعفران، فرشّته بالماء ليفوح ريحُه. ثم قعدتُ إلى جنْب رسول اللَّه ﷺ، فقال النبي ﷺ: «يا عائشة، إليك عنّي، إنه لي يومك«فقالت: ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء. فأخبرته بالأمر فرضيّ عنها.
رواه ابن ماجه (١٩٧٣) وأحمد (٢٤٦٤٠) كلاهما من حديث عفان، حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابت عن شمة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل سمية فإنها مجهولة. لم يرو عنها إلا ثابت، وقد سميت أيضًا شُمية كما عند أحمد (٢٥٠٠٢) ويظهر من هذا أن اسمها لم يُضبط لعدم شُهرتها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

  • 📜 حديث: كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب